الإصابة بالبهارسيا وطرق علاجها يسببان السرطان للمصريين

TT

فيما تعد البلهارسيا اكثر المشاكل الصحية شيوعا في مصر ولها علاقة قوية بسرطان المثانة، فقد كشفت دراسة علمية مصرية ان العدوى بالبلهارسيا ذاتها تزيد من سرعة حدوث العملية السرطانية، علاوة على ان اكثر الادوية المستخدمة في علاج البلهارسيا يسرع كذلك في حدوث السرطان. وتقول الاستاذة بكلية الطب جامعة عين شمس الدكتورة وجيدة أنور في حديثها لــ«الشرق الأوسط» ان السموم الوراثية من مواد كيميائية أو طبيعية قد تسبب طفرات وراثية أو سرطانا مثل عادم السيارات أو المبيدات الحشرية أو معادن مثل الرصاص والزئبق والستيرين والادوية المعالجة للسرطان. وان كل هذه العوامل البيئية قد تتفاعل مع العدوى المرضية وتؤدي الى سرعة حدوث العملية السرطانية مثل العدوى بالبلهارسيا وهي اكثر مشاكل مصر الصحية ولها علاقة وثيقة بسرطان المثانة.

وتؤكد ان دواء «البرازيكونتل» الذي يعد اكثر الأدوية استخداما لعلاج البلهارسيا ورغم انه ثبت عدم تسببه للسرطان من خلال التجارب الحيوانية الا انه ثبت انه يسرع في عملية تكسير الكروموزومات الناتجة عن التعرض للبنزين حيث تبين ان التعرض للبرازيكونتل والبنزين معا يسبب زيادة في النوبات المرضية، كما ان البرازيكونتل يسرع تحويل البنزين لــ«ميوكونالدهايد»، وقد يكون المسؤول عن هذه الظاهرة، مشيرة الى انه ثبت ان المصريين يعانون من سرطان الكبد المسبوق بالاصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي «ب»، وذلك في الوقت الذي قد يساعد التعرض لسموم الافلاتوكسين «السموم الفطرية» كعامل بيئي في حدوث سرطان الكبد، حيث ثبت ان الافلاتوكسين يسبب السرطان في عدة انواع من حيوانات التجارب، الامر الذي اكدته كذلك الهيئة الدولية لأبحاث الاورام من ان الافلاتوكسين «ب» مسبب للسرطان مع المجموعة «أ» ويزيد دور الافلاتوكسين في حدوث سرطان الكبد مع الاصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي «ب» الامر الذي يؤكد النتيجة العلمية القائلة ان المصريين يعانون من سرطان الكبد بعد الاصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي «ب».

وتذكر انه من الاهمية القصوى استخدام طرق علمية أكثر دقة لقياس السمية الوراثية سواء على المستوى التجريبي أو عن طريق تقييم مستويات تعرض الانسان لهذه المؤثرات وخصوصا في ظل العدوى بأمراض اخرى، وكذلك تعرض الانسان للعديد من السموم الوراثية في الحياة اليومية سواء عن طريق الهواء أو من خلال الجلد، كما ان الانسان قد يتعرض لعامل واحد أو عدة عوامل منها في آن واحد والتي قد تتفاعل معا في ظل عدوى مرضية اخرى فتزيد من سرعة حدوث العملية السرطانية.