منظمة الصحة العالمية تختار المستشفى التخصصي أول مركز طبي متعاون عن بعد في منطقة الشرق الأوسط

TT

اختارت منظمة الصحة العالمية مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض كمركز متعاون للتطبيب عن بعد على مستوى الشرق الأوسط. وجاء هذا الاختيار كأول مركز متعاون بالمنطقة نتيجة ما يبذله مركز الطب الاتصالي (طب الاتصالات) خلال السنوات الخمس الماضية، وشملت خدمات المركز المناطق السعودية المختلفة وتوفيره الاستشارات والتطبيب عن بعد للمرضى من المستشفيات التي يراجعونها في مناطقهم من دون حاجة لتكبد مشاق السفر، بالاضافة الى توفير خدمة الاتصال بالمراكز والمستشفيات العالمية المرموقة في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وتبادل الاستشارات والتدريب مع المختصين في تلك المراكز عن طريق النقل الفضائي.

ووجه الدكتور حسين عبد الرزاق الجزائري المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط رسالة إلى الدكتور سلطان بن عبد الله باهبري المدير التنفيذي لشؤون التعاون المشترك وتنمية المشاريع في المستشفى يعلمه بهذا الاختيار، وأن المكتب يقوم باتمام الاجراءات لتسمية المستشفى التخصصي كمركز متعاون للتطبيب عن بعد وذلك على المستوى الاقليمي.

من جانبه أشار الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز النعيم، مدير برنامج الطب الاتصالي بالمستشفى، إلى أن هذا الاختيار يعتبر دعماً كبيراً للتطبيقات الحديثة في مجال الطب والتطبيب عن بعد وذلك باستخدام أجهزة حاسب متخصصة مع وسائل الاتصالات الحديثة والذي أدى إلى نقلة نوعية في رفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمرضى وخاصة قاطني المدن والقرى النائية عن المراكز الطبية الرئيسية حيث يمكن وعن طريق استخدام هذه التقنية نقل صور الأشعة أو صور شرائح العينات المأخوذة من الأورام الى المراكز المتخصصة وذلك لضمان دقة التشخيص، ايضاً يمكن استخدام هذه التقنية في مناظرة المرضى وجهاً لوجه عبر آلاف الكيلو مترات، وذلك للقيام بالفحص الطبي الاكلينيكي وكذلك مناقشة الحالات التي تستدعي ذلك بين الأطباء المختصين في هذا المجال.

وأضاف بأن هذه الوسائل الحديثة يتم استخدامها في نقل المحاضرات الطبية الهادفة للتعليم الطبي المستمر من الجامعات الشهيرة مثل جامعة هارفارد وديوك وجون هوبكنز.

وأوضح د. النعيم أن برامج الطب الاتصالي قد تطورت في السنوات القليلة الماضية، إذا زاد عدد برامج الطب الاتصالي في المستشفيات الاميركية من 50 برنامجاً للطب الاتصالي الى مايزيد عن 400 برنامج خلال السنوات الخمس الماضية. كما أن التطبيقات الطبية في هذا المجال تزداد بدرجة متسارعة حيث أنها تكاد الآن أن تشمل جميع أفرع الطب سواء كانت تشخيصية أو علاجية أو بحثية.

ونوه بالدور الرائد للمستشفى التخصصي في المجال العلاجي والتعليمي والبحثي وأنه استشعاراً من هذا الدور فقد أخذ على عاتقه تطوير برنامج الطب الاتصالي وذلك بالتعاون مع برنامج سلطان بن عبد العزيز للاتصالات الطبية والتعليمية التابع لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية حيث استفادت أعداد كبيرة من المرضى سواء بمناقشة حالاتهم مع المراكز العالمية أو بواسطة نقل الاشعاعات التشخيصية من مناطق اقامتهم الى مستشفى الملك فيصل التخصصي.

يذكر أنه تم عرض هذه النتائج في عدة محافل عالمية مثل الاجتماع الاستشاري الأول لخبراء التطبيب عن بعد من قبل منظمة الصحة العالمية والذي عقد بجنيف في يناير (كانون الثاني) الماضي، وكذلك المؤتمر الخامس للجمعية الأميركية للتطبيب عن بعد.