اطفال اليمن يشاركون في حملات توعية للحفاظ على الأوزون

TT

في اطار الإعداد للاحتفال باليوم العالمي للأوزون، الذي يصادف اليوم السبت، شرع مجلس حماية البيئة اليمني بالتعاون مع برلمان الاطفال، حملة توعية ميدانية مكثفة، تتضمن زيارات للمصانع والمؤسسات الخدمية، التي تستخدم مواد تعتبر مستنفدة للاوزون، للتذكير بالمخاطر الصحية والبيئية الناتجة عن الاستمرار في استخدام هذه المواد، والحث على استخدام مواد بديلة تصنف كصديقة للاوزون.

ويتضمن الاحتفال باليوم العالمي للأوزون، حملات مكثفة، تسهم فيها اندية اصدقاء البيئة في المدارس والجامعات، تشمل القاء محاضرات ونشر ملصقات، وتقديم فقرات درامية، لتوضيح المخاطر الناتجة عن تدمير طبقة الأوزون، والعمل على نشر الوعي البيئي بما يعزز دور المجتمعات المحلية والمنظمات الطوعية، في الحد من استخدام بعض المواد الكيميائية في اغراض صناعية وخدمية مختلفة، تعد المتسبب الأول في القضاء على الأوزون.

واوضح فيصل احمد جابر، رئيس وحدة الاوزون بمجلس حماية البيئة لـ «الشرق الأوسط» أن احتفال هذا العام يكتسب أهمية استثنائية بالنظر لعدد من المنجزات في هذا المجال، حيث تمكن اليمن من حصر وتصنيف المواد المستنفدة للاوزون، في اطار برنامج تعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة في عموم المحافظات اليمنية، تم خلاله تحديد الكميات التي تستهلك من هذه المواد في مختلف المجالات الصناعية والخدمية، وتم ايضاً انشاء وحدة الأوزون بالمجلس لمتابعة تنفيذ التزامات اليمن تجاه بروتوكول مونتريال، والذي يلزم الدول الموقعة عليه بتجميد استخدام مواد CFCS وهي أكثر المواد استهلاكاً في اليمن وتثبيت استهلاكها توطئة للتخلص التدريجي منها في غضون السنوات العشر المقبلة.

وقال رئيس وحدة الأوزون إن احتفال هذا العام، هو جزء من الاجراءات والتدابير المتخذة من قبل مجلس حماية البيئة، بهدف مواكبة الاحداث البيئية العالمية، وفي الوقت ذاته تجنيب البلاد شبح التعرض لازمات اقتصادية نتيجة الالتزامات المفروضة دولياً، التي تنص على مراقبة وتجميد استهلاك عدد من المواد الكيميائية كالفريونات والهالونات وبروميد المثيل، وغيرها من المواد المستخدمة في قطاعات التبريد والتثليج، بما يحمي مصالح المصنعين. والمستهلكين على حد سواء، ويقلل حجم المخاطر البيئية.

وحول كيفية تأثير المواد الكيميائية سلباً على الأوزون، اشار جابر الى أن الأوزون يتكون اصلاً في طبقات الجو العليا، حيث تعمل الاشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس على تحطيم جزيء الأكسجين الى ذرتي اكسجين مرتين، وباتحاد كل ذرة اكسجين حرة O بجزيء اكسجين O2 يتكون الاوزون O3، فتكوين وتفكك الاوزون عمليتان تحدثان بصورة متوازنة ديناميكياً، والاخلال في هذا التوازن بادخال مساعدة على التفكك مثلاً يؤدي الى انحسار عملية التكوين وتفاقم معدلات التحطيم، وهذا ما تفعله المواد الكيميائية المستخدمة في بعض الصناعات كما تبين ذلك من خلال عدد من الابحاث والدراسات، مضيفاً ان وصول كميات كبيرة من الاشعة فوق البنفسجية الى الأرض بسبب ضعف طبقة الأوزون، يؤدي الى اضرار صحية وبيئية خطيرة تأكد منها حتى الآن الاصابة بالحروق الشمسية وسرطانات الجلد، وأشارت بعض الابحاث، الى أن نقص الاوزون بمعدل 1 بالمائة، يزيد نسبة الاصابة بسرطان الجلد اثنين بالمائة، كما ينتج عن التعرض للاشعة فوق البنفسجية العمى الثلجي وعتمة العين، وتؤدي قلته في نهاية الامر الى فقدان البصر، اضافة الى أن الزيادة في مستويات التعرض للاشعة فوق البنفسجية من نوع «ب» تصيب جهاز المناعة لدى الانسان بالضعف وتجعله عرضة لمختلف الأمراض.

أما على المستوى البيئي فالأمر لا يقل خطورة، حيث ثبت أن الزيادة في كمية الاشعة فوق البنفسجية الواصلة الى الأرض تؤدي الى تدني انتاجية المحاصيل كماً ونوعاً كما تتسبب في خفض قيمتها الغذائية فضلاً عن رفع نسبة سميتها، وتكتسب جهود اليمن في سياق الحد من استخدام المواد الضارة بالأوزون اذا علمنا ان هناك 72 الف سيارة ومركبة عامة تستخدم مكيفات هواء وهناك 1.6 مليون ثلاجة، اضافة الى مخزون يقدر بنحو 300 الف اخرى اي بمعدل 2.9 ثلاجة لكل منزل، كما يصل حجم استهلاك البلاد من مادة فريون 12 المضرة بالاوزون الى 332 طناً سنوياً.