دواء جديد لمكافحة الإيدز .. وتسعمائة ألف أميركي مصابون بالفيروس المسبب للمرض

TT

واشنطن ـ رويترز: قال باحثون: ان دواء جديدا يمنع فيروس «اتش.آي. في» المسبب للايدز من اصابة الخلايا، يبدو انه يزيد السيطرة على الفيروس لدى المصابين به ويعزز ترسانة مكافحة المرض بسلاح جديد. وقال باحثون من فرنسا والولايات المتحدة في مؤتمر عن الايدز الاثنين، ان تجارب اولية على متطوعين اظهرت ان الدواء بامكانه احتواء الفيروس وانه قد يساهم في اسلوب العلاج الراهن بمجموعة من المضادات النشيطة للفيروسات.

والدواء واسمه «شيرينج سي» صنعته شركة «شيرينج بلو كوربريشن». وقال ديفيد هو من مركز ارون دايموند لابحاث الايدز في نيويورك للصحافيين في حديث هاتفي «هذا العام نسمع لاول مرة عن نتائج دراسة «شيرينج سي» في التأثير في افراد باقل جرعة وهي 50 مليجراما يوميا». واضاف هو، الذي شارك في تنظيم المؤتمر السنوي التاسع لمضادات الفيروسات المقام حاليا في سياتل، ان الدراسة هي الاولى التي تشير الى ان الدواء يمكنه قطع الطريق على الفيروسات ومنعها من الوصول الى الخلايا.

من جهة اخرى قال المركز الاميركي للوقاية والسيطرة على الامراض: ان نحو 900 الف اميركي مصابون بفيروس «اتش.آي.في» المسبب لمرض الايدز وان نحو ربعهم لا يعلم بالاصابة. واضاف المركز في مؤتمر عن الايدز الاثنين الماضي، ان ربعا اخر منهم لا يلقون اي رعاية صحية لمقاومة هذا المرض ويعني ذلك ان نحو 400 الف مصاب ربما ينشرونه عن طريق الالتقاء الجنسي او استخدام ابر الحقن. وقال هارولد جافي القائم باعمال مدير المركز الوطني لمكافحة الايدز والامراض التي تنتقل بالالتقاء الجنسي والوقاية من السل بالمركز، للصحافيين «نحن نقدر ان نحو نصف المصابين بالفيروس اما لا يعلمون انهم مصابون به او لا يعالجون منه».

ولا تحتفظ الولايات المتحدة بسجلات عن المصابين بالفيروس او بالايدز، لذلك اعتمد المركز على برامج كومبيوتر ومعلومات متاحة في 25 ولاية تحتفظ بهذه السجلات لتحديد تقديراته. ويقول المركز ان عدد المصابين يزيد 40 الفا كل عام وان 17200 ماتوا بالايدز في عام 1999 و15300 ماتوا به في عام .2000 ويعيش عدد اكبر من المصابين بالفيروس الان اكثر من اي وقت مضى، بفضل العلاج بادوية لا تقضي على المرض ولكن تبقيه خاملا.

واعلنت المعاهد القومية للصحة بالولايات المتحدة انها لن تجري تجربة كانت مقررة للجمع بين لقاحين تجريبيين مضادين للايدز في ضربة مزدوجة ضد الفيروس، لكنها اوضحت ان تجربة مماثلة ستمضي قدما في تايلاند. وكان من المقرر اجراء التجربة الاميركية على حوالي 11 الف شخص من الشواذ جنسيا ومتعاطي المخدرات واخرين ممن يعتبرون في مقدمة المعرضين لخطر الاصابة بفيروس «اتش.آي. في» بهدف معرفة امكانية نجاح اللقاحين، واحدهما من انتاج شركة «افنتيس باستير» الفرنسية والاخر من شركة «فاكس جين»، في السيطرة على فيروس الايدز. وقالت شركة افنتيس والمعهد القومي لعلاج الحساسية والامراض المعدية ان التخلي عن التجربة الاميركية يعود لاسباب فنية. وكانت التجربة تهدف الى التوصل الى اساليب لفحص شخص ما بعد حصوله على مركب من اللقاحين لمعرفة درجة المناعة لديه ضد الاصابة بفيروس «اتش.آي.في.». لكن المعهد القومي لعلاج الحساسية والامراض المعدية قال ان تجربة مماثلة في تايلاند ستمضي قدما. وقالت بيث واترز المتحدثة باسم افنتيس في مقابلة بالهاتف «ستكون اكبر تجربة للمرحلة الثالثة على لقاح للايدز في العالم، حيث يشارك فيها 16 الف شخص». وتجربة المرحلة الثالثة تشير الى المرحلة الاخيرة في تجريب اي عقار او لقاح قبل احالته الى ادارة الاغذية والعقاقير الاميركية لاعتماده. وقال جيم تارتجليا نائب رئيس قسم الابحاث بشركة افنتيس: ان تجربة تايلاند ربما تبدأ في سبتمبر (ايلول) المقبل. وسيضع الباحثون من خلال هذه التجربة اشخاصا تحت الملاحظة لمعرفة هل سيصابون بفيروس الايدز بعد حصولهم على اللقاحين.

وهناك اكثر من 90 لقاحا محتملا ضد الايدز في مراحل مختلفة من التجريب. ويأمل العلماء في التوصل الى لقاح مضاد للايدز في غضون عشر سنوات، لكنهم قللوا من توقعاتهم بشكل كبير، ويقولون ان اول لقاح قد لا يوفر سوى وقاية جزئية.