دراسة بريطانية: دقائق اليورانيوم الناضب تسبب خللا في عمل الكليتين

TT

الجنود المقاتلون والمدنيون سيتعرضون الى الاصابة بحالات الخلل في عمل الكليتين، لدى تعرضهم لدقائق اليورانيوم الناضب المتولدة عند انفجار القذائف العسكرية الحاوية لهذه المادة الاشعاعية القاتلة. جاء هذا في احدث دراسة نشرتها امس الجمعية الملكية البريطانية، وهي اكاديمية العلوم في بريطانيا. وقالت الدراسة ان الاصابات تظهر عندما تستنشق او تبتلع كميات من هذه الدقائق المتطايرة التي تنتشر في الجو والتربة والمياه.

واوصت الجمعية الملكية بفحص الجنود الذين تعرضوا الى اليورانيوم الناضب للتأكد من وجود بقايا اليورانيوم في الكلى وفي البول. وحذرت الدراسة التي اشرف عليها عدد من كبار العلماء من تلوث موارد المياه باليورانيوم مما يهدد صحة المدنيين. وطالبت باجراء اختبارات سنوية لعينات المياه في المناطق الملوثة، واجراء ابحاث اعمق على المحاربين القدماء الذين تعرضوا لليورانيوم.وكان تقرير سابق اصدرته الجمعية الملكية في مايو (ايار) العام الماضي، قد اشار الى علاقة اليورانيوم الناضب بحالات سرطان الرئة. وأكثر المتعرضين لليورانيوم الناضب هم الجنود الذين يقعون بالقرب من موقع انفجار قذائفه، فعندما تخترق القذيفة الدبابة فانها تتفجر الى شظايا محاطة بدقائق من غبار ناعم يمكن استنشاقه. ويهبط الغبار على التربة والمياه مسببا مخاطر للسكان. الا ان تقرير الجمعية يؤكد ان الجنود الذين يتعاملون مع قذائفه لن يتعرضوا سوى الى مستويات ضئيلة منه لن تؤدي الى حدوث التسمم لديهم (طبعا لانهم يقذفون من بعيد هذه القذائف التي تسقط على غيرهم من المقاتلين او المدنيين). الا ان الذين يستنشقون كميات كبيرة من دقائق اليورانيوم سيعانون من مشاكل في الكلى، قد تؤدي احيانا الى عجزها خلال ايام معدودات.

وقال البروفسور برايان سبراتس الباحث في امبريال كوليدج في لندن الذي شارك في الدراسة، ان المخاطر الاكبر تحيق بالاطفال، الذين يمكنهم بلع كميات كبيرة من دقائق اليورانيوم من التربة اثناء اللعب، مما يؤدي الى حدوث عجز في عمل الكلى لديهم. والخطورة الثانية تكمن في تلوث المياه باليورانيوم الناضب. ويقترح سبراتس فحص عينات المياه سنويا على مدى 40 عاما لتصفيتها من آثار اليورانيوم.

وقد استخدمت قذائف اليورانيوم الناضب للمرة الأولى في حرب الخليج ضد العراق عام 1991 عندما أطلقت القوات الأميركية حوالي مليون قذيفة منها في الكويت والعراق، ثم في حرب كوسوفو اخيرا، حيث أطلقت قوات حلف شمال الأطلسي 30 الف قذيفة منها في كوسوفو و 10 آلاف في البوسنة. ولا توجد حتى الآن اي مؤشرات على ان الولايات المتحدة الاميركية استخدمتها في حرب افغانستان.

ويستخدم اليورانيوم الناضب في قذائف صممت لاختراق الدروع الاكثر تحصينا، وهو مادة مشعة من نواتج الوقود النووي. ويوجد اليورانيوم في الطبيعة على هيئة خليط من النظائر المشعة من بينها نسبة ضئيلة من اليورانيوم الشديد الإشعاع يو ـ .235 وتزداد نسبة اليورانيوم الشديد الإشعاع في قضبان الوقود النووي، وما يتخلف بعد ذلك هو اليورانيوم المنخفض الإشعاع يو ـ .238 ويصاب الانسان لدى ملامسته لهذا النوع من اليورانيوم بجرعة كبيرة من الإشعاع، ولكن الإشعاع لا يصيبه ان ابتعد عنه عشرات السنتمترات. وقد لا يكون الإشعاع المنبعث من اليورانيوم 238 قادرا على النفاذ في الأجسام، ولكن هذا النوع من اليورانيوم من أعلى المواد كثافة، ولذا فإنه يستخدم في صنع أغلفة القذائف وبالتالي يجعلها أقدر على اختراق الدروع والمخابئ الحصينة.

وبينما يتحول التنجستين ،وهو مادة ثقيلة أخرى، إلى شظايا عندما يرتطم بجسم الدبابة المصنوع من الحديد الصلب، فإن اليورانيوم 238 يخترق جسم الدبابة ويشتعل، الأمر الذي يجعله مادة مثالية لصنع القذائف القادرة على اختراق الدروع .ولأن اليورانيوم المنخفض الإشعاع يو ـ 238 يشتعل لدى ارتطامه بجسم ما فإنه يخلف سحبا من غبار أكسيد اليورانيوم السام.

شرح صورة: قذيفة باليورانيوم الناضب