لندن ـ رويترز: قال طبيب امس ان مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) سيتفوق على الطاعون ليصبح اسوأ الاوبئة تفشيا في العالم اذا لم يحصل 40 مليون شخص مصاب بفيروس اتش.اي.في المسبب للمرض على عقاقير تطيل فترة الحياة.
وقتل الايدز 25 مليون شخص منذ اوائل الثمانينات ويقدر ان 14 الف شخص يصابون كل يوم بفيروس اتش.اي.في الذي يدمر الجهاز المناعي للانسان.
ومن دون استخدام العقاقير المضادة للفيروسات سيموت الغالبية العظمى من الاشخاص المصابين حيث سيزيد اجمالي عدد الوفيات بسبب الايدز عن الاربعين مليون شخص الذين قتلوا بسبب وباء الطاعون الذي تفشى في آسيا واوروبا في القرن الرابع عشر. وتسببت بكتريا تحملها الفئران في انتشار الطاعون.
وقال بيتر لامبتي رئيس المعهد الدولي للايدز وصحة الاسرة، وهو وكالة غير حكومية مقرها ارلينجتون في ولاية فرجينيا، «رغم التطورات المثيرة التي طرأت على الطب منذ ذلك الوقت يبدو ان فيروس اتش.اي.في المسبب لمرض الايدز سيتفوق على الارجح على الطاعون ليصبح اسوأ وباء على الاطلاق».
واضاف في محادثة عبر الهاتف «اذ لم نحسن طريقة الوصول الى العلاج في الفترة بين العشرة الاعوام والخمسة عشر عاما المقبلة فقد يصل عدد الوفيات الى 65 مليون شخص بسبب هذا المرض».
وتقع 95 في المائة من حالات الاصابة الجديدة في اكثر بلدان العالم فقرا التي تكون فيها العقاقير التي تساعد على مد فترة الحياة غير متاحة للغالبية العظمى من المصابين بالايدز.
وأدى المرض الى خفض متوسط عمر الانسان وزيادة معدلات وفيات الاطفال وتسبب في فقدان ملايين الاطفال لوالديهم خاصة في الدول الواقعة في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في افريقيا التي يبلغ عدد المصابين بالايدز بها اكثر من مليون شخص.
وأضاف لامبتي في العدد الاخير من المجلة الطبية البريطانية الذي يركز على كارثة الايدز «نحن في حاجة عاجلة الى لقاح فعال وآمن وعلاج يمكن شراؤه وبرامج مكثفة للوقاية والرعاية والدعم».
وأشاد ديفيد بيرويك، الرئيس والمدير التنفيذي في معهد تحسين الرعاية الصحية في بوسطن بولاية ماساتشوستس الاميركية، بشركات العقاقير الدولية التي خفضت اسعار العقاقير المضادة للايدز ولكنه قال ان ذلك ليس كافيا.
وقال ماليجابورو وليام ماكجوبا رئيس مجلس الابحاث الطبية في جنوب افريقيا انه مقتنع ان الامل الوحيد الحقيقي لمكافحة الايدز هو انتاج لقاح فعال الذي يعتقد انه سيكون متاحا في غضون ما بين سبع الى عشر سنوات.