تقنيات «بلوتوث» اللاسلكية تشق طريقها عبر الأسواق

تتيح التواصل بين شتى الأجهزة الإلكترونية والإنترنت عبر شبكة محدودة للاتصال الشخصي * مايكروسوفت ستدخل برامج دعم لأجهزة «بلوتوث» في برامج تحديث «ويندوز إكس بي» العام المقبل

TT

أثارت تقنيات «بلوتوث» Bluetooth (السن الزرقاء) الحماس في أوساط خبراء التكنولوجيا لأكثر من عامين، إذ انها وعدت بتبسيط عملية الاتصال بين الهواتف الخلوية والكومبيوترات المحمولة يدا وغيرها من الأجهزة اللاسلكية، بنقل المعلومات على موجات راديو قصيرة المدى، اي لمسافات قصيرة.

الا ان المشكلة تمثلت في دخول عدد ضئيل من منتجات «بلوتوث» الى السوق، اضافة الى ظهور تقنيات لشبكة لاسلكية تعرف باسم «واي ـ فاي» Wi Fi انتشرت في المقاهي والمطارات ذات شعبية أكثر من «بلوتوث». واعلنت «مايكروسوفت» أنها لن تستطيع دعم تكنولوجيا جديدة بعد، كما أعلن بعض المهندسين أن «بلوتوث» قد انتهت وأخذ صحافيو التكنولوجيا بكتابة النعي.

* نجاح رغم التباطؤ

* ولكن مع التنبؤ بموت «بلوتوث»، ما تزال رقائق «بلوتوث» تشحن من المصانع. وفي هذه السنة صنع حوالي 13 مليون رقيقة كما اخذت شركات الإلكترونيات بتصميم منتجات تستخدم هذه التكنولوجيا. ودخلت كاميرات «سوني» التي تستخدم هذه التكنولوجيا الأسواق بشكل بطيء، ويتوقع دخول المزيد بحلول عام .2002 وفي مؤتمر مطوري «بلوتوث» السنوي استعرضت أجهزة بما فيها هواتف خليوية تتصل لاسلكيا مع سماعات إذن، وكومبيوترات أرسلت عرضا مباشرا نحو عارضة، ومعدات طبية ترسل علامات المريض مباشرة لشاشة عرض. وفيما اعتبر خطوة هامة، أعلنت مايكروسوفت أنها ستدخل برامج دعم لأجهزة «بلوتوث» في برامج تحديث «ويندوز إكس بي» العام المقبل.

ويقول سايمون إيليس وهو رئيس هيئة التسويق لمجموعة الاهتمام الخاص بـ«بلوتوث» إنه يشعر بأن المشروع آخذ بالتقدم لأن المهندسين أتموا الكثير من العمل الفني الضروري لمنتجات «بلوتوث» لتستطيع العمل معا دون التداخل مع أجهزة لاسلكية أخرى. ولكنه يشعر بأن الزبائن بدأوا يفقدون صبرهم.

وتعمل «بلوتوث» بإرسال المعلومات عبر موجات راديو لأجهزة أخرى على مسافة 30 قدما. وقد ابتكرها باحثو شركة «إيركسون» في عام 1994 بوصفها نقطة وصل لاسلكية رخيصة بين الهاتف الخليوي وملحقاته، مما يمكن من القيام بمكالمات دون الحاجة لاستخدام اليدين.

وبحلول عام 1999 اعلنت مجموعة الاهتمام الخاص بـ «بلوتوث»، أن هذه التكنولوجيا ستولد عددا هائلا من «شبكات المنطقة الشخصية» إذ سيقوم جهاز بالم بالتزامن تلقائيا مع دفتر العناوين في كومبيوتر آخر أو يمكن لكومبيوتر نقال أن يدخل الإنترنت عن طريق شبكة هاتف خلوي. ويقول روي دوبي رئيس قسم تجارة الهاتف الخليوي في برايسواتر هاوس، ان المشاكل التي واجهتها «بلوتوث» نتجت عن الإعلان عن التكنولوجيا قبل أن تكون جاهزة للاستخدام. ويتوقع أن تكون تكنولوجيا «بلوتوث» جاهزة في النصف الثاني لعام 2002.

