الكحول يؤدي إلى تجعد الجلد وجفافه

TT

الإدمان على الكحول من الأمراض المتفشية، وينتج عن تناول كميات عالية من الكحول ولفترة طويلة من الزمن تتراوح بين 10 و15 سنة، ومن الصعوبة تحديد السبب الذي يعود إليه انتشار مرض الكحولية (الادمان الكحولي) على وجه الدقة، لأن الأسباب التي تؤدي الى الكحولية كثيرة جدا، لكن، بشكل عام، هناك دور كبير للعوامل الاجتماعية والاقتصادية والتأثيرات البيئية في تناول الكحول وبشكل غير مباشر حدوث الادمان.

ولا شك ان عادة تناول الكحول مضرة بالصحة وتبدأ بأخذ كميات قليلة منها مع الاصدقاء ثم تتطور الحالة، حيث يجد البعض الكحول مهرباً من قضايا اجتماعية واقتصادية معينة. وبزيادة كمية الكحول مع الزمن، يحدث الادمان الكحولي وما يترافق معه من مخاطر صحية. ولا توجد شخصيات محددة لها قابلية للكحولية اكثر من غيرها. ورغم ان الدراسات الحديثة تحاول ربط الادمان بعوامل وراثية، إلا ان كل إنسان طبيعي يتناول الكحول بكميات محددة سوف يصبح كحولياً. ففي مرحلة ما قبل الكحولية، يتناول الإنسان الكحول لكي يريح نفسه ثم يصبح هذا الأمر أكثر انتظاماً، حيث يزداد مقدار الكحول المتناول ويزداد معه مقدار تحمل الجسم للكحول، ويصبح الجسم بحاجة لكمية أكبر لكي يحصل الإنسان على التأثير السابق نفسه.

* أعراض مدمرة

* أول أعراض الكحولية يظهر بعد فترة بحدوث فقدان للوعي والذاكرة لبعض الاحداث، ثم تتطور هذه الحالة إلى أن تحدث المرحلة العصبية التي تتصف بفقدان السيطرة على النفس، ويصبح تناول كميات صغيرة من الكحول كافياً للثمل أو السكر، وتصبح هناك حاجة لتناول كميات كبيرة من الكحول. ولا يتوقف الإنسان عن ذلك إلا حين تتوقف معدته وجهازه العصبي عن تحمل الكحول، بعد ذلك تظهر المرحلة المزمنة وتنتج عن تعاطي الكحول امراض متعددة نذكر أهمها:

ـ اضطرابات نفسية: يبدو المريض في المراحل الاولى متوتراً وقلقاً ويعاني من أوهام وهلوسات مخيفة في الليل وتصل الحالة إلى فقدان الزمان والمكان، وتحدث هلوسات بصرية مثل الشعور بالتأرجح والطيران في دهاليز طويلة، كما تحدث اضطرابات حسية وتوازنية، مثل شعور الإنسان بوجود حشرات تسير على جسده، وقد تحدث نوبات من النوم العميق ويسمع المريض أصواتاً، وقد تحدث اضطرابات في الذاكرة.

ـ اضطرابات عصبية: تعتبر الكحولية من الأسباب المؤدية إلى العته الدماغي «الخرف»، عندما يحدث تنكس في المادة الرمادية. وتؤثر الكحولية في معظم الأعصاب، اذ تؤدي الى الرعاش وفقدان التوازن وحدوث اضطرابات بصرية وضعف التركيز والانتباه، وتحدث نوبات من الصرع لدى %15، اضافة الى الاضطرابات الحسية ومنها الحس العميق. وتعتبر الاضطرابات العصبية من اهم الاسباب المؤدية إلى حوادث السيارات، لذلك فإن قيادة السيارة في هذه الحالة تعتبر جريمة بنظر القانون الأوروبي والأميركي.

يطرح الكبد %95 من الكحول، وإذا استمر الانسان بتناول الكحول فهذا يؤدي إلى أذية الخلايا الكبدية، وبالتالي حدوث تشمع في الكبد والتهاب كبدي قد يكون صاعقاً ومميتاً، أو يؤدي إلى قصور وفشل صاعق وقد يحتاج الإنسان إلى زراعة الكبد لاحقا، ويؤدي الكحول الى الداء السكري وارتفاع شحوم الدم الثلاثية، وبالنهاية تحدث اضطرابات صحية خطيرة.

كما يؤدي الكحول إلى حالة جفاف أي إلى نقص الماء خارج الخلايا ويؤدي الجفاف إلى تجعد الجلد وتقشره وإلى صلابة الطبقة المرنة منه، وما يزيد من تجعد الجلد سوء التغذية الذي يحدث لدى الكحوليين، حيث يفقدون الشهية للطعام ويعانون من نقص الفيتامينات، اضافة الى حدوث القيء الذي يؤدي إلى فقدان السوائل والشوارد (الأيونات) المعدنية، كما يؤثر الإدمان في البطن وغالباً ما يحدث تضخم في جدار البطن لدى المدمنين على شرب الكحول، خاصة البيرة وذلك لعوامل متعددة، منها زيادة سعة المعدة نتيجة لشرب كميات كبيرة من البيرة قد تصل إلى 15 لترا. والكحول بشكل عام يؤثر في العضلات نتيجة لمجموعة من الأسباب منها حدوث اعتلال عصبي عضلي وعدم ممارسة الرياضة، اضافة الى نقص بعض الشوارد، وحدوث خدر حركي.

=