مصر تنفذ مشروعا لتوثيق تراثها الحضاري والطبيعي إلكترونيا خلال 5 سنوات

وضع 1200 موقع أثري على الإنترنت وخريطة معلوماتية للمحميات الطبيعية

TT

بدأت وزارة الاتصالات والمعلومات المصرية في تنفيذ مشروع كبير يتكلف 20 مليون جنيه، ويستغرق تنفيذه نحو خمس سنوات يتضمن التوثيق الإلكتروني للتراث الحضاري والطبيعي المصري. وقال وزير الاتصالات والمعلومات الدكتور أحمد نظيف إن هذا المشروع يهدف إلى توثيق التراث الحضاري بجوانبه المادية والمعنوية ونشر الوعي وزيادة التعريف بهذا التراث، وذلك عن طريق النشر الاعلامي الإلكتروني عن مكونات هذا التراث، موضحاً أنه نظراً للتقدم السريع في وسائل الاتصالات وتقنية المعلومات والتي يمكن أن تسهم في توثيق وادارة هذا التراث القيم من خلال الوسائط المتعددة ونظم المعلومات الجغرافية وأنظمة الحقيقة التخيلية، قررت الوزارة انشاء المركز القومي لتوثيق التراث الحضاري والطبيعي كجزء من الخطة القومية لنهضة معلوماتية في مصر.

وأكد الدكتور نظيف أن المركز يهدف إلى وضع خطة قومية لتنفيذ البرنامج باستخدام أحدث أساليب التقنية الحديثة بالاشتراك مع الهيئات العلمية المحلية والعالمية المتخصصة، وقال الدكتور فتحي صالح مدير المركز القومي لتوثيق التراث الحضاري والطبيعي الذي ينفذ المشروع في حديثه لجريدة «الشرق الأوسط»، إن المشروع يتضمن ستة مشروعات فرعية، هي خريطة مصر الأثرية، والتراث المعماري لمدينة القاهرة، وتوثيق التراث الطبيعي لمصر، وتراث الموسيقى العربية، وتوثيق التراث الشعبي، وأخيراً ذاكرة مصر الفوتوغرافية، وأضاف أن المشروع الأول يتضمن توثيقا لخريطة مصر الأثرية باستخدام أحدث وسائل التقنية، حيث يشمل على توثيقا الكتروني لنحو 1200 موقع أثري على ثلاثة مستويات، الأول يتم خلاله تمثيل المواقع الأثرية في أنحاء الجمهورية على خريطة الكترونية لمصر، بحيث يظهر كل موقع أثري على شكل نقطة، ويمكن للمستخدم اختيار موقع أثري معين وتكبيره لاستعراض مجموعة البيانات الأساسية عنه، كأسماء الموقع المختلفة على مر العصور ونوع الآثار ومجموعات من الصور المختلفة له، فيما يتم في المستوى الثاني اختيار موقع معين ويتم طلب معلومات على المستوى الثاني فتظهر خريطة تفصيلية (على شكل صورة جوية أو صورة من الأقمار الصناعية) لهذا الموقع وما به من معابد ومقابر، وبالتالي يتم ربط الوحدات الأثرية، التي على الخريطة بقاعدة بيانات تفصيلية عن كل وحدة أثرية وتشمل هذه البيانات اسم صاحب الأثر ونوع الأثر والمراجع العلمية التي ذكرته ونبذة عن حالته الترميمية.

وأوضح أن المستوى الثالث يتضمن اعطاء معلومات أكثر تفصيلية عن هذه الوحدة الأثرية، إذ يظهر مسقط أفقي على الفور لهذا الأثر، مبينا عليه الحجرات والمكونات المعمارية ويتيح هذا المشروع زيارة تخيلية ثلاثية الأبعاد لبعض المواقع باستخدام وسائل الكومبيوتر المتقدمة.

وأوضح الدكتور صالح أن المشروع الثاني هو التوثيق الإلكتروني للتراث المعماري لمدينة القاهرة، حيث يبدأ بتوثيق كامل للتراث المعماري لمنطقة وسط القاهرة والتي تمتد من ميدان التحرير حتى محطة مصر حتى ميدان الأوبرا، باستخدام نظم المعلومات الجغرافية GIS التي تسمح للباحث باستخدام قاعدة بيانات تقوم بتوقيع المباني على خريطة حديثة للقاهرة، مشيراً إلى أن المشروع سيقوم بتوثيق العمارات والمساكن القديمة خلال الفترة من 1860 حتى 1940 من حيث مساحتها وتاريخ الانشاء واسم المصمم وعدد الطوابق وصاحب العمارة.

وبين صالح أن المشروع الثالث يتضمن توثيق التراث الشعبي من خلال تدوين عادات وتقاليد المصريين والأعياد والأمثال الشعبية والاحتفالات والطب الشعبي والمعتقدات المختلفة، والحرف اليدوية مثل فرط الخشب ونفخ الزجاج والحلي، مشيراً إلى أن المشروع الرابع يتضمن توثيق تراث الموسيقى العربية حيث يهدف إلى توثيق جميع أعمال الفنانين والموسيقيين المصريين منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى عام 1970، ويتضمن حصر وجمع أعمال سيد درويش ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وأبو العلا محمد وسلامة حجازي والسنباطي وغيرهم من الفنانين والموسيقيين القدامى.

وأوضح مدير المركز القومي لتوثيق التراث الحضاري والطبيعي أن المشروع الخامس هو توثيق التراث الطبيعي لمصر عن طريق اعداد خريطة معلوماتية حديثة للمحميات الحالية والمستقبلية وتوزيع النباتات والحيوانات والتكوينات الجيولوجية، والمواقع الحضارية الموجودة بها، والنباتات في بلاد الفراعنة والطيور والحيوانات.

وأشار إلى أن المشروع السادس والأخير هو عبارة عن توثيق لذاكرة مصر الفوتوغرافية حيث سيقوم باعداد أرشيف كامل للصور الفوتوغرافية لمصر، التي التقطت أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين والتي تركزت على الآثار القديمة والاسلامية والمناظر الطبيعية لنهر النيل والحياه اليومية للمصريين.

=