انطلاق المكوك أتلانتيس إلى الفضاء بعد أربعة أيام من التأخير

TT

كاب كانفيرال ـ أ.ف.ب: انطلق المكوك الفضائي الاميركي اتلانتيس من مركز كنيدي بالقرب من كاب كانفيرال، في فلوريدا، بعد تأخير استمر اربعة ايام، في مهمة تستغرق 11 يوما يجري خلالها تركيب الاجزاء الاولى من سكة حديد على محطة الفضاء الدولية لتكون بعد انجازها اطول هيكل يتم تركيبه في الفضاء.

وكان يخشى ان يؤدي هبوب رياح قوية في مركز الاطلاق الى تأخير اطلاق المكوك مجددا امس الاول الا انه انطلق اخيرا في الساعة 44،16 بالتوقيت المحلي (44،20 تغ) وعلى متنه سبعة رواد، من بينهم جيري روس الذي يسجل رقما قياسيا في القيام بسابع مهمة له على متن المكوك.

وكان مقررا اطلاق المكوك الخميس الا انه تأجل بسبب تسرب في مجرى تفريغ فائض الهيدروجين الى خزانات المكوك الخارجية. وتم اكتشاف التسرب اثناء تعبئة الخزانات استعدادا للانطلاق الخميس المقبل، حيث شوهدت سحابات من الهيدروجين تنبعث منها.

كما اضطر تقنيو وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) الى اصلاح عطل فني في اللحظة الاخيرة.

وتماشيا مع تعزيز الاجراءات الامنية منذ 11 سبتمبر (ايلول)، لم يعلن عن موعد اطلاق الرحلة الا قبل اقل من 24 ساعة من موعدها، كما قامت طائرات وطائرات هيليكوبتر مقاتلة بفرض منطقة محظورة على الطيران حول مركز الاطلاق.

وكانت طائرة صغيرة قد دخلت منطقة الاطلاق صباحا واثارت مخاوف قبل ان يقوم الجيش بمرافقة الطيار الى خارج المنطقة. كما تم طرد سفينة دخلت منطقة حظر الابحار حول المركز.

ولم يتم السماح للصحافيين بتصوير الرواد مباشرة قبل الاقلاع كما كانت عليه العادة وتم الاكتفاء بتوزيع شريط فيديو عن نشاطاتهم الصباحية.

وكانت محطة الفضاء الدولية بروادها الثلاثة تحلق فوق المحيط الاطلسي، عندما انطلق اتلانتيس الذي لن يصلها قبل الاربعاء ليبدأ الرواد بتركيب توصيلات حديدية تزن 12 طنا لتشكل القسم الاول من «العمود الفقري» للمحطة.

والسكة التي سيبلغ طولها 100 متر، معدة لنقل عشرات الاطنان من التجهيزات والالواح الشمسية وتجهيزات اخرى ضرورية للبقاء في الفضاء.

وسيمضي الرواد القسم الاكبر من المهمة في تجميع الناقل المتحرك، الذي سيحمل الذراع الآلية الكندية الصنع «كندارم ـ 2» الموجودة في المدار، على مسافة 91 مترا، عندما يتم انجاز السكة في .2004 ويتضمن النظام قاعدة متحركة هي بين القاطرة والعربة المسطحة.

والقسم الرئيسي من السكة، عمود بطول 13 مترا وزنة 13 طنا، يملأ قمرة اتلانتيس. والعمود المسمى اس ـ زيرو، مع القاطرة المسطحة بنتهما بوينغ مقابل 790 مليون دولار.

وسيخرج الرواد اربع مرات من المكوك لانجاز مهمتهم التي قال رون ديتمور مدير برنامج المكوك في هيوستن بتكساس، انها «على الدرجة نفسها من التعقيد والصعوبة التي كانت عليها مهمة اصلاح التلسكوب هابل التي قام بها رواد اميركيون قبل شهر».

وستتحرك العربة، التي يتعين على الرواد ان يختبروها قبل عودتهم، بسرعة اقصاها مترا في الساعة. ولكنها ستكون اسرع قطار صغير في العالم لانها ستتحرك مع المحطة التي تدور بسرعة 27 الف كيلومتر في الساعة حول الارض.

وما ان يتم تركيب القضبان والمنصة المصنوعة من الالمنيوم، ستكون المرحلة الثانية تثبيت قاعدة على العربة المسطحة لتركيب الذراع الآلية «كندارم ـ 2». وستكون تلك مهمة رواد انديفور المقرر ارساله الى الفضاء نهاية مايو (أيار).

وسيتيح النظام نقل حمولة اقصاها 23 طنا، وسيتم توجيهها من مركز هيوستن بتكساس، او من قبل رواد المحطة الفضائية.

ومهمة اتلانتيس هي الثالثة عشرة الى المحطة الفضائية. ويضم طاقمها الكومندان مايكل بلومفيلد ومساعد القائد ستيفن فريك وريكس فالهيم والن اوتشوا، ولي مورين وجيري روس وستيفن سميث. ومن المقرر ان يعود المكوك الى الارض في 19 الجاري.