مؤخرة الطائرة أكثر أمنا من صالونها عند وقوع الحوادث الجوية

إحصائية دولية أولية عن أعداد الناجين وأكثر أماكن الطائرة سلامة في مختلف كوارث الطيران

TT

اصبح السويسريان بيتر هوجنكامب وجاكلين، بضربة حظ، في عداد الناجين من حادث سقوط طائرة AvroRJ قبل فترة قصيرة في احدى غابات سويسرا. ويعود السبب الى ان ضجيج بعض ركاب الطائرة بين برلين وزيورخ أزعج السويسريين فقررا الانتقال من مقعديهما في الصف الحادي عشر الى مؤخرة الطائرة قرب دورة المياه. وأثبتت التحريات اللاحقة حول سقوط الطائرة في غابة باسرسدورف السويسرية ان ذيل الطائرة كان أقل أجزائها تضررا بالارتطام بالأشجار والأرض.

ويبدو ان هناك نظرية شائعة بين الناجين من حوادث الطائرات تتحدث عن مؤخرة الطائرة كأكثر الاماكن أمانا فيها، الا ان ذلك بقي مجرد تكهنات «متطايرة» من دون دراسات علمية واحصائية موثقة. ولا تملك الادارة الاتحادية الاميركية للطيران، وصنوها «المجلس القومي لسلامة النقل» أي احصائيات او دراسات علمية حول هذا الموضوع يمكن للمسافر ان يستفيد منها في تقرير موقع مقعده على متن الطائرة. ودفع هذا شبكة سلامة الطيرا ن ASNAviationSafetyNetwork لوضع احصائية أولية عن الحوادث وأعداد الناجين وعن أكثر أماكن الطائرة أمانا، بالعلاقة مع نوع الحادث الذي تعرض له الطائرة، وما اذا كان الحادث يفاجئ الطائرة اثناء الانطلاق او الاقلاع او الطيران او الهبوط. وتشير شبكة سلامة الطيران في احصائيتها الاخيرة الى ان الموت والأضرار الكبيرة في الطائرة بين اعوام 1991 و2000 لا تحدث اثناء الاقلاع الا بنسبة 0.7 لكل مليون اقلاع. الا ان معدل الموت الذي يتعرض له المسافرون في هذه النسبة القليلة يرتفع الى 75 في المائة، وهو معدل لم يتغير كثيرا منذ 45 سنة. وهذا يعني ان حظ النجاة صغير جدا ويصل الى حد الندرة أحيانا، الا انه يبقى حاضرا ويهم ملايين الناس من ركاب الطائرات.

وتحرت شبكة سلامة الطيران 32 حادث سقوط طائرات بين 1965 ـ 2000 ثبت وجود ناجين منها، وتوصلت الى ان مؤخرة الطائرة اكثر أمنا من المقدمة والوسط في معظم أنواع الحوادث، في حين ان المقدمة، حيث مقاعد الدرجة الأولى ومقاعد رجال الاعمال لم تكن أمينة الا في الحوادث التي جرت أثناء الانطلاق. وبدقة فقد ظهر في 20 حادثا من هذه الحوادث آمن، ان مؤخرة الطائرة كانت آمن في 13 حادثة، في حين كان الوسط آمن في أربع حالات والمقدمة آمن في خمس مرات من غيره مع وجود حالتين كان فيها الوسط والمقدمة آمن من الخلفية. وكمعدل كان الناجون يشكلون نسبة 42.1 في المائة من الركاب في هذه الحوادث، ونسبة القتلى أثناء الانطلاق 0.2 في المائة، واثناء الاقلاع 9 في المائة، وأثناء الطيران 14.9 في المائة، وأثناء الهبوط 33.8 في المائة. وأين كان الناجون يجلسون (نسبة الى عدد الحوادث)، حينما كتبت لهم حياة جديدة؟ اذا استثنينا الحوادث أثناء الانطلاق والاقلاع فان حظوظ المسافرين في النجاة أثناء الطيران كان كالآتي: صفر في المائة من الحوادث في المقدمة، صفر في الوسط، 10 في المائة في المؤخرة. اما الحياة الجديدة التي كتبت للمسافرين أثناء الهبوط فكانت: في 17 في المائة من الحوادث في المقدمة، في 13 في المائة من الحوادث في الوسط وفي 43 في المائة من الحوادث في المؤخرة. ويمكننا ادراك أهمية مؤخرة الطائرة حينما نعرف ان حوادث الموت، كما اسلفنا تتركز في حوادث الطيران والهبوط في حين ان حوادث الانطلاق لا تشهد سوى 0.2 في المائة من حالات الموت.

وتوصي شبكة سلامة الطيران مع ذلك بضرورة عدم الركون تماما الى هذه الأرقام لأنها لا تنطبق على كافة الحالات ولانها أول احصائية من نوعها. وكمثل فقد تحطمت طائرة «فلوج يونايتد 232» أثناء هبوطها الاضطراري في مدينة سيوكس، بينما كانت في طريقها من دنفر الى شيكاغو، وكان عدد الناجين فيها 185 مقارنة بعدد الضحايا البالغ 111 مسافرا. وخرج الطيارون سالمين من قمرة القيادة رغم ان مقدمة الطائرة في هذه الحالات تعتبر أشد مواقع الطيارة خطورة.

=