هل رأيت صورة لكعكة شوكولاته وتمنيت لو تذوقتها عبر شاشة كومبيوترك؟ صدق أو لا تصدق، الآن صار ذلك ممكنا! وقال فريق من الجامعة الوطنية في سنغافورة، إنهم تمكنوا من تطوير «محاكي تذوق رقمي» يدعى «واجهة التذوق الرقمي» Digital Taste Interface، وهو جهاز يحتوي على أقطاب فضية تقوم بنقل التيار والحرارة إلى اللسان، لخداع براعم التذوق للاعتقاد بأنك تصادف شيئا لذيذا. وقال نيميشا راناسيغ، لصحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية: «من خلال التحكم في شدة التيار والتردد ودرجة الحرارة - سواء بالحرارة والتبريد - يمكن إنتاج الطعم الملحي والحامض والمر بنجاح». لكن راناسنغ لم يتمكن حتى الآن، من محاكاة الطعم اللذيذ، إحساس التذوق الخامس، والذي يتمثل عادة في الطعام المبهج والمحبب. لم يكن هذا هو أول محاك للتذوق تنتجه الجامعة، ففي عام 2003 قام باحثون في جامعة تسوكوبا اليابانية بالكشف عن محاكي للطعام. لكن على عكس تصميم راناسنغ، يقوم الجهاز الياباني بضخ مواد كيماوية في الفم. قد يكون محاكي التذوق مثاليا بالنسبة للاعبي الحقيقة الافتراضية، ومستخدمي الإنترنت، ويتوقع راناسنغ ظهور تطبيقات طبية للجهاز. وأضاف راناسنغ: «قد يتمكن الأفراد المصابون بالسكري من استخدام محاكي التذوق لتحفيز الإحساس بالطعم الحلو دون مواجهة الأضرار التي يسببها ارتفاع مستوى السكر الفعلي في الدم. وسيتمكن مرضى السرطان من استخدامه لتطوير أو إعادة توليد إحساس متضائل بالتذوق خلال العلاج الكيميائي».
يتطلب جهاز راناسنغ من مستخدميه الإمساك بمحاكي التذوق بالقرب من اللسان، لكن النسخ المستقبلية قد تكون صغيرة بما يكفي لتثبيتها بسهولة داخل الفم على لاصقة، مثل المصاصة الرقمية.