استنساخ أول قطة في العالم يثير الجدل في أميركا

المحظوظة الوحيدة التي ولدت من بين 87 جنينا لم تتحقق لها الحياة بعد عشرات التجارب

TT

نجح علماء في تكساس في استنساخ اول قطة في العالم، اطلق عليها الرمز «سي سي» Cc (نسبة الى الكلمة الانجليزية Copycat التي تعني نسخة طبق الاصل او المقلًد، المحاكي)، والتي احتلت موقعها المثير للجدل في التاريخ بوصفها اول حيوان منزلي اليف مستنسخ.

ولدت القطة في 22 ديسمبر (كانون الاول) الماضي بعد إجراء عملية قيصرية للقطة الأم التي حملتها داخل مختبر جامعي، وبذلك اصبحت النوع السادس من انواع الحيوانات اللبونة التي تم استنساخها، لا جنسيا، من خلية بالغة وحيدة، وذلك بعد استنساخ النعجة والفأر والبقرة والعنزة والخنزير. وتمثل القطة اول «حيوان رفيق» للانسان يجري استنساخه. وقال العلماء ان القدرة على استنساخ القطط يمكن ان تتحول الى عتلة كبرى لدفع ابحاث البيولوجيا الطبية في المستقبل، او ان تأثيراته الفورية المباشرة ستتمثل في ازدياد طلب الجمهور على الاستنساخ.

وقال مارك وستيوسن الباحث في كلية الطب البيطري بجامعة تكساس ايه اند ام الذي اشرف على الاستنساخ «لا يمكن التغافل عن الحقائق، فهناك الكثير من الناس المهتمين بحيواناتهم المنزلية، لذا لا ينبغي الالتفاف على عمليات الاستنساخ»، الا ان هذا النجاح تعرض الى انتقادات حادة من منظمات رعاية الحيوانات التي تقود حملة لتقليل اعداد القطط داخل الولايات المتحدة. وتساءلت ماري بيث سويتلاند نائبة رئيس منظمة «الناس من أجل المعاملة الاخلاقية للحيوانات» في نورفولك «أليس من الجنون ان يقتل الملايين من الحيوانات سنويا داخل ملاجئها في البلاد، في وقت يفكر فيه الناس بأنانية في استنساخ حيوانات اكثر؟» . واضافت ان «من الافضل لهم ان يتوجهوا نحو أقرب ملجأ للحيوانات لتبني احدها ورعايته لدرء موته المحتم».

ومول برنامج الاستنساخ في الجامعة جون سبيرلنغ، وهو مليونير من اريزونا، بمبلغ 3.7 مليون دولار حتى الآن، وذلك لتطوير تقنية تسمح باستنساخ كلب محبوب له. ورغم نجاح العلماء في صنع اجنة من الكلب الا ان ايا منها لم يولد. اما استنساخ القطط فقد تكلل بالنجاح، كما يقول وستيوسن، الذي عزا ذلك جزئيا الى ان بويضات القطة تنمو وتصل الى البلوغ داخل الاوعية المختبرية بشكل افضل من بويضات الكلاب.

وكان سبيرلنغ قد اسس شركة «جينيتك سيفنغ آند كلون» التجارية في تكساس قبل عامين، وهي تحمل كل حقوق الرخص الخاصة بتقنيات استنساخ الحيوانات المنزلية. ويعتقد لو هاوثورن المدير التنفيذي للشركة ان عشرات الملايين من الدولارات يمكن الحصول عليها من خلال تقديم خدمات استنساخ مثل هذه الحيوانات.

وفي المحاولة الاولى للاستنساخ، قام فريق العمل باستخدام 188 من خلايا الجلد استخلصت من القطة الاصلية، ادمجت مع بيوض من القطط ازيلت منها مادتها الجينية، مما ادى الى ظهور 82 جنينا مستنسخا زرعت داخل ارحام سبع قطط. ونتج عن ذلك الحمل قطة واحدة، ما لبثت ان تعرضت للاسقاط.

في المحاولة الثانية، زرع الفريق خمسة اجنة داخل أم حاملة، بعد ان طورت ثلاثة من الاجنة من خلايا استخلصت من مبايض قطة اسمها «رينبو» (قوس قزح). وبعد 66 يوما ولدت القطة المستنسخة «سي سي». وفي الواقع فان القطة لا تشبه امها في الشكل رغم ان العلماء يقولون انهما متطابقتان جينيا، اذ لا تتشابه الوان فراء القطة المستنسخة مع الوان فراء امها الجينية. وقال العلماء ان لون الفراء لا يتحدد بالمورثات فقط، بل بعوامل أخرى.

وقال فريق الباحثين ان الهرة استنسخت من خلية ركامية. وهذه الخلايا هي التي تتطور منها البويضات في مبيض الانثى، وسبق ان استخدمت في استنساخ حيوانات اخرى، اذ يبدو ان لديها القدرة على التكيف مع العملية. ويساورالباحثين قلق بشأن الحالة الصحية للحيوانات المستنسخة. ورغم ان كثيرا من الماشية المستنسخة تكون طبيعية وتتمتع بصحة جيدة، الا انها غالبا ما تتكون لها مشيمة غير طبيعية قد تؤدي الى تكون جنين ضخم بشكل غير طبيعي يموت في معظم الاحوال. وتنضم القطة الى قائمة يتزايد محتواها من الحيوانات المستنسخة باستخدام خلايا حيوانات بالغة، بدأت بالنعجة دولي وتضم حاليا خنازير وماعزا وفئرانا وكائنا يشبه الثور. وذكر باحثون يابانيون هذا الشهر ان معظم الفئران التي استنسخوها نفقت وهي صغيرة بسبب مشاكل في الكبد والرئة. ويقول الخبراء ان التقنية المستخدمة في الاستنساخ هي سبيل الحصول على حيوان يتمتع بصحة جيدة.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط» =