مناطيد لرؤية العالم ومشاهدة أفق الأرض

السياحة الفضائية تكسب زخما إلى الأمام

TT

آخر مغامرات السياحة الفضائية ترمي إلى إرسال السياح إلى «الحافة الدنيا للفضاء الخارجي» وجعلهم يشاهدون المشاهد ذاتها المثيرة للإلهام، التي شاهدها في العام الماضي المغامر فيليكس بومغارتنر مقابل 75 ألف دولار، سعر التذكرة الواحدة. إلا أن السفرة ستجري بالاعتماد على تقنيات الدفع بالهواء الساخن بدلا من الصواريخ.

وكشفت شركة «وورلد فيو» الناشئة التي مقرها ولاية أريزونا في أميركا، النقاب عن خطط لإرسال منطاد هوائي إلى طبقات الجو العليا يُقل ركابا يقضون مدة ساعتين يشاهدون خلالها الأرض من ارتفاع 19 ميلا.

* «رؤية العالم» ورغم أن هذا الارتفاع ليس هو الفضاء الحقيقي الذي تبدأ حدوده من ارتفاع يبلغ 62 ميلا، فإن هذا المخطط يتطلب موافقة إدارة الفضاء والطيران الاتحادية الأميركية (إف إيه إيه) التي تشرف على الرحلات التجارية إليه. وتتوقع الشركة الشروع باختبارات الطيران على مركبة عرض خلال العام الحالي في أريزونا، والبدء ببيع التذاكر بسعر 75 ألف دولار للشخص الواحد خلال الأشهر القليلة المقبلة، كما تقول جين بوينتر رئيسة الشركة، على أن تبدأ الرحلات الفعلية في عام 2016.

ونقلت تقارير صحافية عن بوينتر «أنه من الناحية الفنية، فإن هذا الأمر قابل للتحقق وبمخاطر قليلة». والعامل المهم هنا الذي يساعد على تسويق الفكرة وترويجها هو مشهد الأرض وانحناءة أفقها، ولهذا فإن الرحلة ليست مخصصة للركاب الذين يودون اختبار انعدام الجاذبية. وأطلق على المنطاد اسم «وورلد فيو».

وستشابه هذه الرحلات كثيرا رحلة المغامر النمساوي فيليكس بومغارتنر التي نظمتها «ريد بول» الذي قفز من منطاد على ارتفاع 24 ميلا فوق الأرض محطما حاجز الصوت خلال نزوله، ليهبط بعد ذلك سالما معافى.

وتستغرق الرحلة 90 دقيقة للوصول إلى الارتفاع المنشود بسرعة 1000 قدم بالدقيقة، والبقاء هناك مدة ساعتين، مع التأكيد على أن الرحلة ستكون سهلة وسلسة قبل العودة ثانية خلال 40 دقيقة.

وستكون القمرة داخل الكبسولة رحبة واسعة، تتسع لثمانية أشخاص يمكنهم السير في المكان وتناول المشروبات من مقصف.

* منطاد مجنح ومقارنة بذلك هنالك مشروع «سبايس شب تو» المركبة الفضائية التي تتسع لستة ركاب، واثنين من الملاحين، المملوكة من قبل «فيرجين غالاكتيك» المتفرعة من «مجموعة ريتشارد برانسون» ومقرها لندن، التي من المتوقع أن تصل إلى ارتفاع 68 ميلا. وعلى مثل هذا الارتفاع يختبر الركاب دقائق قليلة من انعدام الوزن، إضافة إلى رؤية انحناءة الأرض معكوسة على اسوداد الفضاء.

وبالنسبة للمنطاد ستدفع كبسولة «وورلد فيو» بواسطة 40 مليون قدم مكعب من غاز الهليوم داخله، فضلا عن مظلة بشكل جناح ينتفخ أيضا، يساعد في إعادة الركاب بلطف إلى الأرض بعد انفصاله من منطاد الهليوم العملاق. ويتساءل سكوت بايس الخبير الفضائي الذي كان يعمل سابقا في «ناسا»، ويشغل الآن منصب مدير السياسة الفضائية في جامعة جورج واشنطن: القلائل من الناس قد دفعوا عشرات الملايين من الدولارات للتحليق على متن محطة الفضاء الدولية، في حين دفع آخرون للتحليق على متن الطائرات النفاثة على ارتفاعات عالية جدا، ولكن كم عدد الأشخاص الذين سيدفعون أجرة الاقتراب من الفضاء الخارجي؟ على ذلك تجيب بوينتر بأنه مما لاشك فيه أن هنالك سوقا لذلك.

وستبلغ كلفة التحليق على «وورلد فيو» نحو ثلث مبلغ 250 ألف دولار كلفة التحليق بـ«سبايس شب تو» التي حجز عليها حتى الآن 650 شخصا سددوا دفعاتهم الأولية، أو الكاملة. وتمر هذه المركبة حاليا باختبارات في مرافق الشركة الصانعة «سكايلد كومبوزايتس» في صحراء موهافي في كاليفورنيا. ومن المقرر أن تبدأ «فيرجين غالاكتيك» رحلاتها في الصيف المقبل كما أكد برانسون في الشهر الماضي.

وتقول «وورلد فيو» إنه لأغراض السلامة فإن الجناح المنفوخ الذي يعمل كمظلة قابلة للتوجيه أثناء الهبوط، ستبقى جاهزة منشورة وملحقة بالكبسولة طوال فترة الرحلة. أما المنطاد الذي سيرفع الكبسولة، فهو بسماكة كيس المكنسة الكهربائية الذي هو مادة رقيقة جدا وضرورية لبلوغ الارتفاعات العالية. وهنا تكمن الخطورة الفنية. لكن هذه المخاطر ضئيلة جدا، ويمكن بسرعة إعادة المركبة إلى الارتفاعات المنخفضة، وفقا لمدير الشركة التنفيذي تابر ماك كالم.