أطراف صناعية مبرمجة إلكترونيا تماثل الأطراف الطبيعية المبتورة

«رجل كومبيوترية» تجهز بمعالجات ومجسات استشعار الوزن ومقياس للزوايا وصمامات هيدروليكية

TT

من الأشياء العديدة التي تغيرت في حياة كيرتس جريمزلي الذي ركبت له رجل صناعية، هي عملية ذهابه للمكتب. وقبل أن يفقد جريمزلي رجله في حادث سيارة قبل 5 سنوات، كان يصل الى عمله بقطار من نيو جيرسي ويمشي عبر ردهة مركز التجارة العالمي قبل الصعود الى مكتبه في الطابق السبعين في البرج الشمالي.

وبعد الحادث كان جريمزلي والذي كان عداء ولاعبا قويا في فريق كرة السلة في الشركة التي يعمل فيها، محرجا لعدم قدرته على مجاراة آلاف الموظفين الآخرين في البرج الضخم، وكان يصعد للمكتب من طريق خلفية. ولكن في شهر فبراير (شباط) تغلب جريمزلي على ضيقه من استخدام الردهة، بعد ان ركبت له رجل صناعية مجهزة بمعالجات ومجسات للضغط، ومقياس للزوايا وصمامات هيدروليكية وإلكترونية وذلك لتوفير ثبات واستقرار الرجل كما هو الحال في الرجل الطبيعية. وتعتبر هذه الرجل التي تصنعها شركة ألمانية على أنها أكثر الأطراف الصناعية تقدما. ويقول جريمزلي إن هذه الرجل لم تعد له القدرة على السير بشكل طبيعي فحسب، وإنما أنقذت حياته.

وفي 11 سبتمبر (ايلول) بينما كان جريمزلي يجري مكالمة هاتفية شعر بأن مكتبه يهتز ورأى ورقا يتطاير أمام نافذته. وكانت أولى أفكاره هي إن كان سيستطيع النزول بسرعة كافية. ومع أي من الأرجل الصناعية القديمة كان الدرج يعتبر شركا خطيرا، فنزول منحدر أو درج يتطلب منه وضع رجليه على كل درجة وبالتالي يكون بطيئا جدا. ولكن هذه الرجل الجديدة مكنته من نزول الدرج بوضع رجل واحدة على كل خطوة، مثل شخص برجلين طبيعيتين وبسرعة تجاري سرعة الآخرين.

وعندما وصل الأرض مشي جريمزلي عبر الردهة وخرج للشارع وقام رجال الإسعاف بمعالجة جروح طفيفة نتجت عن احتكاك الرجل الصناعية مع اللحم. ويشعر جريمزلي أن هذه الرجل كانت الحد الفاصل بين الحياة والموت لأنها مكنته من النزول بسرعة طبيعية.

* رجل كومبيوترية

* وتعتبر هذه الرجل كومبيوترا ملبوسا، مع أن الشركة الصانعة وهي شركة «اوتوبيك» الالمانية لا تحبذ هذه التسمية. وداخل الهيكل الكربوني لها يوجد معالجان يستلمان إشارات من مجموعة مجسات بمعدل 50 مرة بالثانية. ويقوم البرنامج داخل المعالج بتنسيق النظام الميكانيكي والهيدروليكي ليمكن الرجل من التحويل من الوضعية الجامدة التي تدعم وزن لابسها، إلى الوضعية المرنة التي تمكنه من السير بشكل شبيه بالمشي الطبيعي. وقد لا تحظى الرجل الصناعية بنفس الانتباه مثل الأجهزة الملبوسة الاخرى كالنظارات التي تعرض رسائل البريد الإلكتروني، ولكن بالنسبة لأشخاص مثل جريمزلي فهي أكثر فائدة.

ولا تعتبر هذه الرجل أول رجل إلكترونية، فضمن الأشكال الأقدم صممت الرجل الذكية التي صنعتها شركة بريطانية. ومن ميزات هذه الرجل عدم تقييدها المستخدم بسرعة مشي واحدة، إذ عندما يشعر الجهاز بازدياد السرعة يعدل المكبس الهوائي الذي يتحكم بالركبة ممكنا الرجل من الحركة بمرونة أكثر. ولكن كان لتلك الأجهزة الأقدم بعض المساوئ، فمثلا الطريقة الوحيدة التي كانت هذه الرجل تدعم جسم المستخدم هي ان تكون مقفلة ميكانيكيا. وفي منتصف الثمانينات بدأ كيفن جيمس بالعمل على نظام أمل أن يتغلب على مشاكل التقفل. وكانت هناك مشكلة أخرى أراد تصحيحها وهي معدل تأرجح الرجل. وقامت الرجل التي صممها بحساب معدل السرعة بعد عدد الخطوات خلال فترة زمنية محددة، ولكن هذا كان يعني أن الرجل لم تستطع تعديل مسارها خلال وقت كاف لمواجهة العوائق الفجائية.

وصمم الرجل خبير أطراف صناعية في المختبر. وما أثار اهتمام جيمس هو كيف كان المكبح في الركبة خاضعا لتحكم مفتاح في الكعب، وهو المفتاح الذي يستشعر حالما يضع المستخدم وزنه على الرجل. وأصبح الاعتماد على القدم كنقطة إحساس هو محور خطة جيمس. وقرر استخدام مجموعة من المجسات التي تقيس معدل اصطدام الكعب بالأرض والضغط الذي يفرض على الرجل بواسطة عدادات كهربائية ضغطية في القدم، وفي الوقت ذاته تقيس زاوية الركبة بمجس مغناطيسي في الركبة. ويقوم معالجان في الجزء الأعلى من الركبة بتحليل المعلومات من المجسات بمعدل 50 مرة بالثانية واستخدام محركات صغيرة لتعديل الضغط الهيدروليكي باستمرار لإنتاج نمط سير المستخدم.

ونظرا لقدرة المعالجات على تغيير خواص الرجل بشكل شبه فوري، يتمكن المستخدم من تغيير نمط سيره أو تحويل وزنه بشكل طبيعي لينزل المنحدرات أو الدرج. وتشغل الرجل بطارية ليثيوم داخلية تدوم لمدة 35 ساعة قبل إعادة شحنها. ولكن هذه الرجل لا تمكن المستخدم من صعود الدرج بشكل طبيعي. ولكي تمكن الرجل المستخدم صعود الدرج بشكل طبيعي، عليها تحمل ثقل المستخدم وهو شيء خارج عن نطاق قدرة البطارية والمحركات الموجودة فيها.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط» =