روبوت يمكن ارتداؤه على ساعد اليد.. لحمل الأثقال

يساعد المعاقين والمسنين التواقين إلى حمل أحفادهم

TT

هل أنت بحاجة إلى رفع شيء ثقيل؟ إليك جهازا روبوتيا اخترعه طلاب يدرسون الهندسة يساعد في رفع ثقل إضافي بمقدار 18 كيلوغراما. وهذا الوزن يضاهي وزن طفل عمره أربع سنوات، إذ يقوم ساعد الربوت بجعل ثقل الطفل مضاهيا لرفع كوب من الشاي. ويبدو «ذراع تيتان» (Titan Arm) هذا أشبه بزي بطل متفوق، لكن مبتكريه يقولون إنه مصمم للأشخاص العاديين من الذين يعانون الإعاقة الجسدية، أو هم في مرحلة التأهيل الجسدي، أو الذين يحتاجون إلى قوة عضلية إضافية للقيام بأعمالهم.

وعلى الصعيد الفني، فإن الجهاز هذا ليس موصولا بأسلاك خارجية، وهو يركب على الجزء العلوي من الجسد، ويعمل بالبطارية لتحريك الذراع الموصولة إلى الرزمة المركبة على الظهر. وحاز الفريق الذي اخترع وصمم ذراع «تيتان» هذا الكفء جدا على صعيد التكلفة، ما لا يقل عن 75 ألف دولار من الجوائز.

ويقول روبرت كاربك، رئيس دائرة الهندسة الميكانيكية في جامعة بنسلفانيا: «إنهم شيدوا شيئا يمكن للأفراد الرجوع إليه عند الحاجة». وأضاف: «طبعا، فإنه يمت بوضوح إلى ما نشاهده في أفلام الخيال العلمي عندما يستخدم الرجل المتفوق هيكلا خارجيا لتعزيز قواه».

* روبوتات الذراع وقد شيد المشروع على أساس دراسات حالية طالت مثل هذه المعدات الجسدية، التي ندعوها أحيانا «الروبوتات التي يمكن ارتداؤها». وكانت شركات الأبحاث قد شيدت هياكل خارجية لاستخدامها في الأجزاء السفلية من الجسم البشري التي من شأنها مساعدة المشلولين والمعاقين جسديا على السير، رغم أن الطرز الحالية لم يوافق عليها بعد لبيعها بالتجزئة وقد تكلف نحو 100 ألف دولار. ويعمل «ذراع تيتان» هذا بالتركيز على مفصل ميكانيكي واحد، وهو الكوع، مما يوفر للمستخدم قوة إضافية قدرها 18 كيلوغراما. وقرر الفريق استخدام نظام التشغيل بالكابل، أي بطريقة مماثلة لمكابح الدراجة الهوائية. وتستمد الذراع قوتها من رزمة بطاريات يمكن ارتداؤها على الظهر بغية تسهيل الحركة المراد تحقيقها.

ويقوم مقبض يدوي بالتحكم في الكابلات الآلية، التي تقوم بعمليات رفع الذراع وتنزيلها، كما تقوم المستشعرات بقياس مدى حركة مرتدي الجهاز لمساعدته على تعقب مدى نجاح العملية.

وكان طلاب جامعة بنسلفانيا قد اندفعوا إلى هذا العمل، آملين إعادة قدرة الحركة إلى الأشخاص الذين يعانون الصدمات والرضوض، ومساعدة الآخرين أيضا من الذين يقومون بأعمال متكررة ثقيلة لمنع تعرضهم للأذى، وفقا لنيك باروتا أحد أعضاء الفريق الذي تابع قائلا: «عندما شرعنا نتحدث إلى المعالجين الجسديين الذين من المتوقع أن يستخدموا الجهاز هذا، أو الذين تعرضوا لإصابات، ازدادنا اندفاعا وتحفزا». وكان باروتا وزملاؤه في الصف الدراسي، مثل إليزابيث بياتي، ونيك ماغ جل، ونيكو فلاديميروف، قد انطلقوا في العام الماضي بمشروع لتطوير جهاز خفيف الوزن، يكون في متناول الجميع سعرا، ويركب على ذراع اليمين. وتقول بياتي في حديث نقلته «الدايلي ميل» البريطانية، إنهم قاموا بنمذجة قطع وأجزاء مستخدمين طابعات ثلاثية الأبعاد، وبرامج تصميمية كومبيوترية، ليصنعوا في النهاية غالبية الأجزاء من الألمنيوم. ويكلف الإنتاج النهائي أقل من 2000 دولار، ويزن نحو 8 كيلوغرامات، أي أقل من حقيبة الظهر التي تحملها بياتي معها عادة.

وقد لاقت ذراع «تيتان» استقبالا حارا من الذين يتوقعون استخدامها، خاصة الأجداد والجدات التواقين إلى حمل أحفادهم، من الذين لا يستطيعون ذلك بمفردهم. «فقد وجدنا أن بعضهم لا يستطيع حتى حمل مقلاة من حديد الصلب لتحضير وجباته الغذائية». ويقول الخبراء إن المعمرين من السكان يمثلون قاعدة استهلاكية واسعة لمثل هذه الهياكل الآلية الخارجية، التي جرى البحث فيها أصلا للاستخدامات العسكرية.

وهنالك بالتأكيد سوق لهذه المعدات، لكنها شرعت تبرز ببطء نظرا لأنها ليست كاملة التجهيز بعد. وكان تصميم ذراع «تيتان» قد أعجبت يونغ - لاي بارك الأستاذ المساعد في علوم الروبوتات بجامعة «كارنيغي ميلون» في مدينة بتسبرغ الأميركية. فقد لاحظ أن تكلفتها المتدنية تعود إلى قطعها وأجزائها فقط، وليس الرواتب وتكلفة التسويق التي تتضمنها عادة المنتجات الأخرى. وتتركز أبحاث بارك حاليا على جعل الهياكل الخارجية أقل ملحوظية، كأن تكون على شاكلة معدات «الرجل الوطواط»، وليس «الرجل الحديدي».