روبوتات عسكرية روسية متطورة

للحاق بالتقنيات الغربية

المجموعة الروبوتية المتنقلة
TT

أظهرت لقطات لعروض مرئية (فيديو) جديدة قيام روبوت عسكري روسي بتنفيذ مهمات لا تستطيع أن تضاهيها أي آلة عسكرية أميركية هي قيد الخدمة الفعلية حاليا، مثل إطلاق نيران المدافع الرشاشة. وهذا بالكاد يعد نصرا تقنيا، لأن الولايات المتحدة تقوم منذ عقود باختبار إنتاج روبوتات مسلحة. ويبدو أن روسيا ماضية في نشر تشكيلة واسعة من الروبوتات المقاتلة.

ويطلق الروس على مثل هذه الروبوتات «إم آر كيه» اختصارا للاسم الكامل، وهو «المجموعة الروبوتية المتنقلة» Mobile Robotic Complex وآخرها المجموعة «إم آر كيه 002 - بي جي - 57» التي تكنى باسم «وولف - 2»، أي «الذئب - 2». والروبوت هذا في الحقيقة دبابة بحجم السيارة الصغيرة مزودة بمدفع رشاش ثقيل من عيار 21.7 ملليمتر. وعن طريق النمط الأوتوماتيكي للدبابة هذه، يمكن لمشغلها عن بعد، اختيار حتى عشرة أهداف لضربها. ويمكن لـ«الذئب - 2» العمل بمفرده لدرجة ما، لكن قرار استخدام القوة القاتلة هي في النهاية بإمرة البشر.

وعلى الرغم من أن القوات العسكرية الأميركية نشرت آلافا من الروبوتات في العراق وأفغانستان، لكنها استخدمت لنزع القنابل وتفكيكها، ولأغراض الاستكشاف فقط. وفي عام 2007 حظي نشر ثلاثة روبوتات من نوع «تالون / سوردس» مجهزة بمدافع رشاشة بدعاية كبيرة، لكنها انتهت بالفشل. وقد احتجزت هذه الروبوتات في قاعدتها، ولم ترسل قط إلى الخارج في دوريات، خوفا مما قد يحصل. لكن العمل استمر مع «إم إيه إيه آر إس» خليفة «تالون»، من دون أن تبدو أي إشارة حتى الآن عن نشرها ميدانيا. وعند التضييق على الميزانيات عادة، فإن النظم التي لا تعمل بالإمرة البشرية، تكون هي الضحية الأولى التي تتعرض لمفاعيلها.

وعلى الرغم من التماهل في الأبحاث في هذا الصدد في الولايات المتحدة، يبدو أن الزعماء الروس مصممون على جعل بلادهم من القوى العظمى على صعيد الروبوتات. ففي يناير (كانون الثاني) أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغيو عن خطط لتوسيع استخدام الجيش للروبوتات. وبعد ذلك بشهور أعلن نائب رئيس الوزراء ديمتري روغوزين عن مرفق إنتاجي جديد للروبوتات العسكرية، ومركز للأبحاث خاص بصناعتها. وذكر روغوزين أنه في يوم قريب سيكون بمقدور جندي روسي واحد القيام بعمل خمسة إلى عشرة جنود حاليا. وهذا لا يبدو ممكنا من دون وجود الروبوتات المتطورة.

إذن لا داعي للدهشة مطلقا ألا يكون «الذئب - 2» الدخيل الوحيد على الجيش الروسي، ففي ديسمبر (كانون الأول) الماضي قام شويغيو بزيارة ميدان التجارب «ريزهيفسكي بروفينغ غراوند» لمشاهدة مركبة برمائية بحجم سيارة الجيب، تدعى «أرغو» Argo، تسبح عبر بحيرة، وتطلق النار على أهداف محددة. وفي يونيو (حزيران) الماضي دعي روغوزين إلى عرض لمشاهدة عربة «نيريثا» Nerehta التي تشبه الدبابة، والمزودة بمدفعين رشاشين. ويزعم المطورون أن موازنتها وثباتها هما أفضل بكثير من النماذج الغربية. ونصح روغوزين بإضافة صواريخ مضادة للدبابات والدروع إليها، مما يعطيها قوة نارية فعالة ضد المركبات الأخرى، وحتى ضد الجنود من المشاة.

وثمة آليات صغيرة للعمليات داخل المدن، مثل «ستريلوك»، أو «شاربشوتر» اللذين هما روبوتان بحجم 5 × 2 قدم، مسلحان ببندقية كلاشنيكوف الأوتوماتيكية، ويمكنهما دخول الأبواب عنوة، وتسلق السلالم، ثم هناك «ميتالستي» القاذف للقنابل اليدوية (الرمانات) إلى مسافات قصيرة، الذي هو عبارة عن عربة سداسية العجلات بزنة 110 أرطال، يمكنها أيضا التسلح برشاش صغير بكاتم صوت. ومن شأن هذه المعدات تقليل الخسائر البشرية بين أفراد شرطة وزارة الداخلية، وإبعاد الأذى عنهم.

ومثل هذه النظم التي لا تعمل بإدارة بشرية، تمثل مهمة كبرى، لا سيما بالنسبة إلى العسكريين الروس المعروفين بميلهم إلى الأسلحة المتينة التي يمكن الوثوق بها، التي يمكن استخدامها بأعداد كبيرة، وليس إلى النظم التقنية العالية. ومع ذلك يقول فرانك توبي محرر «ذي روبوت ريبورت» إنه يتوجب على الروس اللحاق كثيرا بالركب عندما يتعلق الأمر بالروبوتات المقاتلة المتطورة. بيد أن مارك غيوبرد الخبير في التقنيات الجديدة البارزة، يقول: «أمام الروس سنوات للحاق بتقنيات الروبوتات، لكنها قادرة جدا للوصول إليها». ويعتقد غيوبرد أن الولايات المتحدة وبريطانيا هما حاليا من الأوائل في هذا المضمار، مما يعني أنهما السباقتان في سباق التسلح هذا.