مشروع ألماني لبناء بيوت اقتصادية

الاقتصاد في طاقة التدفئة والكهرباء بتوظيف نظم الطاقة الشمسية والتصاميم البديلة

TT

دخل قانون الاقتصاد بالطاقة الجديد حيز التنفيذ في المانيا الشهر الماضي وصار على شركات البناء بموجبه ان تلتزم بالحد الأقصى للطاقة المستهلكة في البيوت الحديثة. وتفيد فقرات القانون بضرورة بناء البيوت الجديدة بشكل يقتصد في الطاقة المستهلكة بنسبة 30% على الأقل، أي خفضها الى 7 لترات من الزيت للمتر المربع في السنة. علما ان وزارة البيئة الاتحادية تقدر ان معدل استهلاك الطاقة في البيوت الالمانية هو 10 لترات زيت للمتر المربع في السنة.

وتضمن القانون تعليمات تقضي بخفض استهلاك الطاقة في البيوت القديمة ايضا مشيرا الى ان 80% من البيوت القديمة لا تستجيب لتعليمات الاقتصاد بالطاقة لعام .1983 علما ان الطاقة المستهلكة في تدفئة البيوت تحتل 33% من مجموع الطاقة المستخدمة بشكل عام في المانيا.

وعلى هذا الأساس فقد بادر معهد فراونهوفر لفيزياء البناء IBP لطرح مبادرة بناء اول مجمع من بيوت 3 ـ لتر في مدينة سيللة الشرقية بمثابة مشروع للمستقبل يتفوق منذ الآن على تعليمات البناء لعام .2002 ويتألف المجمع من 11 وحدة سكنية، تتألف كل منها من 3 ـ 4 بيوت سكنية، و تعتمد كل وحدة على «تصميم» خاص بها للاقتصاد بطاقة التدفئة والكهرباء يختلف عن تصاميم الوحدات الاخرى. وتتراوح موضوعات هذه التصاميم بين استخدام الهندسة المعمارية المجردة الى استخدام الطابوق والمواد الخاصة مرورا بأنظمة الطاقة الشمسية وطريقة خزن حرارة الصيف... الخ

* بيوت اقتصادية

* وذكر هانز ايرهورن، من معهد فراونهوفر، ان البيوت التقليدية تستهلك الطاقة ضعفي او ثلاثة أضعاف ما تستهلكه بيوت المجمع الحديث في سيللة. ويكمن سر اقتصادية مجمع بيوت 3 ـ لتر في الطرق الخاصة بمنع تسرب الطاقة، اذ يعمل المصممون على تنفيذ ذلك بالأفكار الجديدة وليس عن طريق زيادة سمك الجدار، مثال ذلك استخدام طابوق من نوع خاص يقلص تسرب الطاقة الى الخارج وضمان زيادة قوته العازلة هذه عن طريق بناء الطابوق بتشكيلة معينة. وسيتكون الجدار الخارجي لبعض الوحدات السكنية من طابوق كلسي سمكه 17.5 سم يغلف بطبقة من البوليسترول.

ومن المعروف ان معظم الطاقة الحرارية يتسرب من البيوت عبر النوافذ، ولهذا السبب فقد صنّع معهد فراونهوفر لمجمع سيللة شبابيك مزودة بثلاث طبقات من الزجاج وتضمن كتم الحرارة في البيت في موسم الشتاء. فهي تسمح بمرور الطاقة الشمسية من الخارج الى الداخل بمعدل يزيد عن تسرب الطاقة الداخلية الصادرة عن أجهزة التسخين. كما يبني المصممون البيوت بمكعبات تنتصب في اتجاه شمالي جنوبي بزاوية خاصة تزيد من قدرة البيوت على الاقتصاد بالطاقة. وتم تخطيط غرف الجلوس والمنام لتكون باتجاه جنوبي وتخطيط بقية الغرف، الأقل حاجة للطاقة، باتجاه الشمال.

سينتقل أصحاب البيوت الى مجمعهم في سيللة مطلع العام القادم حيث سيصبح بوسع العلماء تقدير انجح الوحدات في الاقتصاد بالطاقة. كما سيجري بعد مرور سنة على سكنهم، أي في مطلع عام 2004، تصنيف أنظمة البناء المختلفة حسب كفاءتها في التوصل الى استهلاك الطاقة بمعدل 3 لترات زيت للمتر المربع في السنة.

وثبت المختصون من معهد فرانهوفر في كل وحدة سكنية 100 ـ 150 وحدة استشعار تنقل المعلومات حول استهلاك الطاقة بالتفاصيل الى محطتين لقياس الطاقة. ويأمل المشروع في التوصل الى عدة تصاميم لبيت 3 ـ لتر وان يصبح هذا البيت نموذجا لبيوت المستقبل ومؤشرا على تفوق قطاع البناء الالماني على قطاع صناعة السيارات الذي يسعى جاهدا منذ سنوات لتقديم نموذج مقبول لسيارة 3 ـ لتر.

واشار هانز ايرهورن الى ان مشروع سيللة يحظى بدعم وزارة الاقتصاد والتقنية الاتحادية ويساهم فيه أكثر من 50 شريكاً صناعياً مساهماً اتفقوا على تكليف معهد فراونهوفر (شتوتجارت ) بمهمة الأشراف والتنفيذ العلمي والتقني.