العمل المناوب يضر بالقلب

TT

أيدت دراسة أجريت اخيرا النظريات السابقة القائلة إن للعمل المناوب علاقة بأمراض القلب. وكانت دراسات مختبرية سابقة قد توصلت إلى نفس الاستنتاج، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي اتضحت بها العلاقة بين امراض القلب والعمل المناوب تحت ظروف حقيقية، طبقا لدراسة جديدة أجريت في جامعة سري في مدينة جيلفورد البريطانية. ويقول فريق الدراسة إن نتائج الدراسة قد تكون لها أهمية كبيرة لأن ما يقارب من 20 في المئة من العاملين (في بريطانيا على الأقل) يعملون حسب نظام العمل المناوب. وقد أظهرت الدراسات العلمية المتنوعة أن العمل المناوب يعرقل انتظام عمل القلب والشرايين في الدورة اليومية المعتادة. ونظرت دراسات أخرى في كيفية تأثير ضغوط العمل المناوب الليلي على القلب ومخاطر مثل هذا العمل على الصحة. الا ان الدراسة الجديدة نظرت في كيفية استجابة القلب لتناول وجبات الطعام في أوقات اليوم المختلفة. وقام الباحثون بدراسة 12 عاملا ليليا سليما تتراوح أعمارهم بين الرابعة والعشرين والرابعة والثلاثين عاما. وقيست استجابة أجسامهم للوجبات الغذائية ثلاث مرات في اليوم، خلال يوم عمل عادي أثناء النهار، وعند بداية عملهم الليلي، وعند انتهاء العمل الليلي وبداية العمل النهاري. وقد أدى العمال أسبوعا من العمل النهاري المعتاد، الذي يبدأ في التاسعة صباحا وينتهي في الخامسة مساء، ثم أسبوعا ثانيا من العمل الليلي الذي يبدأ عند منتصف الليل وينتهي في الساعة الثامنة مساء، ثم أسبوعا ثالثا بساعات العمل المعتادة. وقام الباحثون بإجراء اختبارات للبول والدم عند العمال الاثني عشر، ووجدوا أن مستويات الجلوكوز والانسولين، ومادة «ترايسايلجلايسرول»، المعروفة اختصارا بـ «تاج»، التي تخزن الطاقة، هي أكثر بعد العمل الليلي مما هي عليه بعد العمل النهاري المعتاد. وعندما عاد العمال إلى العمل المعتاد بعد أسبوع من العمل الليلي عادت مستويات الجلوكوز والأنسولين إلى مستوياتها العادية، لكن مستوى مادة «تاج» الشحمية بقي مرتفعا. وعندما ترتفع مستويات مادة «تاج» فسيكون من الممكن أن تتجمع الشحوم داخل الشرايين مما يقود إلى الإصابة بأمراض القلب والشرايين. ونقل موقع «بي بي سي اونلاين» الانترنتي عن خبيرة التغذية الدكتورة ليندا مورجان، إن هناك أمرين يجب أن يؤخذا بنظر الاعتبار في هذا المجال: الأول إذا كان العامل يعمل حسب نظام عمل مناوب، فإن «ساعة الجسم» لن تتكيف لهذا النوع من العمل على الإطلاق، أي أن قدرة الجسم على تقبل هذا النوع من العمل ستكون محدودة. أما الأمر الثاني فهو إن من المهم جدا بالنسبة لمن يتبعون عملا مناوبا أن يتبعوا نظاما غذائيا صحيا ومتكاملا، وهذا مالا يسمح به العمل الليلي أو المناوب.