نظم ضوئية لوقاية راكبي الدراجات

منها العادية والمطورة بتقنيات الليزر

نظام «بليز لايت» الذي يرسل صورة بالليزر لراكب الدراجة أمام الدراجة
TT

تحصل مشاكل الطريق للكثير من راكبي الدراجات الهوائية، فالسيارة التي كانت تمر بجانبهم قد تميل فجأة نحو اتجاههم، أو تمر قريبا منهم جدا، حتى إنهم يكادون يشعرون بحرارة غازات العادم التي تبثها. وكان الدفاع الوحيد بيد هؤلاء «الدراجين» خلال السنوات الماضية، هو ملابسهم البراقة، والمصابيح الوهاجة العاملة على البطاريات، وذلك الجرس التقليدي القديم برنته المعروفة.

لكن الأمور شرعت تتغير، بفضل مصابيح الإضاءة المحسنة العاملة بالصمام الثنائي الباعث للضوء (إل إي دي)، والشرائح الصغيرة، والهواتف الذكية، عندما بات بمقدور الدراجات أن يكون لها أبواق ذات صوت عال، ومصابيح تضيء لدى كبس المكابح، فضلا عن إشارات الانعطاف، وكل ما يمت إلى الإضاءة بصلة.

* تقنيات تحذير صوتية

* إحدى هذه المعدات وتدعى «لاود بايسكل» Loud Bicycle (الدراجة ذات الصوت العالي)، هو زمور كزمور السيارة. فقد ذكر عدد من راكبي الدراجات أنهم يتوقون إلى إرسال صوت فعال لتنبيه سائقي السيارات حول النقاط العمياء التي تحجب الرؤية عن بعض الأقسام المحيطة بالسيارة. ولكون الأجراس المعدنية التقليدية ينقصها الصوت العالي، فإن الصراخ يجعل الأمور أكثر سوءا مع السائقين من ذوي الطباع العدوانية.

وهكذا خرج واحد منهم وهو جوناثان لانسي، من مدينة بوسطن، بما هو في الواقع ببوق سيارة مركب على دراجة. ويبلغ حجمه نحو ست بوصات، ويجري تركيبه على ساعد مقود الدراجة. والمهم هنا، هو أن له نغمتين من الصوت تشبهان صوت سيارة «السيدان» المقبلة. وتمكن لانسي من جمع 52 ألف دولار على موقع «كيكستارتر»، وهو موقع لجمع المال اجتماعيا، رغم أنه شرع يستقبل الطلبات سلفا بعد أن حدد سعر الوحدة بـ95 دولارا.

وبالنسبة إلى راكبي الدراجات الراغبين في الحصول على صوت بوق السيارة العالي عادة، لكنهم غير راغبين في تخويف الناس العاديين في الشوارع، هنالك «أوروب سمارت هورن» (Orp Smart Horn)، الذي هو مشروع آخر في «كيكستارتر» الذي سيتوافر للمستهلكين في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

والبوق هذا الذي يركب على مقود الدراجة، ويضم مصباحا يقوم بالنبض مع كل زمور، ومزود بمفتاح يبث لحنا ثلاثي النغم لاستخدامه في الممرات التي يتشارك فيها الدراجون مع المارة العاديين. أما بالنسبة إلى الطرقات العادية، فله صوت إلكتروني عالي النبرة قريب من نفخ البوق الذي نسمعه عادة في دراجات «فيسبا» الآلية الصغيرة. وهو بتكلفة 50 دولارا، كما يقول صانعه توري أورزيك من بورتلاند في ولاية أوريغون بأميركا.

كذلك، حصلت هنالك فورة في منتجات مصابيح الدراجات من جميع الأنواع. فثمة جهاز من إنتاج شركة «فيلو» مثلا يأتي مع مصابيح تركب على نهاية مقود الدراجة بزاوية معينة، بحيث يمكن رؤيتها من الجانبين والخلف، كما يقول كاليب لندبيرغ الذي يعمل مع شركة لتوريد الدراجات في ولاية إيوا. وتشغيل الإشارات لاسلكيا هي فكرة أخرى يفضلها راكبو الدراجات الراغبون في وضع أياديهم دائما قريبة من المكابح، كما يقول لندبيرغ.

