فرصة ثانية لإنقاذ العالم من التسخين الحراري

حسابات جديدة تشير إلى بطء وتيرة ازدياد درجات الحرارة

TT

يبدو أن فرصة ثانية قد تتوافر للبشرية لإيقاف التغير المناخي الخطير، فبيانات درجات الحرارة المستمدة من العقد الأخير توفر لنا فرصة غير متوقعة للبقاء تحت الهدف العالمي لارتفاع درجات الحرارة، الذي هو درجتان مئويتان.

وكان تحليل جديد قد أخذ في الاعتبار ارتفاع درجة الحرارة في العقود الأخيرة لمعرفة ما الذي يعنيه ذلك بالنسبة للعقود المقبلة، فتبين أن الأرض ستسخن بصورة أكثر بطئا عبر هذا القرن مما كان يعتقد سابقا، مما يعني اكتساب المزيد من الوقت لتخفيض انبعاثات الغازات المضرة المسببة للاحتباس الحراري (الدفيئة الزجاجية)، وبالتالي الحيلولة دون حصول تغير خطير في المناخ العالمي.

لكن علماء المناخ يحذرون من أن ذلك لا يعني عدم وجود تغير حقيقي، بل إن درجات الحرارة ترتفع حاليا بشكل سريع أسرع مما حصل خلال السنوات الـ11.000 الماضية.

وكانت حكومات العالم قد تعهدت بتحديد ارتفاع درجة الحرارة بحدود درجتين فقط، وهما اللتان تعتبران العتبة التي تفصل العالم عن التغير المناخي الخطير. وهذا يعني حسب التقديرات السابقة وصول الانبعاثات الغازية العالمية إلى ذروتها في عام 2020 قبل أن تشرع في الهبوط. لكن مع ارتفاع نسبة هذه الانبعاثات، يبدو أن هذا الأمر للأسف غير واقعي.

* تباطؤ التسخين

* ويقول بيير فورستر، من جامعة ليدز في بريطانيا، الذي أسهم في الدراسة الجديدة «إذا كانت التقديرات السابقة واقعية، فإن إبقاء العالم دون ارتفاع درجة الحرارة سيكون مستحيلا مهما كانت نسبة تخفيض الانبعاثات، لذا يبدو أننا نملك اليوم فرصة، وعلينا اغتنامها». ويتابع مايلز ألين، زميل فورستر، من جامعة أكسفورد، قائلا «سابقا كان الكثيرون منا يشعرون بالإحباط والكآبة بأننا مهما فعلنا فإننا سنتجاوز عتبة الدرجتين لا محالة، لكن هذا لا يبدو استنتاجا محتوما بعد الآن»، وهذا يعني أن مفاوضات المناخ التي ترعاها الأمم المتحدة لا تزال أمامها فرصة للنجاح.. «فإذا جرى الاتفاق على قرار في عام 2020 يؤدي إلى تخفيضات سريعة في الانبعاثات، تبقى هنالك فرصة جيدة للوصول إلى الهدف المنشود».

وبعد حصول الارتفاع السريع في أواخر القرن العشرين، يبدو أن الأرض سخنت بشكل بطيء في العقد الماضي جزئيا نتيجة الدورات الطبيعية في النظام المناخي.

وكان ألكسندر أوتو، من جامعة أكسفورد، وزملاؤه قد أخذوا هذه المعطيات الأخيرة في الحسبان، لحساب كم هي كميات انبعاثات الوقود الأحفوري التي سببت تسخين الأرض. ثم قاموا بعد ذلك بالنظر إلى ما يعنيه ذلك بالنسبة إلى ارتفاع درجة الحرارة في العقود القليلة المقبلة، فوجدوا أن التسخين الحراري للأرض في هذا القرن سيكون أبطأ مما كان يعتقد سابقا.

وركز الفريق على كم ستبلغ حرارة كوكب الأرض في العام الذي ستصل فيه تركيزات ثاني أكسيد الكربون إلى ضعف قيمتها الصناعية السابقة. ووفقا إلى اتجاهاتنا الحالية، فإن هذا سيحصل ما بين 2050 و2070. وقد أشارت الدراسات السابقة إلى أن درجات الحرارة سترتفع حتى 1.6 درجة مئوية، لكن أوتو وجد أنها سترتفع 1.3 درجة مئوية فقط.. «وهذا يعني على المدى القصير تسخين مناخ الأرض أقل مما كان متوقعا سابقا»، يقول أوتو.. «مما يعني اكتسابنا لخمس أو عشر سنوات إضافية»، كما نقلت مجلة «نيوساينتست» عن كريس فوريست من جامعة ولاية بنسلفانيا.

ويبدو أن عددا متزايد من علماء المناخ يعتقدون أن المناخ هو أقل حساسية لغاز ثاني أكسيد الكربون، مما كان مقدرا سابقا، و«بذلك فإن درجة الحرارة لن ترتفع إلى الدرجة التي كان يخشى منها» كما يقول جيمس أنان من معهد يوكوهاما لدراسات الأرض في اليابان. وكانت حكومات العالم تخطط خلال السنوات القليلة الماضية لتوقيع اتفاق في عام 2015 يبدأ تنفيذه في عام 2020، مما يعني أن للعالم فرصة حقيقية للنجاح.