الانهيار العصبي أو الاكتئاب خامس أهم سبب للإعاقة في العالم

الفقر، وعدم الحصول بشكل كاف على ادوية بثمن رخيص، يساهمان في تفاقم الاكتئاب * الانهيار العصبي سيحتل في عام 2020 المرتبة الثانية بعد الاضطرابات القلبية

TT

اعلن خبراء في منظمة الصحة العالمية ان حوالي 400 مليون شخص في سائر انحاء العالم يعانون بدرجات مختلفة من اضطرابات عقلية او عصبية، وهي مشكلة ستزداد حدة كما هو متوقع بحلول عام .2020 وقال بينيديتو ساراسينو، الخبير في هذه المنظمة التابعة للامم المتحدة، ان الافكار المسبقة، والفقر، وعدم الحصول بشكل كاف على ادوية بثمن رخيص، تساهم في تفاقم هذه المشكلة والعبء الذي تمثله في الدول الغنية والدول الفقيرة على السواء. واطلقت المنظمة التي تتخذ جنيف مقرا لها، حملة لمدة عام تحت شعار «لا للتهميش»، نعم للعناية; من اجل حث الحكومات والعاملين في حقل الطب والمؤسسات على التحرك.

وحذر ساراسينو الذي يشغل منصب مدير برامج الصحة العقلية في منظمة الصحة العالمية، من ان الانهيار العصبي او الاكتئاب يعتبر اليوم بمثابة خامس اهم سبب للاعاقة، ويتوقع ان يصل الى المرتبة الثانية في عام .2020 وتمثل الاضطرابات النفسية اليوم، بما فيها اعراض الانهيار العصبي وانفصام الشخصية ومرض الزهايمر ومرض داء النقطة (صرع) والتخلف العقلي خصوصا، 11% من الاعباء الاجمالية للامراض في العالم. واشار ساراسينو الى توقعات بارتفاع النسبة المئوية الى 14% بحلول عام 2020 بسبب التغيرات الديموغرافية مثل طول معدل الحياة ومخاطر الاصابة بالصدمة اثر الحروب وتهجير الشعوب.

اما ديريك ياخ الخبير في المنظمة للامراض غير المعدية والصحة العقلية، فقد شدد على ضرورة التخلص من الخرافة القائلة ان الاختلالات العقلية تطال بشكل اساسي المجتمعات الغنية. وقال بصدد ذلك «الجواب هو لا. ان الامراض العقلية في الدول الاكثر فقرا هي مشكلة صحية عامة خطيرة لا تتم معالجتها بشكل كبير». لكن الاضطرابات العقلية تضرب غالبا بلدانا مختلفة باستثناء مرض انفصام الشخصية المنتشر على حد سواء في لوس انجليس وفي افريقيا بسبب مركب وراثي قوي.

ولفت ساراسينو ايضا الى ان داء النقطة والتخلف العقلي هما من المشاكل الرئيسية في الدول الفقيرة في حين ان الانهيار العصبي او الاكتئاب يصل الى اعلى مستوى له في الاميركتين وفي القسم الغربي من المحيط الهادئ. وتعتبر منظمة الصحة العالمية ان الادمان على الكحول هو ايضا اضطراب نفسي يعاني منه حوالي 140 مليون شخص. ويطال مرض انفصام الشخصية 45 مليون شخص وينتحر مليون شخص سنويا.

واشار ساراسينو الى توافر علاجات فعالة واقتصادية نسبيا ولكن «الهوة كبيرة بين اولئك الذين يتلقون علاجا من جهة، واولئك الذين لا يتلقونه او الذين لا يمكنهم الحصول على علاج مناسب من جهة اخرى». ويمكن معالجة اكثر من 90% من حالات داء النقطة بسهولة. ولكن في افريقيا لا يتلقى اكثر من 85% من المصابين بداء النقطة اي علاج. ويشير ساراسينو الى مدى انتشار التمييز والاراء المسبقة والى ان العديد من مصحات التخلف العقلي هي غالبا غير انسانية. وقال «بدل ان تكون اماكن يتلقى فيها المرضى علاجا، فهذه المصحات هي اماكن يكون فيها المرضى ضحايا لانتهاكات حقوق الانسان».

وفي عام 1999، كانت الالتهابات الحادة في جهاز التنفس على رأس الاسباب الخطيرة في الاعاقة الصحية ويأتي بعدها مرض الايدز. وكان الانهيار العصبي في المرتبة الخامسة تعقبه الاضطرابات القلبية. لكن الانهيار العصبي سيحتل كما اكد ساراسينو في عام 2020 المرتبة الثانية بعد الاضطرابات القلبية.