آلة عملاقة لحفر نفق للقطارات في أوروبا

TT

صمم مهندسون فرنسيون وهولنديون آلة عملاقة لحفر الانفاق يصل قطرها الى 14.87 متر في مشروع تتعاون فيه شركتا «بايجيس للانشاءات» bouygues Construction مع «ان اف ام تكنولوجيز» NFM Technoligies وسوف تستخدم هذه الآلة في تنفيذ نفق طوله أكثر من 7000 متر في قلب موقع بيئي في وسط أرض منخفضة مستصلحة من البحر ويطلق عليها اسم «بلدر». واثناء تنفيذ هذا المشروع ستكون المخاطر البيئية محدودة للغاية، وتكاليف البناء منخفضة، كما ينفذ التصميم بدقة، وبمستوى أمن عال. في اطار مد خط القطار السريع بين مدينة تاليس وروتردام وامستردام مرورا بمدينة انفار، التي ستكون على بعد ساعتين من باريس، اختارت وزارة النقل الهولندية خط سير يخترق موقعاً من «القلب الاخضر»، في منطقة رانشتاد، وهي منطقة ريفية تقع في شمال روتردام، وتتميز بالخضرة الجميلة والقنوات والجداول وطواحين الهواء، وتحتوي ايضا على محمية طبيعية قيمة للطيور. وبمعنى آخر فهي موقع طبيعي غاية في الدقة والرقة، أعرب السكان والدولة عن رغبتهم في الحفاظ عليه منذ الاعلان عن هذا المشروع.

* نفق جبار

* وكانت النتيجة اتخاذ قرار ببناء طريق تحت الارض يصل عمقه لاكثر من 30 مترا أسفل طبقة المياه الجوفية مخترقا تربة تتكون اساسا من الرمال والطمي اسفل طبقة مائية عميقة ضغطها أعلى من ضغط سطح «البلدر» وكان المشروع الاول ينص على بناء نفقين مستقلين بقطر 9.30 متر يكونان متوازيين وتربط بينهما ممرات آمنة، وكانت التكلفة الكلية للمشروع ستصل الى 2.5 مليار فرنك. ومن هنا كان لا بد من اللجوء الى تقنيات تجميد التربة لانجاز ممرات الاتصال بين النفقين بسبب طبيعة التربة التي تحتوي على كميات كبيرة من المياه، كما ان الاعمال كانت ستتم بواسطة ممرات وليس من السطح، وكانت الترجمة العملية لما سبق، هي زيادة المخاطر بالنسبة لحجم الممرات التي تربط بين النفقين (الموجودة كل 300 متر) والتي كانت ستزيد من الميزانية وتطيل فترة البناء، حيث ان الموعد المقترح لافتتاح المشروع هو نهاية عام 2005. ولتجنب كل هذه المخاطر، اقترح كل من فريق الاشغال العامة التابع لـ «بايجيس» وهي مقاول المشروع في اطار التصميم والبناء، والفريق الهولندي التابع لشركة «كوب هولدنغ» حلا مبتكرا تبنته الشركة المنفذة للمشروع HSL High Speed Line Zuid ويقترح هذا الحل حفر نفق واحد (بدلا من نفقين) طوله 8608 امتار وقطره النهائي 13.30 متر. والمزايا الرئيسية لهذا الحل هي الغاء ممرات الاتصال المكلفة والصعبة التنفيذ، وتقليل حجم اعمال فتحتي الدخول الى النفق من الطرفين، وتقليل مقدار المواد المستخرجة بالحفر كالتراب، وتقليل مساحة موقع العمل. ان الحل بحفر نفق واحد لا يفسد كثيرا مكونات ارض «البلدر» التي سيقام عليها النفق ولا يحدث كثيراً من الاضطرابات في التربة، ونتيجة لما سبق ستقل مدة تنفيذ المشروع بصورة ملحوظة وستكون التكلفة أقل مما كان متوقعا لها في البداية.

* آلة عملاقة

* ان بناء هذا النفق الذي يبلغ طوله 7160 مترا بالاضافة الى مدخلين منحدرين أولهما شمالي وطوله 741 مترا والآخر جنوبي وطوله 707 أمتار، اللذين يتم بناؤهما بحفرهما طوليا من دون استخدام ألواح تخشيب وجوانب مقولبة، كان يتطلب تصميم آلة لحفر النفق بقطر 14.87 متر، وهي أكبر آلة من هذا النوع تم انشاؤها حتى الآن. الآلة السابقة التي كانت قد ضربت الرقم القياسي كان قطرها 14.20 متر. ومن أهم الالتزامات البيئية لهذه الآلة ان الصوت الذي تحدثه لا يتعدى 55 ديسبل، وان سمك ضغط التربة يقل عن 20 ملم، وان المواد المستخدمة في الحفر تحتوي على أقل من 2% من مادة البنتونيت، كما انها لن تلوث طبقة المياه الجوفية العليا، اذ ان اخطر شيء هو ان تلامس هذه الطبقة تلك الطبقة العميقة التي تصل بالبحر اثناء الحفر.

وفي الصورة تبدو الحفارة العملاقة