شاشة عرض شفافة.. بسعر متهاود

تعرض بيانات الملاحة على الزجاج الأمامي لمقصورة القيادة في الطائرات

TT

قد لا يكون المستقبل مستمدا بشكل صحيح من عالم الخيال العلمي من دون وجود شاشات العرض المجسمة الثلاثية الأبعاد (هولوغرافية). لكن من حسن الحظ أن الباحثين في معهد ماساشوستس للتقنيات (إم آي تي) نشروا أخيرا دراسة حول «الاتصالات الطبيعية» معلنين فيها عن شاشة عرض بسعر معقول من شأنها أن ترضي حاجاتنا العلمية كافة. وعلى الرغم من أنها المرة الأولى بالكاد التي يجري فيها عرض صورة على الزجاج، فإن هذه الطريقة الجديدة التي ابتكرتها «إم آي تي» غير مكلفة، لأن شاشة الفيديو هذه لا تكلف سوى 10 دولارات لصنعها.

والجزء المعني هنا مخبأ ضمن طبقة رقيقة من صفائح البلاستيك موضوعة على الزجاج ذاته، كما يقول مارن سولجاسك أستاذ الفيزياء في المعهد المذكور، الذي شارك في البحث، فالنوافذ عادة تكون شفافة نظرا لأن الضوء يمر منها من دون أي عائق. لكن عندما قام سولجاسك ورفاقه برش جزيئات دقيقة من الفضة على الجزء المعني من الشاشة، قامت الأخيرة هذه بعكس ألوان محددة من الضوء إلى المشاهد. ولدى تسليط ضوء أزرق عن طريق جهاز عرض بالليزر، ارتد عن صفيحة البلاستيك منتجا صورة واضحة على سطح يمكن الرؤية عبر سطحه.

ويبدو البلاستيك شفافا في الأساس، لكن إذا عرضته بالطول الموجي المناسب من الضوء، فإنه يتبعثر بقوة، منتجا صورة على الزجاج، وفقا إلى سولجاسك. وفي الوقت الذي تقوم فيه أجهزة العرض الزجاجية الحالية بتسليط الصور مباشرة على العين، يجري الوصول إلى الرسائل المعروضة على الشاشات المرشوشة بالجزيئات الدقيقة من الزوايا كافة. وبذلك يمكن لتقنية العرض العريضة الزاوية هذه ذات الكلفة المتدنية، عرض بيانات الملاحة الجوية على الزجاج الأمامي لمقصورة القيادة في الطائرات، ونشر الإعلانات على الجوانب الزجاجية لناطحات السحاب. لكن يتوجب أولا على سولجاسك تطوير جزيئات دقيقة يمكنها من عكس الألوان الثلاثة الرئيسة إلى المشاهد. وحال قيام الزجاج بعكس اللونين الأحمر والأصفر، إضافة إلى الأزرق، فإن أي مجموعة من الألوان ستكون ممكنة. لذا يقوم سولجاسك بدراسة إمكانية تصميم جسيمات متناهية الصغر تعكس الألوان الثلاثة الرئيسة جميعها.