تنزيل مئات الأفلام في الثانية بأسرع إنترنت في العالم

باحثون أوروبيون نجحوا في تصميمها

TT

ما البلد الذي يملك أسرع إنترنت في العالم؟ هذا يعتمد على السائل، وكيفية قياس ذلك، لكن كوريا الجنوبية هي القطر الذي يترأس اللائحة، فمعدل السرعة هناك هي ضعف تلك الموجودة في الولايات المتحدة. لكن هذه هي سرعة النطاق العريض التي تتوفر تجاريا، ولكن ماذا عن السرعات التي تنجز في المختبرات؟

لهذا الغرض علينا التوجه إلى أوروبا، حيث سجل الباحثون في الدنمارك رقما قياسيا عالميا في سرعات بث البيانات عبر توصيلة بليف واحد من ألياف الليزر، وهو النوع الذي تستخدمه غالبية الشبكات في العالم.

قد تمكن العلماء في الجامعة الفنية (دي تي يو) هناك من ضخ 43 تيرابتس من البيانات في الثانية الواحدة Tbps عبر ليف ضوئي واحد، عن طريق مرسل ليزري واحد. وهو ما يعادل 5.4 تيرابايتس في الثانية الواحدة TBps، أو 5. 375 غيغابايتس في الثانية الواحدة GBps.

ويمكن عن طريق مثل هذه السرعة تنزيل في وقت واحد، أكثر من 1300 فيلم سينمائي عالي الوضوح والتحديد، خلال ثانية واحدة، كما يمكن نقل محتويات قرص صلب تبلغ تيترا بايت واحد في أقل من خمس الثانية.

وفي مقارنة لمثل هذه السرعات لمعدلات السرعة المتوفرة في الولايات المتحدة، فإنه استنادا إلى «أكاماي» تبلغ السرعة كمعدل عام 10.5 ميغابت بالثانية الواحدة. وتضع «أوكلا» ذروة السرعة بحدود 26.7 ميغابت بالثانية، وهو أمر لا بأس به لبلد هو في المرتبة الـ27 في الترتيب العالمي لسرعات الإنترنت. وهذا ما يتيح للأميركي العادي تنزيل فيلم واحد عالي الوضوح خلال 50 دقيقة.

والرقم العالمي الجديد هو ضعف الرقم السابق البالغ 26 تيترابت بالثانية، الذي سجله الباحثون الألمان في عام 2011.

والمدهش هنا حيال هذا الإنجاز الكبير، ليس السرعة، بل التقنية التي ينطوي عليها، لا سيما أنها من النوع، أو الدرجة التجارية، وهذا يعني أنها ممكنة تجاريا.

وكان الباحثون في الجامعة الفنية بالدنمارك قد عرضوا إمكانية نقل مجموعات من البيانات بسرعة بلغت بيتابت واحد (1000 تيرابت) بالثانية الواحدة، مستخدمين مئات الليزرات عبر خطوط متعددة من الألياف الضوئية، لكن كانت هذه الشبكات غير عملية تجاريا، إلى درجة أضحت عديمة الجدوى.

وفي أوائل العام الحالي، تمكنت شركة «الكاتيل - لوسينت» الفرنسية، و«بريتش تيليكوم» (بي تي) البريطانية، من تحقيق سرعات بالنطاق العريض بواسطة خطوط الألياف الضوئية بلغت 1.4 تيترابت بالثانية الواحدة، مستخدمين العتاد التجاري المتوفر حاليا. ورغم تواضع هذا الإنجاز مقارنة بالإنجاز الدنماركي، لكنه كان مثيرا للإعجاب. في هذا الوقت تعهدت كوريا الجنوبية باستثمار 1.5 مليار دولار لتشييد شبكة لاسلكية «5جي» في عام 2020 بسرعة غيغابايت واحد بالثانية.

لكن بغض النظر عن مدى جاذبية مثل هذه السرعات الكبيرة، فإن شركات مثل «كومكاست» أو «تي دبليو سي» لا تتوقع الاستثمار بها في وقت قريب، والسبب كما يقولون إن الاتصالات بالسرعات العالية هي ممارسة غير سديدة على صعيد المفاخرة ليس إلا، وليست مطلوبة من قبل المستهلك الأميركي العادي.