70 في المائة من أدوية السوق في أوروبا غير مضمونة النتائج للأطفال

عقاقير خاصة بعلاج البالغين توصف للصغار وغالبيتها لا توضح الأعراض الجانبية

TT

دعت مفوضية الاتحاد الاوروبي شركات الادوية واجهزة الرقابة الصحية الى ايجاد البدائل الكفيلة بضمان طرح ادوية خاصة بالاطفال فعلا، وتزويد ادوية السوق بتعليمات كافية حول الاعراض الجانبية للادوية التي قد تظهر على الاطفال. وجاءت الدعوة اثر دراسة اعدتها المفوضية حول ادوية الاطفال في اربعة بلدان اوروبية هي المانيا وسويسرا والنمسا وهولندا وثبت خلالها ان 70 بالمائة من الادوية المطروحة في السوق، والتي يصفها الاطباء وتستخدمها المستشفيات في علاج الاطفال، هي ادوية لا تحوي معطيات كافية ومضمونة حول دورها وتأثيرها في الاطفال.

واثبتت الدراسة ايضا ان الاطباء يعجزون عن وصف نسبة عالية من الادوية، المجازة والمطروحة في السوق، للاطفال لأنها تخلو من عرض واضح حول التأثيرات الجانبية والمضاعفات التي قد تطرأ على الاطفال. الاخطر من ذلك هو ان الدراسة راقبت خزانات الادوية المستخدمة في عيادات الاسعاف الفوري للاطفال في البلدان الاوروبية الاربعة المذكورة فوجدت ان 90 بالمائة من الادوية التي يصفها الاطباء للاطفال لا تحوي شرحاً وافياً لتأثيراتها واعراضها الجانبية على الاطفال. وتبلغ نسبة هذه الادوية في اقسام الطب الباطني للاطفال 70 بالمائة وفي اقسام الاطفال العامة 50 بالمائة. وذكر مارتن هولفبيته، المختص بأمراض القلب عن الاطفال من جامعة جوتنجن الذي شارك في الدراسة، ان ثلثي الاطفال في المانيا يتلقون ادوية مخصصة لعلاج البالغين. وان 40 بالمائة من الادوية المطروحة في السوق هي ادوية غير صالحة لعلاج الاطفال رغم ما سجل عليها من جرعات خاصة بالاطفال.

وحذر هانز ـ جورج سايبرت من جامعة ماربورج الاطباء بالقول «إن الطفل ليس بالغاً صغير الحجم وانما طفل». وعلى هذا الاساس فلا بد من ادوية خاصة بالطفل. ولاحظ سايبرت ايضا ان الاطباء والمستشفيات يلجأون بعض الاحيان الى كسر حبة الدواء الى نصفين بهدف تخفيف الجرعة على الطفل، إلا ان هذه العملية لا تضمن تقسيم تركيز الدواء في الحبة بالصورة نفسها. واشار سايبرت الى ان الدراسة الاوروبية التي شارك في اعدادها احصت 5 فقط من اصل 57 عقاراً نزلت الى السوق عام 1997 تحوي معطيات عن كيفية استخدامها للاطفال وتستعرض الاعراض الجانبية المحتمل حدوثها. فكل طبيب «يطبخ» وصفاته الخاصة بالاطفال حسب اجتهاده وخبرته وذلك من خلال الادوية المطروحة في السوق للبالغين.

أما اهم اسباب هذا الواقع فهي بتقدير الدراسة: عدم اهتمام شركات الادوية الناجم عن صغر حجم سوق ادوية الاطفال ونقص الباحثين المختصين في مجال ادوية الاطفال، وصعوبة اخضاع الاطفال للتجارب (اسوة بالبالغين) وذلك لأسباب اخلاقية وانسانية.