منح الجوائز.. وسيلة جديدة لتعميق التفاعل بين الألعاب والحياة الواقعية

نزعة جارفة لتوظيفها بين العاملين والسياح والأطفال

إيما سناودر تمسك بجهاز «زامزي» لاستشعار الحركة الذي يرصد مستويات نشاطها ويمنحها نقاطا عند ممارسة الألعاب
TT

«تهانينا.. أن قراءتك للفقرة الأولى من هذا المقال أسهم فوزك بشارة تعلقها على صدرك». إذا كانت هذه الجائزة ستشعرك بالرضا عن نفسك، فحينئذ فأنت في الطريق لفهم طريقة الشكر بالجوائز gamification أي منح الجوائز أثناء ممارسة اللعبة، وهو نزعة تجارية يعتبره البعض بدعة، ويهدف إلى بث أنشطة عادية المحتوى بأشكال جذابة مثيرة بهدف الحصول على تجاوب اللاعبين لألعاب الكومبيوتر.

* جوائز الألعاب

* وتستخدم الكثير من الشركات خدع الألعاب هذه لمحاولة دفع الأفراد إلى التعلق بمنتجاتها وخدماتها - وقد أثبتت هذه الوسائل نجاحا في ذلك بفضل الهواتف الذكية والإنترنت.

هل تريد شرب كوب من القهوة؟ فورسكوير، وهو تطبيق شبكات اجتماعية يساعد في انتشار لعبة فكرة الشكر بالجوائز تعطي الأفراد شارات للحجز في مقهى أو مطعم محلي.

هل ترغب في الحفاظ على الطاقة؟ بدأت أكثر من 75 شركة في استخدام خدمة من شركة تدعى أوباور التي تمنح الشارات للمستهلكين عندما يخفضون من استهلاكهم للطاقة. ويمكن للعملاء مقارنة تقدمهم مع جيرانهم ونشر إنجازاتهم على شبكة «فيس بوك».

أضاف الأفراد والشركات بطبيعة الحال عناصر اللعبة إلى أجزاء الحياة العادية فالوالدان يكافئان أبناءهما لدى قيامهم بالعمل المنزلي بملصقات النجوم، ويبدي المسافرون في رحلات العمل سعادة كبيرة عندما يحصلون على مكانة مسافري النخبة على خطوط الطيران.

لكن التكنولوجيا الرقمية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الاستشعار الرخيصة نقلت الظاهرة إلى مستوى جديد وبخاصة بين البالغين. والآن أصبحت أفكار اللعبة مثل النقاط والشارات ولوحات القادة شائعة حتى أنها أصبحت بواعث قوية في الكثير من الإعدادات، حتى لدى بعض المعارضين. وفي وقت تصبح فيه الألعاب أكثر واقعية وتصبح الحقيقة أشبه ما تكون بالألعاب.

* توظيف الألعاب

* وتستخدم شركات مثل «ريد إلسيفير»، وهي شركة نشر، لعبة على الإنترنت من شركة تدعى «كياس» تشجع العاملين للتمتع بصحة جيدة من خلال تشكيل فرق من ستة أفراد ونقاط تجمع لتحقيق أهداف اللياقة البدنية والعقلية. ومن بين التحديات التي تحددها «كياس»، الضحك بشكل عشوائي لثلاثين ثانية. ويحصل كل أفراد الفرق الفائزة في «ريد» على بطاقات هدايا بمائتي دولار.

وتستخدم المطاعم خدمة من شركة ناشئة في بوسطن، تدعى «أوبجكتيف لوجيستيكس» لترتيب أداء النادل في لائحة لترتيبهم بين الأوائل، لمكافأة الجيدين منهم بالنوبات المربحة والطاولات الأكثر ربحية. وتخطط الشركة لإضافة نقاط «نقاط الثواب والعقاب» التي يمكن للنوادل الفوز بها في اختيار النوبات من الزملاء أو غير ذلك يكونون زملاء الفريق الجيدة.

ويقول إيان بوغوست، مصمم الألعاب وأستاذ الحوسبة التفاعلية في معهد جورجيا للتكنولوجيا، إن الزيادة في استخدام الألعاب أكثر قليلا من كونها بدعة يمارسها خبراء التسويق.

* فوائد للأطفال

* وقال بوغوست، الذي كتب العام الماضي مقالا رفض فيه بشدة «الشكر بالجوائز»: إنها فكرة اخترعها وسيطر عليها المتحدثون ومنظمو المؤتمرات واستشاريو الشركات كي يقدموا لهم دفعة من النجاح في فترة قصيرة. لكن آخرين لديهم وجهة نظر مختلفة، إذ يعتبرون الأنشطة أكثر شبها بالألعاب وأنها نوع من العلاج المرافق، فعلى سبيل المثال يمكن إشراك الأطفال الذين قد يعانون من تشتت الذهن بسبب ألعاب الفيديو التقليدية.

وتعرف شيلي سناودر وابنتها البالغة من العمر تسع سنوات، إيما كيفية استخدام الألعاب بصورة صحيحة. فقد اشتركت سناودر في خدمة تدعى «زامزي» لتشجيع إيما على ممارسة النشاط البدني بشكل أكبر. وخلال اليوم كانت إيما ترتدي جهاز استشعار صغير يسجل مستوى نشاطها ويكافئها بالنقاط على خطواتها السريعة، سواء أثناء رقصها فجأة في غرفة المنزل أو أي نشاط آخر يجعلها تتحرك.

وفي حجرة صغيرة في منزلها في مقاطعة سالم بولاية أوريغون وتباهت إيما مؤخرا بالمتع الرقمية التي يستخدمها موقع الخدمة كمصدر إلهام لها، بما في ذلك شارة الإصرار ومكانة الميدالية البرونزية للمستوى الثالث. ويمكنها أيضا استخدام العملية الافتراضية التي تجنيها من ممارسة اللعبة للحصول على مكافآت ملموسة مثل نظام لعبة فيديو من الموقع. وقالت أمها، التي تدرس كي تكون ممرضة: إنه أمر صعب للغاية.

ويقول جيسي تشيل، مصمم الألعاب والأستاذ المساعدة لتكنولوجيا الترفية في جامعة كارنيغي ميلون: كل جزء من كل شيء، لأن نظام الألعاب مقنع للغاية، وأضاف: لقد سمح لنا ثراؤنا بالانتقال إلى مكان نميل فيه إلى جعل الأشياء أكثر بهجة بدلا من التركيز على الكفاءة.

* خدمة «نيويورك تايمز»