أجهزة إلكترونية «خضراء» للعصر المعلوماتي

مؤتمر دولي حول النفايات العصرية ومعايير لتقييم أضرار المعدات الحديثة البيئية

TT

* مليار هاتف نقال عام 2003 يسعى منتجوها لتدوير أغلب عناصرها

* رقائق كومبيوترية أطول عمراً قابلة للتدوير كولون: «الشرق الأوسط» اعلن قطاع صناعة الهواتف النقالة، على هامش مؤتمر دولي خاص بمعالجة مشكلة النفايات الالكترونية عقد في برلين، ان عصر الاجهزة الالكترونية «الخضراء» قادم. وكان باحثون دوليون في مجالي البيئة والهندسة الالكترونية قد اجتمعوا في العاصمة الالمانية منتصف هذا الاسبوع في مؤتمر «الالكترونيات الخضراء» Electronic goes green 2000 لتبادل الآراء والخبرات حول افضل الطرق لتقليص حجم النفايات الالكترونية وتدويرها.

تقييم بيئي وكأسلوب عصري لمعالجة ازمة الاجهزة الالكترونية المتراكمة قدم معهد فراونهوفر للأبحاث الالكترونية بالتعاون مع جامعة برلين التقنية، نظاماً جديداً يمنح كل مادة من مواد الصناعة الالكترونية قيمة بيئية الكترونية خاصة، ويتم على اساس هذا النظام الذي يسمى Environmontal Engineering - Toolbox (EE) وضع وحدات خاصة لقياس ضرر المادة الالكترونية المعنية على البيئة وطريقة التخلص منها. كما يمكن على اساس مجموع EE الممنوحة لكل جهاز تقدير مدى خطر هذا الجهاز على الإنسان والبيئة. وستعتمد الصناعة الالمانية مستقبلاً على نظام الوحدات المذكور في انتاج الوحدات الأساسية للأجهزة الالكترونية والحرص على منحها أقل ما يمكن من EE بهدف تقليل ضررها على البيئة.

وذكر اندرياس ميدندورف من جامعة برلين التقنية ان معالجة ازمة مليون طن من النفايات الالكترونية سنوياً في المانيا يجب ان تعتمد على طريقتين: الأولى صناعة الرقائق الالكترونية من مواد قابلة للتدوير وبالتالي اعادة الاستفادة منها بعد ذهاب الجهاز الالكتروني إلى الخردة، والثانية اطالة عمر وحدات الجهاز الالكتروني عن طريق زيادة عددها داخل الجهاز والتصغير المستمر لها. وحسب تقديرات ميدندورف فإن مشكلتي النفايات واستهلاك الطاقة هما اشهر المشاكل البيئية الناجمة عن استخدام الاجهزة الالكترونية، لكنهما ليستا الاهم لان سمية المادة المستخدمة في الصناعة لا تقل اهمية عنهما. وثبت علمياً ان مشكلة النفايات الالكترونية تشكل 5 إلى 10% من المشاكل البيئية المتأتية عن الالكترونيات. في حين ان استهلاك الطاقة (خلال الانتاج وبعده) يشكل 50 إلى 70 من المشكلة. واشار ميدندورف إلى ان الصناعة الالكترونية قادرة على تقليص استهلاك الاجهزة الالكترونية للطاقة الكهربائية بنسبة 50 في المائة.

واستعرض رودولف آور، رئيس القسم البيئي في شركة «ابل ماكينتوش» (فرع المانيا)، في المؤتمر مزايا الأجيال الجديدة من كومبيوتر «ابل» فقال ان جهاز «باور ماك جي ـ 4» يستهلك 5 واط فقط خلال «فترة الراحة» التي يتمتع بها. وهذا يقل عن قدرة تبلغ 30 واط في الكومبيوترات الأخرى. وأكد ان حياة جهاز «ابل» اطول مرتين من حياة الجهاز العامل بنظام «وندوز»، وهي ميزة اخرى بيئية يتفوق فيها «ابل ماكينتوش». كما ان الطاقة المستهلكة في صناعة مواد كومبيوتر «ماك» تقل بنسبة 30 في المائة عن غيرها.

مليار هاتف نقال ولمعالجة مشكلة الهواتف النقالة التي يتوقع ان يقفز عددها عالمياً من 450 مليوناً (قيد الاستعمال) حالياً إلى مليار عام 2003 طرح معهد الأبحاث البيئية ريال Rapid Environmental Assesment Lab (REAL) في فيزبادن طريقة جديدة لتعديل «الميزان البيئي» لهذه الهواتف. وذكر زيجفريد بونجارتز رئيس قسم التقنية المتقدمة في شركة «موتورولا» في المانيا، ان شركته اول من سيستخدم الطريقة الجديدة في صناعة اجزاء الهاتف النقال التي تضمن امكانية تدويرها بنسبة 80 إلى 90 في المائة، علماً ان أعلى نسبة تدوير معروفة في هذا المجال تتراوح بين 40 و60 في المائة وان حياة الهاتف النقال لا تتعدى العام الواحد كمعدل، تذهب بعدها إلى النفاية.

وحسب معطيات نوربرت كوينكرت رئيس شركة موتورولا فإن الدراسات الحديثة اثبتت ان اجهزة شحن الهواتف النقالة مسؤولة عن تبديد 90% من الطاقة المستخدمة حينما يكون الهاتف في حالة تأهب Standby. ولهذا فقد عملت الشركة على تطوير اجهزة شحن «ذكية» لا تستهلك الكثير من الطاقة وتتوقف اوتوماتيكياً عن العمل واستهلاك الطاقة حال الانتهاء من شحن البطارية.

وللتخلص من اجهزة الهواتف النقالة المتراكمة (النفايات) قررت شركة «موتورولا» الدخول في مشروع مشترك مع «اريكسون» و«نوكيا» و«الكاتيل» و«فيليبس» و«سوني» بهدف التوصل إلى طريقة لاستعادة الاجهزة المستخدمة من المستهلك وتدويرها أو التخلص منها.