شركات أميركية تتنافس لتطوير أحدث تصاميمها

سفن ومركبات للأبحاث والسياحة الفضائية

تصميم مركبة «بوينغ سي إس تي»
TT

يتسابق الكثير من الشركات الأميركية للتنافس في ميدان الفضاء الخارجي في تصميم سفن فضائية للحمولة ومركبات لنقل الرواد، أو وضع مشاريع حديثة للأعوام المقبلة، وذلك في خطط طموحة للقيام برحلات إلى الفضاء القريب والبعيد. وسوف يشهد هذا العام 2013 اختبارات على مراحل الإطلاق والتحليق، وتجارب في إنفاق الاختبارات، وأخرى على صواريخ إطلاق المركبات.

ونشرت شركات «بوينغ» و«سيرا نيفادا» و«بليو أوريجن» و«سبيس اكس» آخر تحديثات مخططاتها لهذا العام 2013. وتشارك كل هذه الشركات - عدا شركة «بليو أوريجن» - في الجولة الثالثة لبرنامج فضائي مشترك مع وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» باسم «برنامج تطوير النظم المأهولة» لتصميم مركبة فضائية للشحن ولنقل الرواد. وعند الانتهاء من مرحلة التجارب ستعلن الوكالة مناقصة لرحلات المركبات الفضائية تلك نحو محطة الفضاء الدولية.

* خطط طموحة

* تستعد «بليو أوريجن» في شهر فبراير (شباط) المقبل لإجراء أولى تجاربها على محرك فضائي من طراز «بي إي - 3»، فيما تتوجه شركة «سيرا نيفادا» باختبار تحليقات لطائرتها المكوكية «دريم تشايسر» (مطاردة الأحلام) Dream Chaser الذي يمكن قيادتها والتحكم بمسارها، في الربع الأخير من هذا العام.

أما شركة «بوينغ» فقد أعلنت عن طرحها لبرامج معدة لتحليق مركبتها التي أطلقت عليها اسم مقصورة «النقل الفضائي التجاري» Commercial Space Transportation 100 (CST - 100) التي تحتوي على سبعة أمكنة، والتي تشابه مركبة «اوريون» Orion التي طورتها شركة «لوكهيد مارتن» إلا أنها أصغر منها.

وتستطيع مركبة «بوينغ» التحليق في الفضاء لفترة تصل إلى 7 أشهر، ويمكن إرسالها من الأرض في رحلات مكوكية لا تزيد عن 10 رحلات. أما «سبيس إكس» فقد كانت الشركة الوحيدة التي أطلقت سفينتها الفضائية «دراغون»، وهي تستعد لاختبار محركات فضائية جديدة لمركبتها اللاحقة.

* سفن ومركبات

* من بين كل السفن الفضائية التي تم تطويرها في القطاع الخاص لم تحلق سوى سفينة واحدة هي سفينة الشحن «دراغون» التي صممتها شركة «سبيس إكسبولوريشن تكنولوجيز» المعروفة اختصارا بـ«سبيس إكس» ومقرها في هوثورن بولاية كاليفورنيا. وقد انطلقت «دراغون» في ثلاث رحلات إلى الفضاء، رحلتان منها نقلت فيها حمولتها إلى محطة الفضاء الدولية، كانت الأولى في مايو (أيار)، والثانية في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2012 الماضي.

وسوف تنطلق «دراغون» في رحلة جديدة في شهر مارس (آذار) المقبل. إلا أن الشركة تطور أيضا نسخة جديدة من هذه السفينة على شكل مركبة لنقل الرواد. وسوف تختلف المركبة في تصميمها عن السفينة في نواحٍ كثيرة.

* مركبة «دراغون»

* سوف يختلف تصميم النسخة الثانية من «دراغون» عن نسختها الحالية، «التي طورت أساسا اعتمادا على تصاميم المركبات الفضائية الموجودة قبلها» وفقا لما أعلنه ايلون ماسك مؤسس شركة «سبيس إكس» أمام مؤتمر جمعية الطيران والفضاء الملكية في لندن نهاية العام الماضي. وأضاف أن المركبة الجديدة ستتمتع «بأرجل يمكن نصبها»، كما ستوظف المظلات - إضافة إلى محركاتها الثمانية من طراز «سوبر دراكو» - لأغراض الهبوط الهادئ.

كما توظف محركات «سوبر داكو» هذه التي توضع حول قاعدة مركبة «دراغون»، لحالات الطوارئ أيضا، إذ يمكنها العمل لدرء حدوث أي عملية إطلاق تشوبها المخاطر، وهي توجه لإزاحة مقصورة المركبة (والرواد الموجودين فيها أيضا) ودفعها بعيدا عن موقع صاروخ الإطلاق. ومن ضمن النشاطات التي أعلنتها الشركة إنهاء عملية تقييم لخطط اختبارات ستجرى نهاية العام الحالي لدرء إطلاق المركبة، وتنفيذ المتطلبات الخاصة بوجود رواد داخل المركبة، وفي يونيو (حزيران) المقبل ستجري عملية تقييم لمخطط دوران المركبة في مدارها وعودتها إلى الأرض. أما في الخريف فستتم عمليات تقييم السلامة ثم تقييم عملية إطلاق صاروخ «فالكون 9» الذي طورته الشركة لإطلاق المركبة.

