نظام لا سلكي لتعقب الأشخاص عبر الجدران

بتوظيف ثلاثة هوائيات

TT

كلنا يدرك مدى روعة محطة «مايكروسوفت» الطرفية «كينيكت»، فهي قادرة على تعقب موقع الشخص في غرفة من دون الحاجة لأن يحمل جهازا للبث. وهي قادرة أيضا على قراءة حركات يديه وإيماءاتهما، وفهم الأوامر الصوتية، والتعرف على تعبيرات الوجه، وحتى قياس ضربات القلب. لكن المحطة لا تعمل سوى في الغرفة الموضوعة بها، وتعتمد على الكثير من الكاميرات لأداء مهماتها.

لكن ما طوره معهد «إم آي تي» هو عبارة عن مستشعر جديد لتعقب الأفراد، ليس هو بدقة «كينيكت»، لكنه يستطيع القيام بأشياء لا تستطيعها «كينيكت»، ألا وهي تعقب حركة الأشخاص عبر الجدران. فبدلا من استخدام الكاميرات، يستخدم جهاز «إم آي تي» ثلاثة هوائيات لاسلكية توضع على مسافة متر بين الواحدة والأخرى، تقوم بقياس انعكاسات الموجات الراديوية من الشخص الذي يتحرك في الجانب الآخر من الجدار. وعن طريق عملية التثليث يمكن تحديد موقع الشخص المتحرك على شاشة الجهاز حتى حدود 10 سنتيمترات.

ورغم رغبة الباحثين في مختبر علوم الكومبيوتر والذكاء الصناعي التابع للمعهد المذكور دفع هذه التقنية إلى الأسواق، فإن هناك بعض العراقيل التي ينبغي تذليلها، قبل تحويلها إلى سلعة تجارية. وإحدى هذه المسائل هو مدى سهولة التداخل مع النظام هذا. ففي الوقت الراهن، يمكن تعقب شخص واحد عن طريق استخدام الجهاز، وأي شخص آخر يتحرك في المكان ذاته، قد يسبب تداخلا وتشويشا. بيد أن طريق تكرار عمليات البحث وتهذيبها، يأمل الباحثون إمكانية تعقب عدة أشخاص دفعة واحدة على شكل خيالات، أو صور ظلية كما يفعل «كينيكت».

كما أن الحجم الإجمالي للوحدة ليس عمليا مطلقا، وينبغي تصغيره وتقليصه قبل إنتاجه تجاريا. ويعتقد باحثو «إم آي تي» أن للنظام الكثير من الإمكانات التي يمكن من خلالها تعقب الأشخاص في محلات البيع، أو الأشخاص المسنين الخاضعين للعناية الصحية، خشية وقوعهم، أو عدم تحركهم لفترة طويلة.

ومع المزيد من الأبحاث والتطوير المنتظر بغية تهيئة المنتج لاستخدامه في العالم الحقيقي، فقد تمضي سنوات قبل أن يتحقق ذلك تماما.