منسوجات من قشور الروبيان تقاوم البكتريا

لها استخدامات متعددة في الطب والصناعات الغذائية

TT

لا تقف فوائد «الجمبري» أحد أشهر القشريات البحرية عند احتوائه على نسبة كبيرة من الفسفور فحسب، فقد أكدت دراسة علمية حديثة أن قشور الروبيان (الجمبري) والسرطان تحتوي على فوائد صناعية غير فوائدها الغذائية الكثيرة، بعد تمكن فريق من الباحثين المصريين من استخراج مادة آمنة بيئيا من قشور تلك الكائنات البحرية لتدخل في صناعة المنسوجات الطبية ومعالجة المنسوجات القطنية لتصبح أكثر جودة، وتكتسب صفة جديدة أنها مقاومة لنمو البكتريا بين أنسجتها.

الدكتورة أميرة محمد الشافعي، الباحثة بقسم التحضيرات الخاصة بالصناعات النسيجية بالمركز القومي للبحوث في القاهرة وأحد أفراد فريق الباحثين، تقول: «بحار مصر والوطن العربي غنية بكثير من فصائل الجمبري والسرطان التي كان لا بد من استغلالها في مجال البحث والتصنيع، وقد أثبتت الدارسات التي أجريت عليها احتواءها على مادة تسمى (الكيتين)، يمكن استخلاصها ومعالجتها بمواد كيميائية في ظل ظروف مختلفة من حيث التركيز ودرجات الحرارة لتحويلها إلى مادة تسمى بـ(الكيتوزان)، وهذه المادة لها خواص معينة وذات فاعلية كبيرة، خصوصا وأنها قابلة للتحلل البيولوجي ومن ثم يمكن استخدامها في مجالات كثيرة منها الصناعات الغذائية وصناعة الأدوية إلى جانب صناعة بعض المنسوجات الطبية لأنها مادة مقاومة لنمو البكتريا».

إضافة إلى ذلك تم التوصل إلى تحضير مادة «بوش» إحدى المواد الصناعية المستخلصة من بعض مشتقات «الكيتوزان»، ومن شأن هذه المادة أن لها القدرة على تكوين حواجز على الخيوط القطنية قبل مرحلة النسيج وذلك لحمايتها من الاحتكاكات الشديدة خلال عملية النسج، فضلا عن أن مادة «الكيتوزان» عموما تساعد على زيادة امتصاص المنسوجات القطنية للصبغات المختلفة، إلى جانب استخدامها في إزالة مخلفات مصانع النسيج وأعطت كفاءة تجميع بنسبة 90%.

أما أبرز مميزات المادة المستخرجة من قشور الجمبري، فتتمثل في أنها آمنة بيئيا، كونها مصدرا طبيعيا ويمكن استرجاعها ومن ثم الاستفادة منها إلى أقصى درجة مقارنة بمواد «البوش» الصناعية والتي غالبا ما تستورد من الخارج.

وترى د.أميرة أن هذه الدراسة ستحقق طفرة كبيرة في عالم الصناعات النسيجية والمستحضرات الطبية نظرا لتوفر المصدر، أي قشور الجمبري والسرطان في الوطن العربي بل ومن أفضل الفصائل.