* «طائرات أجرة» فضائية

* ويهدف تطوير مركبة «دراغون» الجديدة إلى منافسة الشركات الأخرى بهدف الفوز بعقود مع وكالة «ناسا» الفضائية لإرسال مركبات فضائية مأهولة من القطاع الخاص، أي «طائرات أجرة فضائية» إلى محطة الفضاء الدولية.

وسوف تحصل كل شركة تفوز بالعقد على 10 ملايين دولار، مع فترة تمتد 15 شهرا لإثبات قدرتها على عرض تصاميم لسفن فضائية وصواريخ لإطلاقها مدعوم بالمعطيات اللازمة، لأغراض النقل الموجه نحو محطة الفضاء الدولية.

وقد فازت شركات «سبيس إكس» و«بوينغ» و«سيرا نيفادا» بالعقود الأولى مع وكالة «ناسا». وطورت «بوينغ» تصميما لمقصورة فضائية لسبعة رواد التي ستطلقها صواريخ «أطلس 5» التي تنتجها شركة «يو إل إيه». ويتوقع، مثلها مثل مركبة «دراغون» الجديدة، أن تهبط على الأرض بهدوء بعد عودتها من الفضاء. ويشمل تصميم «بوينغ» وسائد هوائية تؤمن سلامة الهبوط الهادئ، إضافة إلى نظام إيقاف المركبة بالدفع العكسي.

أما شركة «سيرا نيفادا» فقد طورت طائرة «دريم تشايسر» (مطاردة الأحلام) Dream Chaser التي استند تصميمها على سفينة شحن من طراز «إتش إل - 20» كانت وكالة «ناسا» قد عكفت على دراستها قبل ربع قرن. وهي تستخدم صواريخ من طراز «أطلس 5» للإطلاق.

وقد خضع نموذج «دريم تشايسر» عام 2012 الماضي للاختبار في رحلة تحليق مع طائرة هليكوبتر رفعتها إلى الأعلى. ويتوقع أن يتم تحليق هذه الطائرة الفضائية غير المأهولة في النصف الأول من هذا العام بسرعات قليلة لدراسة عملية النزول ثم الهبوط على الأرض في مركز درايدن لأبحاث التحليق في كاليفورنيا التابع لوكالة «ناسا». وتشابه هذه الاختبارات تلك التي أجرتها «ناسا» على المكوك الفضائي قبل إطلاقه لأول مرة.

* سياحة فضائية

* وبينما تتهيأ هذه الشركات العاملة على تطوير نظم الفضاء البعيد، لإرسال سفنها ومركباتها الفضائية في مهماتها بعد عام 2015، فإن شركات السياحة الفضائية تركز جهودها على إنشاء نظم يمكنها التحليق في مدارات اقرب إلى الأرض، تتخطى الغلاف الجوي وتصل إلى حافة الفضاء القريبة من دون الدوران حول الكوكب الأرضي. ويشهد عام 2013 ميلاد تصاميم لمركبات جديدة فقد أعلنت شركة «إكس سي أو آر آيروسبيس» عن شروعها ببناء الطائرة الصاروخية «لينكس 1» التي لن تستطيع التحليق ابعد من 62 ميلا (100 كلم) أي إلى الحافة ما بين نهاية الغلاف الجوي وبداية الفضاء. وستشكل هذه الطائرة مخططا لطائرة «لنكس 2» التي ستطير إلى ارتفاعات أعلى. وسيخضع النموذج الأول للطائرة لتجارب التحليق طيلة هذا العام، قيما سيخضع النموذج الثاني لها للتجارب العام المقبل.

أما مصممو طائرة «سبيس شيب 2» SpaceShipTwo من شركة «فيرجن غالاكتيك» التي خضعت لـ22 اختبارا وتجربة للتحليق بين نهاية عام 2010 وصيف عام 2012 فقد نجحوا في تطوير محرك هجين يعمل بالوقود الصلب، وهم يأملون في إطلاقها في رحلة بواسطة صاروخ. وقد حصلت الشركة في مايو (أيار) العام الماضي على إجازة لإجراء تجارب على إطلاق الطائرة من إدارة الطيران الفيدرالي الأميركية، وهي الهيئة المشرفة على شؤون الطيران الفضائي التجاري المأهول. ويتوقع أن تنطلق أول رحلة لها هذا العام.