ولكن هذه السنة تنبأ البعض أن تكنولوجيا «واي ـ فاي» قد تجعل «بلوتوث» شيئا قديما فهي أسرع من «بلوتوث» وتستطيع القيام بوصلات على مسافات أبعد لحد 300 قدم. ويجادل مؤيدو «بلوتوث» بأن الصناعات الالكترونية تستطيع ان تتحمل وجود كلتا التكنولوجيتين. وصرح إيليس أن الاعتقاد بأن الأسرع هو الأحسن ليس صحيحا، فلهذه السرعة ثمن: استهلاك البطارية والسعر، فرقائق «بلوتوث» تكلف أقل في انتاجها وتستهلك طاقة أقل من «واي ـ فاي»، ولذلك يسهل وضعها في الأجهزة الصغيرة التي تعمل على البطاريات مثل الهواتف الخلوية. ويتوقع من صانعي الهواتف الخليوية أن يقودوا حملة «بلوتوث».

* قيادة هاتفية

* وبدأت كل من «إيركسون» و«موتورولا» وغيرها من منتجي الهواتف الخليوية، بيع هواتف مجهزة بـ «بلوتوث» هذه السنة. والتزمت كل من «سوني» و«إيركسون» بصنع حوالي ستة ملايين هاتف خليوي بحلول السنة المقبلة. وبدأ بعض صانعي الكومبيوترات مثل «توشيبا» و«آي.بي.إم» بوضع رقائق «بلوتوث» في أجهزتهم.

ولكن للآن فان معظم المنتجات المجهزة بـ«بلوتوث» في الولايات المتحدة هي الإضافات مثل بطاقات الكومبيوتر ومحول الناقل التسلسلي العام الذي تصنعه شركة «ثريكوم». وستبدأ هذه الشركة ببيع هوائي «بلوتوث» الذي يدخل في الفتحة المتوازية بالكومبيوتر، ممكنا الجهاز أن يرسل معلومات للطباعة لاسلكيا. ولكن لأن سعر المحول حوالي 150 دولارا تشعر «ثريكوم» أن مستخدمين قلائل سيدفعون هذا المبلغ للاستغناء عن سلك فقط. ويقول كيرت أولسن مدير التسويق للمنتجات الخلوية واللاسلكية انه لو كانت هناك عدة استخدامات، فان البيع سيسهل، ولكن مع استخدام واحد فقط، فان السعر يعتبر باهظا.

وتدخل شركة «هيوليت باكارد»رقائق «بلوتوث» في طابعاتها وتقول لارا كالر مديرة التسويق العالمي أنه لن يتم استخدامه بشكل شائع إلا عندما يستطيع المستخدم أن يدخل الإنترنت بواسطة هاتفه الخليوي.

وتفوقت مبيعات «بلوتوث» في كل من أوروبا وآسيا بعد طرح جيل جديد من الشبكات الخليوية التي ترسل المعلومات بشكل أسرع. لكن المبيعات لم تتفوق في أميركا، حيث لا ترسل الوصلات اللاسلكية المعلومات بنفس سرعة الوصلات السلكية. ولكن منتجي الإلكترونيات لا يزالون يدعمون «بلوتوث». وعرضت شركة «فيستون» نظام هاتف يعمل بدون الأيدي، سيتوفر داخل السيارات في العام المقبل. وباستخدام كل من «بلوتوث» وبرامج التعرف على الصوت يمكن للنظام أن يعلم بقدوم مكالمة ويقوم بإطفاء راديو السيارة ويتيح للسائق إجراء مكالمة لدى نطقه بالرقم المطلوب.

وعرض علماء شركة «فيليبس» كومبيوترا محمولا باليد يقوم بالتجوال عبر عدة نقاط «بلوتوث» واستخدام أقرب نقطة له للدخول على الإنترنت. وبينت «توشيبا» أيضا جهاز تسجيل النقد يستطيع التعرف على قسائم مخزنة في ذاكرة هاتف خليوي. وصممت شركة سويدية جهازا يوضع على حمالة الإسعاف يقيس ضغط دم المريض ونبضه وكمية الأكسجين خلال أسلاك ، ثم يرسل المعلومات لاسلكيا نحو شاشة عرض في الإسعاف. وصرحت الشركة أن بعض سيارات الإسعاف في السويد تستخدم هذا النظام الآن.

ولكن أكثر المنتجات عموما هو منتج متوفر في الأسواق حاليا: سماعة الهاتف الخليوي اللاسلكية. ولكن خارج جدران قاعة العرض لم يظهر جهاز واحد للعيان، إذ يبدو أن المهندسين لا يزالون يفضلون الأسلاك.

* نيويورك. خاص بـ«الشرق الأوسط» =