نمو متسارع لخدمات البحث عن الأزواج في الإنترنت

تنوع مواقع البحث الإلكتروني عن رفاق الحياة وأصدقاء الميول والأهواء والأفكار

TT

كان سوق الدعاية والاعلان يعاني من الخسائر خلال القسم الأكبر من العام الماضي، خصوصا في مجال الاعلان والترويج على الانترنت. ولكن بعض انواع الاعلانات على الانترنت مثل الاعلانات الشخصية لاقت رواجا ممتازا. فهناك مواقع تساعد متصفحي الانترنت على لقاء اشخاص للتعرف اليهم، مثل Matchcom التابع لشركة TicketMaster وMatchmakercom التابع لشركة TerraLycos وClubConnect التابع لموقع Yahoo في دعم عوائد الشركات المالكة. ولا يستغرب المحللون من هذه النتائج، وتقول ستيسي هيرون وهي محللة من شركة البحث والاستشارة «جوبتر ميديا»: ان التعرف على الغير عبر الانترنت هو من الأشياء القليلة التي يرضى الناس بالدفع مقابلها. وبينت ستيسي أن الاعلانات الشخصية على الانترنت تحظى باستجابة فورية بخلاف الاعلانات في الصحف. ويمكن للمستخدمين أن يفرزوا المستجيبين بسهولة، والاتصال بعدد كبير من الناس في منطقة شاسعة. وتعتبر ستيسي أن هذه الاعلانات انتفعت كثيرا من الانترنت.

* البحث عن رفقة

* ويعتبر موقع «ماتشكوم» Matchcom الرائد في هذا المجال، اذ يحظى بحوالي 3.8 مليون زائر كل شهر وله أكثر من 382 الف عضو مشترك يدفع كل منهم 18 دولارا في المعدل شهريا، مقابل وضع اعلان وصورة، والاتصال مع أعضاء آخرين، والحصول على تنبيه عندما يشترك شخص جديد قد يكون رفيقا محتملا. ويقول جون بليزانتس وهو مدير التنفيذ في شركة «تيكيت ماستر» ان هذا المجال فاق كل التوقعات واصبحت له شعبية لدرجة ان الناس لا يعتبرون الاعلانات على الانترنت شيئا سيئا. ويقول بليزانتس ان هذا الجانب من التجارة تأثر بالهجمات الانتحارية في اميركا في 11 سبتمبر (أيلول) ولكن هذا التأثر كان ايجابيا، اذ ارتفع عدد المشتركين اليومي من 4 آلاف مشترك الى 6 آلاف وساعدت حملة اعلامية على التلفزيون، على تحريك هذا النمو. واشار مسؤولون آخرون من شركات تدير مواقع اعلانات شخصية على الانترنت، الى نمو مماثل، وعبروا عن اعتقادهم ان الناس يبحثون عن «علاقات معنوية». وفي ظل وضع اقتصادي متدهور، وفرت هذه المواقع بديلا فعال التكلفة للبحث عن رفيق في النوادي. ويتوقع بليزانتس نموا مشابها أيضا هذه السنة بسبب حملة اعلامية قوية على التلفزيون، أنفقت عليها الشركة ما بين 20 الى 50 مليون دولار. ويقول إن حوالي 70 بالمائة من تكاليف الدعاية تستعاد فورا. ومن منافسي «ماتشكوم» الأقوياء خدمة YahooPersonals التي أدخلت خدمة مدفوعة في السنة الماضية. ومقابل أجرة 20 دولارا شهريا يستطيع المشترك أن يستجيب لعدد غير محدود من الاعلانات الشخصية في الموقع. ووفقا لمدير خدمات Yahoo مارك هل، فقد قامت الشركة بترقية الخدمة بقوة في موقعها نهاية السنة، وحصلت على نتائج جيدة. ولم يصرح هل بعدد المشتركين ولكن وفقا لشركة «جوبتر» فقد كانت هذه الخدمة قريبة جدا من «ماتشكوم» اذ بلغ عدد الزائرين حوالي 3.7 مليون شخص. كما لم يصرح هل حول أداء الشركة من ناحية مقارنة عائداتها مع عائدات «ماتشكوم» التي بلغت 17.6 مليون دولار، ولكنه صرح أن المبلغ كان كبيرا. ويقول هل أنه يعتقد أن شركته في موضع جيد لتصبح القائدة في هذا المجال خلال وقت قصير، فالتكلفة الكبيرة في هذه الفئة من الاعلانات، هي الحصول على المستخدم، وهذه هي الخطوة التالية للشركة. وتستطيع شركة «ياهو» ابقاء تكاليف الحصول على المستخدمين منخفضة من خلال استخدام موقعها كأداة تسويقية. ويقول هل إنه اضافة الى الاعلانات على الموقع، قامت الشركة بتوفير اشتراك مجاني لمدة شهر على الخدمة المدفوعة في الاعلانات الشخصية. ونجحت هذه الخطة لدرجة أن الشركة قامت بتخفيض المدة من شهر الى أسبوعين. ويعتقد هل أن «ياهو» ستقوم بتوصيل مجال الاعلانات الشخصية بعمليات غير انترنتية هذه السنة. وتدرس الشركة توفير المجال للمشتركين لوضع اعلاناتهم الشخصية في الصحف المحلية، ولكن هل رفض مناقشة التفاصيل. وتعتبر الشراكات خارج الانترنت مجالا ناميا للشركات الضخمة في مجال الاعلانات الشخصية على الانترنت. ووفقا لستيفين كلين رئيس تيرا لايسوس وهي الشركة التي تملك موقع «ماتشميكركوم» Matchmakercom أن المشتركين طلبوا مقابلة الناس وجها لوجه، ولذلك قامت بترتيب حدث في ولاية تكساس. ومع أن الشركة لم تجن ربحا كبيرا من هذه العملية، لكن ما حصلت عليه كان معتبرا. وقال كلين انه بالاضافة لعقد المزيد من هذه الأحداث سيقوم موقع «ماتشميكركوم» بشكل متزايد بترقية الخدمات الثانوية التي تتعلق بالبحث عن رفيق، مثل البحث عن مطاعم ومتاجر بيع الزهور والملابس وغيرها. وفي الماضي قام المحللون باعتبار خدمات الاعلانات الشخصية على الانترنت تجارة اضافية للشركات الضخمة، لكن هذه الخدمات بالضبط أصبحت الرئيسية لأكبر ثلاث شركات في هذا المجال. وللشركات الصغيرة مثل MatchNet فانها تمثل حصة في السوق قد تكون ثمينة لها. وتدير الشركة مواقع دولية تحت اسم «ماتشنت» MatchNet ولكن وفقا لكبير التنفيذيين جو شابيرا فان معظم عائد الشركة ينتج من الاعلانات الشخصية داخل أميركا التي تتخصص بعوامل معينة مثل الدين أو الميول الجنسية. ويقر شابيرا انه لا يستطيع التنافس ضد «ماتشكوم» في سوق الاعلانات الشخصية الرئيسي محليا، ولكن المجالات المتخصصة ساعدت الشركة على تحقيق أرباح تقدر بـ831 الف دولار خلال الربع الثالث لعام .2001 ويقول إن عدد المشتركين ينمو بحوالي 20 بالمائة كل فصل. وتتوقع «ماتشنت» الحصول على 6.5 مليون دولار من الأرباح على عائد يقدر بحوالي 23 مليون دولار. ويقول شابيرا إن الشركة لم تقتنع بنظرية الاقتصاد الجديد بل تؤمن بنمو مستقر وتدريجي.

* «نيويورك تايمز» خاص بـ«الشرق الأوسط» =