تحذير من تعاطي المنشطات الرياضية

إجهاد الجسم بدرجة تزيد عن طاقته يؤدي إلى تشنج العضلات وتمزقها وإلى أضرار صحية أخرى

TT

كان الرياضيون يمارسون تمريناتهم بشكل عنيف ومجهد، وكانوا اضافة إلى ذلك يتناولون الفيتامينات والمعادن، ويحصلون على قدر كبير من النوم ويتهيأون نفسياً وذهنياً للتنافس. والآن فإن الحاجة للحصول على قدرات اضافية في ضوء زيادة عدد الرياضيين، بمن فيهم طلبة المدارس الثانوية، قد دفعت الكثيرين للتوجه نحو ما يسمى بالمكملات الرياضية، لكن الأطباء وخبراء التغذية بدأوا في إطلاق الإنذارات للتحذير من التأثيرات الجانبية على المدى الطويل، حتى ان هذه الظاهرة بدأت تثير قلقاً في الأوساط الطبية، خاصة أن استعمال هذه المكملات بين الرياضيين والاحداث والبالغين أخذ يزداد. والمشكلة أن ما يعرفه الأطباء عن هذه الأدوية لا يزال قليلاً في مجال التطبيقات العملية.

ويقول الدكتور برند الممارس لطب الأسرة في ولاية ميامي الأميركية المتخصص في طب الأعشاب: إن هذه المكملات تعزز القدرة على الاحتمال، لكن الإنسان غير المدرب قد يصاب إصابات بالغة في العضلات وأذيات عظمية إذا قام الرياضي بالتدريب أكثر مما يحتمل جسمه.

وفي السنوات الخمس الماضية، ازدادت هذه الصناعة (أي المكملات الرياضية) بسرعة كبيرة، وبمعدل نمو وصل إلى %10 في العام الواحد، حيث وصل حجم تداول هذه الأدوية إلى 12 بليون دولار، وأكثر هذه المكملات شعبية هو الكرياتين، الذي ثبت بالدراسات أنه قادر على تحسين الإنجاز الرياضي وتعزيز الطاقة في العضلات.

ويسمح الكرياتين بممارسة التمارين الرياضية لمدة أطول، ولا شك أنه الآن الأكثر أهمية وتداولا منذ الستينات.

من الناحية الفيزيولوجية، فإن المبدأ الذي يقوم عليه هذا المنشط الرياضي هو سحب السوائل (المياه) إلى داخل الخلايا العضلية، مما يزيد محتوى الجسم من الماء بحدود %15، علاوة على أنه يخفض حمض اللين المسؤول أساسا عن عملية التشنج العضلية.

ورغم الحماس الذي يبديه الدكتور ريهاز حلالي المتخصص في هذه القضايا، لصالح الكرياتين، فإن الدكتور ليل لاندبلاد، رئيس مؤسسة ميدويست لطب المسالك البولية في مدينة مينيبوليس الأميركية، أبدى تحفظه، بل حذر صراحة من الكرياتين قائلا: «إن الكرياتين قد لا يكون جيداً لجميع العضلات، فمن أهم التأثيرات الجانبية للكرياتين هو تأثر الأداء الجنسي للرجال، وتحديداً تأثر عملية الانتصاب من حيث مدة الانتصاب ونوعيته. وقد أكد الدكتور لاندبلاد على أن حوالي 10 إلى %20 من مرضاه يعانون من مشاكل الانتصاب المرتبطة باستعمال الكرياتين. وذكر الدكتور لاندبلاد بحقيقة أن الكرياتين هو مثبط لإنتاج التستوستيرون، وبذلك تتأثر العملية الجنسية سلباً، ويمكن أن يفقدها الرجل تماماً.

=