* مصابيح إشارة

* وتقوم شركة «بايسيغنالس»، التي مقرها بريطانيا، ببيع نظام مصابيح إشارة يركب في مقدمة الدراجات ومؤخرتها، ويعمل لاسلكيا بسعر 70 دولارا للواحد منها، في حين تقوم «بزنرونيكس» بتسويق إشارات استدارة خلفية على شكل سهم يركب تحت المقعد مقابل 46 دولارا. ويمكن حاليا إنفاق بضع مئات من الدولارات على الأضواء الأمامية للدراجة هذه الأيام. فمقابل 300 دولار، هنالك نظام «تاز 1200» (Taz 1200) الذي تنتجه شركة «لايت آند موشن» في مونتري بكاليفورنيا، الذي ذكرت «نيويورك تايمز» أن منتجيه يزعمون أنه يولد أشعة ضوئية أكثر من أشعة مصباح السيارة الأمامي العادي بمقدار الثلث. وهو يصلح لركوب الدراجات في الطرق المظلمة جدا. لكن بالنسبة إلى مرتادي الطرق العادية، هنالك خيارات في متناول الجميع.

والجديد في السوق هنا، هو نظام «سيرفاس ثندربولت» (Serfas Thunderbolt)، الذي هو عبارة عن مصابيح أمامية وخلفية يمكن شراؤها مستقلة، ويمكن تركيبها بسهولة على الدراجة برباط، مع إعادة شحنها عن طريق شريط «يو إس بي». وهي شديدة الوهج بتكلفة 45 دولارا، ومع ذلك لا تحتاج إلى إعادة الشحن إلا بعد 9.5 ساعة من الاستخدام المتواصل.

وجميع مصابيح اليوم الأمامية والخلفية هي من نوع الصمام الثنائي الباعث للضوء (إل إي دي)، ولها نمط ثابت ووماض يعمل بكبسة زر. ولعل أحد المنتجات التي لاقت اهتماما كبيرا أخيرا هو «هيليوس» (Helios handlebar) المصابيح الأمامية التي يمكن وصلها إلى تطبيق في الهاتف الذكي لقياس السرعة، كما يمكن إعداد النظام لتغيير لون إضاءة المصابيح الخلفية لدى كبس المكابح، أو استخدام إشارات الانعطاف.

لكن وجود نظام «جي بي إس» يفعل أكثر من ذلك بكثير، فهو يمكنه تعقب مكان الدراجة في حال سرقتها، ووصلها إلى «خرائط غوغل» لمعرفة الاتجاهات، وبالتالي إضاءة المصابيح الأمامية أتوماتيكيا لدى الاقتراب من الوجهة النهائية.

ويعتبر «روفرلايتس» مشروعا آخر في «كيكستارتر». فالنظام هذا يعمل ببطاريات «ليثيوم - أيون»، ويجري تركيبه على العجلتين الأمامية والخلفية، ويمكن رؤيته من الأمام والجانبين كدائرتين ضوئيتين كاملتين أثناء سير الدراجة، وكأضواء وماضة لدى توقفها. وهو بتكلفة 139 دولارا بالنسبة لكل عجلة، وبتكلفة 229 دولارا للزوج منها.

وأخيرا، هنالك الليزر مثل «إكسفاير» (Xfire) الذي هو عبارة عن شعاعين حمراوي اللون ينبعثان من جانبي الدراجة، بغية إيجاد نوع من الوهم بأن هنالك مسارا عريضا للدراجة خلافا للواقع، وجعل السائقين الآخرين يدركون ذلك. وهو بسعر 30 دولارا مع بطارية تشحن بواسطة «يو إس بي».

وهنالك طبعا الحل الآخر، وهو طلاء الدراجة برمتها بطلاء مشع يعكس الضوء: «فكلما كان الجسم وهاجا وساطعا أكثر، كان ذلك منظورا وقابلا للمشاهدة من الطرف الآخر»، وفقا لزاش شاو المؤسس المشارك لـ«بيور فيكس سايكلس» إحدى شركات الدراجات في بيربانك بولاية كاليفورنيا.