سلاح ليزر عالي الطاقة مصنوع من الألياف الضوئية

لتدمير الأهداف المعادية من بعد

TT

يحلم العسكريون الأميركيون بسلاح ليزري صغير، لكنه شديد المفعول، يمكنه تدمير الصواريخ المعادية والطائرات من دون طيار، من مسافة مأمونة. لكن السلاح الحالي الذي جرى عرضه حتى الآن كان كبيرا وثقيلا لا يمكن تركيبه على عربات «همفي»، ولا حتى على الطائرات المقاتلة. كما أنه من الصعب تبريده. وهذا ما دفع اللاعبين الرئيسين في قطاعات الصناعة الدفاعية إلى التحول إلى أسلحة الليزر الليفية لتحويل الحلم إلى حقيقة.

* ليزر قوي وفي هذا السياق، عرضت شركة «لوكهيد مارتن» سلاحا ليزريا ليفيا بقوة 30 كيلوواط. وكانت الشركة قد نجحت في مايو (أيار) من العام الماضي، في إسقاط صواريخ عن طريق سلاح ليزر ليفي نقال بقوة 10 كيلوواط من مسافة 1.5 كيلومتر. وذكرت الشركة في بيان صحافي أن إنجازها الأخير هذا، هو أكبر قوة تمكنت من توثيقها، مع الاحتفاظ بجودة الشعاع وفعاليته الكهربائية، وأن السلاح هذا يستهلك نصف الطاقة التي تستهلكها أسلحة الليزر التقليدية الأخرى التي تعمل بحالة الصلابة. وكانت شركتا «إم بي دي إيه سيستمز»، و«رايثون غرومان»، قد أفادتا جميعها بإنجازاتهما في مضمار أسلحة الليزر الليفية خلال السنتين الماضيتين. وفي أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2012، أفاد الفرع الألماني لشركة «إم بي دي إيه سيستمز» بأنه استخدم نظاما بقوة 40 كيلوواط، لإسقاط مدفعية طائرة (طائرة مجهزة بمدفعية متنوعة) من مسافة كيلومترين. وكان النظام هذا قد شيد من أربعة عناصر، قوة كل منها 10 كيلوواط، من إنتاج «آي بي جي فوتونكس» المتخصصة في صناعة الليزر الليفي. كذلك تعمل شركة «نورثروب غرومان» حاليا في تطوير ليزرات ليفية عالية الطاقة، تلبية للكثير من العقود العسكرية والدفاعية، بما فيها عقد بموجب مبادرة «روبوست إلكتريك لايزر» من سلاح المشاة الأميركي (القوات البرية).

* ألياف ضوئية ويستخدم الليزر الليفي نوعا خاصا من الألياف الضوئية كمادة مشعة للضوء، بدلا من البلورات المشبعة بالـ«نيوديميوم» المستخدمة في أسلحة الليزر التقليدية بحالة الصلابة. ونظرا لأن الليف هذا يمكن لفه وجدله، تمكن المطورون «حشد» المزيد من الطاقة في هذا النظام الصغير المدمج. ويمكن أن تكون فعاليته، أو كفاءته ضعفي أسلحة الليزر التقليدية بحالة الصلابة، لأن السطح الأوسع بالنسبة إلى الحجم، يجعل الألياف أكثر سهولة عند تبريدها. لكن للسلاح هذا محدوديته أيضا، إذ إنه وبوحدة واحدة من الألياف، لا يمكنها تحقيق الطاقة العالية المنشودة بنوعية عالية للشعاع. لذا، فإن النظم عالية الطاقة منها، بما فيها ذلك التابع لـ«لوكهيد مارتن»، تقوم بجمع الإشعاعات من وحدات متعددة لليزر الليفي، في إشعاع واحد عالي النوعية. ويعتقد البعض أن المؤشر الموضوع من قبل العسكريين للوصول إلى سلاح بقوة 100 كيلوواط، قد يشكل تحديا بالنسبة إلى أسلحة الليزر الليفية.

والمؤشر هذا أساسه مشروع لسلاح المشاة الأميركي يعود تاريخه إلى عقد خلا من الزمن، ونص على أن تدمير هدف متحرك من مسافة كيلومتر، أو كيلومترين، يتطلب مثل هذه الطاقة، غالبا للتغلب على انتشار شعاع الليزر. لكن هذه التقنية قطعت اليوم أشواطا كثيرة منذ التحديد الذي جاءت به شركة «آي إي ئي ئي سبيكتروم» في مقال نشرته بعنوان «المدافع الشعاعية تتحول إلى حقيقة». لكن بعض الخبراء يتساءلون حول ضرورة سلاح مثل هذا بطاقة 100 كيلوواط، فقد بينت عروض هذا السلاح بما لا يقبل الشك، أن الأنواع منه بقوة العشرات من الكيلوواط تقوم بالمهمة الموكولة إليها تماما.