حشرات عقيمة للفاكهة المصرية بدلا من المبيدات

TT

بعد تكرار رفض ارساليات الفاكهة المصدرة الى دول الاتحاد الاوروبي نتيجة ارتفاع متبقيات المبيدات بها، بدأت مصر تنفيذ برنامج علمي يهدف الى التخلي تماما عن استخدام المبيدات في انتاج الفاكهة بعد 3 سنوات من الآن. وبدأ علماء هيئة الطاقة الذرية ووزارة الزراعة بتقسيم مصر الى 5 مناطق للقضاء على ذبابة الخوخ وذبابة البحر الابيض المتوسط التي تضر بالعديد من اصناف الفاكهة.

ويقول نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية المصرية للشؤون البحثية الدكتور حافظ الفولي في حديثة لـ«الشرق الأوسط» ان المرحلة الاولى من هذا البرنامج بدأت بسيناء، حيث يتم انتاج الخوخ الذي يلقي اقبالا كبيرا في التصدير والسوق المصري والعربي والاوروبي، نظرا لجودته وطرحه في السوق مبكرا. ولكن عيبه الوحيد ان ذبابة الخوخ تؤثر في جودته فيضطر الفلاح السيناوي إلى استخدام المبيدات لحماية الانتاج، فتحدث المشكلة التي يترتب عليها رفض الارساليات المصدرة من هذا الصنف المصري الممتاز من الخوخ مشيرا الى ان بدء برنامج مقاومة ذبابة الخوخ في سيناء بدأ بالاعتماد على طريقة تسمى Male Annihation أو تقليل اعداد ذكور ذباب الخوخ باستخدام الهرمونات وبعض المبيدات المتخصصة التي يتم وضعها داخل مصائد بها هذه الجاذبيات الجنسية للذكور فتموت بعدها، بحيث لا يتم مطلقا استخدام طريقة رش المبيدات على الثمار.

وأكد الفولي ان هذه الخطوة تبعها خطوة اخرى وهي اطلاق ذكور حشرية عقيمة اشعاعيا لذبابة البحر الابيض المتوسط التي تهدد العديد من اصناف الفاكهة في مصر. ويتم انتاج هذه الذكور في «مرابي حشرية متخصصة» ويتم تعريضها في مرحلة معينة من نموها لجرعات اشعاعية معينة ينجم عنها انتاج ذكور عقيمة تطلق بتركيزات محسوبة وفقا لكثافة وجود الحشرة في المنطقة لتنافس الذكور الطبيعية في تلقيح اناث الحشرات لتعطي في النهاية بيضا عقيما، حيث يطلق مقابل كل ذكر طبيعي 100 ذكر عقيم لتحقيق نسبة تنافسية عالية وبتكرار عملية الاطلاق تقل اعداد الحشرات الموجودة في الطبيعة وبعد ذلك تصبح المقاومة سهلة باطلاق مجموعة من الذكور العقيمة كل فترة للتأكد من وجود المستوى الضعيف للحشرات.

وقد تم تغطية شبه جزيرة سيناء، بحيث أصبحت تحت السيطرة الكاملة بدءا من شهر فبراير (شباط) 2002، وهو ما سيضمن طرح الفاكهة السيناوية وعلى رأسها الخوخ في الاسواق نظيفة تماما وخالية من أي مبيدات. وأوضح الفولي انه وفقا لتقسيم مصر الى 5 مناطق، فإن سيناء تعد المنطقة الاولى ثم يتبعها منطقة شرق الدلتا ثم غربها وحتى مرسى مطروح ثم الصعيد على مرحلتين لتصبح الفاكهة المصرية خالية تماما من المبيدات بعد 3 سنوات من الآن. واشار الى انه يتم حاليا اطلاق 6 ملايين حشرة عقيمة اسبوعيا يتم انتاجها من «المربى الحشري التجريبي» بعد استيراد نوعيات هذا الذباب من المكسيك وغواتيمالا مؤكدا ان هذا البرنامج المصري يتضمن تنفيذ «مربى حشري كبير» لانتاج الذكور الحشرية العقيمة بمعدلات تصل الى 200 مليون حشرة اسبوعيا تكفي لتغطية ارجاء مصر بعد اتمام المرحلة الاخيرة، وذلك من خلال تحقـــــيق الاكتـفاء الذاتي في هذه الحشرات وامكانية تصديرها للاقطار العربية لامكانية تنفيذ مثل هذا البرنامج بها لتحقيق بيئة نظيفة على المستوى العربي.

وينفذ هذا المشروع فريق بحثي يضم 70 عالما مصريا وأكثر من 1000 معاون في التطبيق الحقلي، لان هذه الخطوات تعتمد على المعلومات البيئية الطبوغرافية التي تجدد اسبوعيا وهو الامر الذي يحتاج الى خرائط متجددة اسبوعيا لمعرفة مواقع اطلاق الحشرات العقيمة وعددها وتحديد البؤر التي يمكن ان تتجدد منها الاصابة أو تدخل الحشرة منها الى مصر ولذلك فان تكلفة هذا المشروع خلال السنوات الثلاث تصل الى 150 مليون جنيه.