محطات علمية سورية لتحسين سلالات الماعز الشامي

واحد من أفضل 5 أنواع من الماعز في العالم في إنتاج الحليب واللحم

TT

تقوم بعض الجهات العلمية في سورية باجراء العديد من التجارب العلمية في محطات بحوث خاصة ومشاريع علمية انتاجية، وذلك لتطوير «الماعز الشامي»، الذي يعتبر من افضل الحيوانات المنتجة للحليب واللحم، واكتسب هذا النوع من الماعز الذي نشأ في غوطة دمشق على مدى آلاف السنين صفات انتاجية جيدة، خاصة في ما يتعلق بانتاج الحليب محققا بذلك شهرة عالمية واسعة، كما يكتسب الماعز الشامي شهرة واسعة في منطقة الخليج خاصة في السعودية والكويت، حيث يباع بأسعار عالية. وفي الكويت تقام مسابقات لجمال شكله وقوته ويرتفع سعره كلما حقق الماعز مراتب متقدمة.

محطات علمية وتنتشر المحطات العلمية لتطوير وتنمية الماعز الشامي في ريف دمشق وبعض المناطق السورية اضافة لوجود محطة تقوم بتجارب لتحسين الماعز الجبلي عن طريق تهجينه مع الماعز الشامي في محافظة السويداء (جنوب سورية).

وفي محطة قرحتا بريف دمشق يذكر المهندس حسان السيد المسؤول عن التجارب العلمية في المحطة ان عدد الماعز الشامي في سورية يصل إلى 160 الف رأس ويشكل 6 بالمائة من التعداد العام في سورية حيث هناك الغالبية للماعز الجبلي، رغم ان الماعز الشامي يعتبر من افضل عروق الماعز في العالم وهو الافضل من حيث القدرة الانتاجية. ويساهم بحوالي 8 بالمائة من حليب الماعز المنتج في سورية. ويتم في المحطة استخدام طرق عديدة لتحسين انتاجية الماعز الشامي من الحليب واللحم بالانتخاب وانتاج الذكور والاناث المحسنة للمربين وهناك برامج للانتخاب ومراقبة الحليب والحلابة والتلقيح والولادة.

مواصفات الشكل والإنتاج يتميز الماعز الشامي بمواصفات متعددة الشكل ـ كما يحددها السيد ـ فهناك ثلاث سلالات منه وهي الحمراء والبيضاء والسوداء ولا سيادة لهذه الالوان على بعضها. اما القرون فهي غالبا غير موجودة في كلا الجنسين، وقرون الذكر ان وجدت فهي معتدلة الطول والسماكة. وموسم التلقيح عند الماعز الشامي يبدأ في شهر يوليو (تموز) وينتهي في نوفمبر (تشرين الثاني) وقد يستمر لغاية ديسمبر (كانون الاول) ـ ويكون اكثر انتظاما خلال اشهر سبتمبر واكتوبر ونوفمبر وتمتاز هذه السلالة بانتاج التوائم وقد وصلت نسبة التوائم في المحطة العلمية إلى 17.61 بالمائة ثنائي و34.8 بالمائة ثلاثي و98.2 بالمائة رباعي و18.27 بالمائة فردي وبلغت نسبة الاخصاب 3.80 بالمائة والتقرير العلمي للمحطة يشير إلى ان المواليد توزعت إلى 52 بالمائة ذكوراً و37 بالمائة اناثاً و11 بالمائة خناثاً وان المواليد الخناث نتجت فقط عن تزاوج ذكور واناث عديمة القرون.

والماعز الشامي احد افضل خمسة عروق من الماعز بالنسبة لانتاج الحليب، وتذكر التقارير العلمية في المحطة ان الواحدة منها تعطي سبعة امثال وزنها من الحليب، ويصل الادرار اليومي من الحليب ما بين 2 و5 كغ للواحدة وتعتبر الحلابة اليدوية في نظام الانتاج المكثف غير مجدية لاحتياجها لأيد عاملة ووقت اضافي، اضافة لتساقط الشعر والاوساخ داخل الحليب لذا لا بد من التوجه للحلابة الآلية خاصة ان الماعز الشامي يستجيب لها بشكل جيد.

وبالنسبة للتسمين فإن نوع الغذاء وكميته والعمر عند بداية التسمين وطول مدة التسمين، كما تؤكد التجارب العلمية في المحطة، تؤثر على خصائص الذبيحة وتساق الجدايا للذبح بعمر 8 ـ 12 شهراً بوزن 40 ـ 50 كلغ حيث تبلغ نسبة القصافي 50 بالمائة تقريبا وتبدي جدايا الماعز الشامي استجابة جيدة كزيادة وزنه خلال عمليات التسمين حيث تراوحت معدلات الزيادة الوزنية اليومية ما بين 160 و198 جراماً وقدر معدل التمويل الغذائي بـ 53.5 كلغ مادة جافة لكل 1 كلغ من الوزن الحي وذلك لدى الذكور بعمر سبعة اشهر.

التربية مكثفة وتبين التجارب العلمية المجراة في المحطة ان تربية الماعز الشامي بشكل مكثف تتطلب تطوير الكثير من التقنيات الفنية التي تساعد على زيادة الانتاجية وتجعل هذه التربية اكثر اقتصادية فإن الماعز الشامي لا يظهر قدراته الوراثية الانتاجية العالية إلا عندما يربى في النظام المكثف وبالتالي فإن الامكانيات والتراكيب الوراثية الجيدة لديه يمكن ان تظهر تحت نظام التربية المكثف بشكل واضح. وان التغذية يجب ان تعطى الاهمية والانتباه الجيد خاصة في موسم التلقيح والمراحل المتأخرة عن الحمل وفي بداية موسم الحليب. ومن الضروري خلال موسم التلقيح ان تكون الاناث والذكور بوضع جيد لكي تحقق معدلاً عاليا من الاخصاب وحجما أمثل من المواليد وبالتالي يجب ان يمارس الدفع الغذائي لها قبل اسبوعين او ثلاثة من موسم التلقيح. اما في الفترة الاخيرة من الحمل فإن استهلاك كميات كافية من الاعلاف يمكن ان يجنب الاناث بعد الولادة اية امراض يمكن ان تنجم عن نقص الطاقة خاصة في الحمل التوأمي، وان التغذية في الفترة الاخيرة من الحمل يمكن ان تؤثر في اوزان المواليد في كميات الحليب في المرحلة الاولى من الموسم مرتبطة ارتباطاً واضحا بمستوى التغذية خلال الفترة الاخيرة من الحمل. وبعد الولادة يجب ان تغذى الاناث بشكل حر ولفترة زمنية لا تقل عن ثمانية اسابيع وذلك لضمان انتاج جيد من الحليب ولتفادي اي نقص في وزن الجسم الذي يمكن ان يؤخر موعد التلقيح.

ويؤكد المعنيون ان هذه المحطات العلمية والتجارب التي تجرى فيها سوف تساهم في زيادة عدد الماعز الشامي والمحافظة عليه من الانقراض عن طريق توزيع الذكور والاناث المحسنة بشكل علمي على المربين ونشر الطرق الحديثة في تربيته.

=