تطبيق يرصد صوت الخطر

يحاكي الأسلوب الذي تعمل به الأذن

TT

تقوم شركة جديدة ناشئة بتطوير تقنية لجعل الآلات تتعلم، وبذلك تحاكي الأسلوب الذي تعمل به الأذن، مما يجعل من السهل على الهواتف الذكية والأجهزة التي يمكن ارتداؤها على الجسم، الإصغاء باستمرار إلى أصوات الخطر وإنذاراته.

وستقوم شركة «وان ل أيما» بإظهار بعض قدراتها في تطبيق يدعى «أوديو أوير» Audio Aware، الذي يعني تنبيه ضعاف السمع من مستخدمي الهواتف الذكية، و«المشاة من سارحي الخيال». وسيعمل على خلفية هاتف ذكي «أندرويد»، والذي سيتحرى الأصوات مثل صرير إطارات السيارات التي تضطر إلى التوقف فجأة، وصفارات الإنذار، وشد انتباهك إليها عن طريق قطع الموسيقى التي تستمع إليها على سبيل المثال. وسيأتي هذا التطبيق متعرفا على الأصوات التي تنم عن المخاطر، كما يمكن للمستخدمين إضافة أصواتهم الخاصة إلى التطبيق، والتشارك بها مع الآخرين.

وتأمل «وان ل أيما» أن تثير إعجاب صانعي الأجهزة التي يمكن وضعها على الجسم القادرين على إدخال هذه التقنية في النظارات والساعات الذكية، وأجهزة مراقبة اللياقة البدنية.

وبمقدور تطبيق «أوديو أوير» فعل الكثير من مجرد التنبه إلى الأخطار، إذ يمكنه رصد الحالات الصحية ومراقبتها، والتمارين الرياضية، وحتى المواقع، عن طريق الإنصات إلى الأصوات التي تحيط بها. وقد يرغب هواة مراقبة الطيور استخدامها لمعرفة الفرق بين أجناسها عن طريق رصد صوتها.

وجوهر تقنية «وان ل أيما» هو ما تسميه الشركة «الأذن الصناعية»، فعندما يدخل الصوت إلى الأذن، يقوم بعبور قوقعة الأذن الحلزونية المبطنة بخلايا صغيرة من الشعر، التي ترتج مثل الشوكة الرنانة لدى تعرضها لذبذبات معينة. والأذن الصناعية «وان ل أيما» هي نسخة برنامج من ذلك، أي بنك من الشوك الرنانة الرقمية التي تقيس الأصوات. وهي ترتكز على عمل أحد مؤسسيها العالم ديفيد تشينغ وغيره، الذي أنجزوه في جامعة «إلينوي» في أميركا.

وتقول الشركة إن هذا الأسلوب قد يكون أكثر سرعة ومرونة من غيره من الأساليب الأخرى الشائعة لتحليل الذبذبات المختلفة للترجرجات التي نسمعها كأصوات.

وبالنسبة إلى «أوديو أوير»، فهو يعمل عن طريق الإصغاء عبر ميكروفون الهاتف الذكي، كما يقول تشينغ، بحيث يقوم بصورة دائمة بمقارنة ما يسمعه بالكليشهات المحفوظة من أصوات التنبيه والإنذار التي يريد التعرف إليها. وعندما يسمع ما فيه الكفاية من المقارنة، كصوت بوق السيارة مثلا، يقوم بإلغاء أي صوت آخر قد تسمعه، ومن ثم تطبيق نسخة مكبرة للصوت الذي يلتقطه.

وسيكون بمقدور «أوديو أوير» العمل من دون الدخول إلى الشبكات اللاسلكية، لكنه بحاجة إلى بث الأصوات إلى خادم بعيد لدى تعلم أصوات جديدة في بلد جديد، حيث صفارات الإنذار على سبيل المثال مختلفة عن الوطن الأم.

لكن هل بمقدور التطبيق القيام بكل ما يتوجب عليه لتنبيهك قبل أن تصبح أمام خطر السيارة المقبلة عليك؟ تشينغ يقر بهذا التحدي، لكنه يعتقد أن البرنامج يستخلص السمات السمعية بسرعة تمكنه من مساعدة مستخدميه في الزمن الحقيقي. غير أن تقنية «وان ل أيما» ليست مضمونة تماما. وأجرى تشينغ عرضا حول إمكانية هذه التقنية إلتقاط أصوات متعددة، بما فيها صوت الزجاج المنكسر، وجرس الباب، وبوق السيارة الممتزجة جميعها بضجيج الراديو، ومواء القطط في منزله. ومع أن البرنامج تمكن من التعرف على صوت الزجاج المنكسر، لكنه أخفق أيضا بالتعرف على صوت جرس الباب كما تذكر مجلة «تكنولوجي ريفيو» الأميركية. وقد يمكن مع مرور الوقت أن يتعلم النظام هذا الفرق.

ويقول ريتشارد ستيرن الأستاذ في جامعة «كارنيغي ميلون»، الذي يقوم بأبحاث للتعرف على النطق، إن أساليب معالجة الأصوات التي تعتمد على أعمال قوقعة الأذن، أصبحت شائعة جدا، نظرا لأن قوة المعالجة الكومبيوترية أصبحت رخيصة الكلفة مع مرور الزمن. وأضاف أن التنبه إلى كيفية قيام النظام السمعي بمعالجة الإشارات، قد يكون أمرا مساعدا في التعرف على الأصوات في البيئات العالية الضجيج بصورة خاصة. لكن تعقيدات الأصوات التي نواجهها يوميا تعني أن نظم التعرف على الصوت تحاول التوجه نحو إشارة واحدة من بين الكثير من الإشارات، وبذلك يكون من الصعب افتراضيا التوقع مستقبلا بكيفية الجمع بين هذه الإشارات، فالبشر ما يزالون متقدمين كثيرا على الكومبيوتر في هذا المجال.