المبيدات الكيميائية تهدد صحة 5 ملايين يمني

TT

ينفذ اليمن حالياً حملات مكثفة وغير مسبوقة لمصادرة المبيدات والمواد الكيميائية الزراعية والحشرية، التي تدخل البلاد بطرق غير قانونية وتستخدم بشكل عشوائي وغير مرشد، جعل منها خطراً حقيقياً على صحة الانسان والبيئة.

واسفرت الحملة التي تقودها مصلحة الجمارك وتنفذها بالتعاون مع عدد من الأجهزة الأمنية والصحية عن مصادرة 1800 صنف من المبيدات والمواد الكيميائية حتى الان، قدرت كميتها باكثر من خمسة آلاف طن، فضلاً عن اغلاق 23 محلاً تجارياً يروج هذه المواد المخالفة.

وحسب عبد الولي القاضي، وكيل مصلحة الجمارك المساعد، لشؤون مكافحة التهريب، فان انتشار المبيدات الكيميائية بالشكل الراهن، تعدى حدود واعراف التجارة، وتحول الى مؤامرة خطيرة تستهدف البيئة والانسان موضحاً ان 50 بالمائة من الكميات المضبوطة تعد تالفة وان جزءاً كبيراً منها محظور استخدامه دولياً، لانعكاساته الصحية والبيئية الخطيرة، ونوه القاضي بالتكلفة الباهظة المطلوبة للتخلص من هذه المواد السامة، بما يجنب آثارها المدمرة.

خطر المبيدات ووفقاً لدراسات وأبحاث ميدانية اعدتها وزارة الصحة، فان المبيدات الكيميائية التي تهرب الى البلاد بكميات تزيد عن 700 طن سنوياً، تشكل خطراً حقيقياً على صحة وحياة أكثر من خمسة ملايين يمني، هم ثلث السكان تقريباً، والذين يتعرضون لمخاطر هذه السموم بطريقة مباشرة، وأشارت الأبحاث الى زيادة ملحوظة في معدلات الاصابة بالأمراض المستعصية، فضلاً عن زيادة نسبة تلوث الهواء والتربة الزراعية والمياه.

ويبدو ان قضية المبيدات الكيميائية المهربة والمحرمة في بلد المنشأ والتي تستخدم بصورة عشوائية، خاصة في زراعة القات الذي يتعاطاه معظم السكان، اضحت قضية رأي عام، تجد لها اكثر من انعكاس في الحياة اليومية ووسائل الاعلام والصحف، بعد ان اخذت الظاهرة بعداً دولياً وعبر شبكات تجارية منظمة، حيث تقدر منظمة الصحة العالمية حجم الأموال المستثمرة في هذا المجال بنحو 200 مليار دولار.

وتدخل معظم المبيدات الكيميائية التي تستخدم في زراعة الخضر والفاكهة وبشكل اكثر كثافة في زراعة القات، ضمن 17 نوعا، صنفتها منظمة الزراعة الدولية «فاو» ضمن المبيدات الخطيرة والمحرمة في بلد المنشأ بالنظر لتأثيراتها وأضرارها على صحة الانسان والحياة البيئية.

وطبقاً لاحصائيات رسمية، فان استخدام المبيدات الكيميائية غير المرشد يعد المسؤول الأول عن ارتفاع نسبة الاصابة بمختلف السرطانات والتي تزيد بمعدل 50 في المائة سنوياً، وتصل الى اكثر من ستة آلاف حالة اصابة الى جانب الزيادة المطردة في نسبة الاصابة بأمراض القلب والفشل الكلوي وغيرهما من الأمراض المستعصية.