دراسة تربط بين التعدي على الأطفال والمخدرات

TT

واشنطن ـ رويترز: قال باحثون ان الاعتداءات الجنسية المتكررة تحدث تغييرات في المخ، يمكن ان توضح اسباب تعاطي الذين يتعرضون لها لاحقا في معظم الاحوال، للمخدرات. وخلص الباحثون الى ان الاطفال الذين يتعرضون لاعتداء جنسي، يحدث لديهم تغير في تدفق الدم وعمل منطقة في المخ تسمى دودة المخيخ، او الفص المتوسط، والمعروف ايضا حدوث تغييرات فيها عند تعاطي المخدرات.

وقال مستشفى مكلين في بلمونت بولاية ماساتشوستس الاميركية، حيث جرت الدراسة، في بيان «هذا الجزء من المخ الذي ربط في الاونة الاخيرة بينه وبين تنسيق السلوك العاطفي، يتأثر بشدة بتعاطي الكحوليات والكوكايين والمخدرات الاخرى وربما يساعد في تنظيم الـ«دوبامين» المعني بارسال الاشارات العصبية والمرتبط ارتباطا وثيقا بالادمان». وقال كارل اندرسون وزملاؤه في عدد يناير (كانون الثاني) من دورية علوم الغدد العصبية النفسية الصماء، انهم استخدموا جهاز المسح بالرنين المغناطيسي لفحص مخ 32 بالغا تتراوح اعمارهم بين 18 و22 عاما، ونصف الذين جرى فحصهم تعرضوا للتعدي (عندما كانوا) اطفالا.

وركز الباحثون فحوصهم على منطقة دودة المخيخ او الفص المتوسط لانها تنمو ببطء ويمكن ان تتأثر بسهولة بهرمونات الضغط العصبي. وقال اندرسون في بيان «حدوث ضرر في هذه المنطقة من المخ ربما يجعل الفرد سريع التوتر ليسعى وراء وسائل مساعدة خارجية مثل المخدرات او الكحوليات لتهدئة حاله». واظهرت دراسة ثانية نشرت الاسبوع الماضي نتائج مماثلة. وخلص فريق بحث في جامعة بافلو بولاية نيويورك الى ان التوتر الذي يحدث بعد التعرض لاعتداء، قد يزيد من الرغبة في تعاطي العقاقير المخدرة لدى مدمني المخدرات.

واجرى سكوت كوفي استاذ الطب النفسي بكلية الطب في ساوث كارولينا اختبارات شملت 75 متطوعا بينهم 30 مدمنا للكوكايين و45 مدمنا للكحوليات عانوا جميعا من توتر ما بعد التعرض لتعد ناجم عن اعتداء جسدي او جنسي. وفي الدراسة طلب كوفي وزملاؤه من المتطوعين وصف ما تعرضوا له على شريط تسجيل ثم جعلوهم يستمعون للشريط مع وضع عينة مخدر او كحول امامهم. وسأل الباحثون كلا من المتطوعين الى اي درجة شعر بالحاجة لتناول مشروب كحولي او تعاطي جرعة مخدرات. وقال الباحثون في مقال بدورية ادمان المخدرات والكحوليات ان الرغبة في التعاطي زادت بدرجة كبيرة عندما سمع المشاركون في الدراسة شريط التسجيل ورأوا امامهم الانواع التي يفضلونها.

وقال كوفي في بيان «من دراستنا لحال ضحايا التعدي.. نعلم ان ذكريات التعدي الكامنة مزعجة جدا بالنسبة للمرضى.. واثبتنا الان ان هذه الذكريات المؤلمة المثيرة للمشاعر السلبية تزيد الرغبة لدى المدمنين الذين تعرضوا لتعدي». واضاف ان «هذه النتائج تدعم حجتنا بضرورة علاج الاختلالين معا في نفس الوقت».