حياتنا البيئية

التمييز بين اضطرابات الذاكرة الشيخية والعته الدماغي

TT

طورت شركة (Cenes) للصناعات الدوائية المرتبطة بقسم الأبحاث الطبية في جامعة كمبريدج البريطانية اختبارا بصريا ـ نفسيا من شـأنه ان يؤدي الى الكشف المبكر عن امراض العته الدماغي خاصة الزهايمر وباركنسون. وقد جرب الاختبار في مستشفيين منفصلين في بريطانيا. ويتوقع ان يؤدي نجاحه الى تشخيص مبكر للمرض بسنوات، وذلك قبل ظهور اعراضه. ويمكن بدء العلاج قبل فوات الأوان.

ويقول الباحثون ان هذا الاختبار يمكن استخدامه لكشف مجموعة متعددة من الامراض الأخرى مثل الاكتئاب، وانفصام الشخصية، وامراض دماغية أخرى نادرة الحدوث. يتألف الاختبار من 13 عينة من الفحوصات البصرية على شاشة الكومبيوتر إذ تظهر على شكل وحدات صغيرة على الشاشة. وكل وحدة تتألف من ست علب صغيرة ملونة بألوان مختلفة. والمطلوب من الشخص تحديد هذه الألوان بواسطة حاسة البصر، حيث يغيب لون من الألوان الستة ويجب على المريض تحديد اللون الغائب بلمس مفتاح الألوان الموجود على شكل شريط على الشاشة.

هدف الاختبار هو تحديد طاقة الذاكرة القريبة لدى الاشخاص المشتبه بإصابتهم بمرض الزهايمر. ومن المعروف علميا ان الذاكرة القريبة أو القصيرة الامد تكون مضطربة لدى المرضى كذلك الذاكرة البصرية. وقال الدكتور جون هاريسون، اختصاصي الامراض العصبية النفسية في الشركة المبتكرة للاختبار، ان هذا الاختبار لديه القدرة على التمييز بين اضطرابات الذاكرة الناتجة عن التقدم بالعمر واضطرابات الذاكرة الناتجة عن مرض الزهايمر او امراض العته الدماغي الاخرى. ولا تتجاوز مدة الاختبار خمس دقائق ويقوم الكومبيوتر بتحليل النتائج ذاتيا، حيث يعطي النتيجة مباشرة. يعتبر هذا الاختبار المرحلة الاولى او التمهيدية لكشف امراض العته الدماغي. فالذين يبدون شكا بنسبة اكثر من 50 في المائة يدل على امكانية وجود اضطراب في الذاكرة القريبة لديهم يحولون الى المستشفيات لاجراء فحوصات دموية وعينية اكثر دقة للتأكد من وجود المرض بنسبة 100 في المائة. وقد بدأ الاطباء في مستشفى «باث» ومستشفى «ادنبره» باستخدام الاختبار الجديد في التحري عن مرض الزهايمر وتم كشف اكثر من 17 حالة اثناء اجراء التجارب. واشارت الاحصائيات الحديثة ان هناك اكثر من 20 مليون شخص مصابين بمرض الزهايمر حول العالم، نصف مليون منهم موجودون في بريطانيا. ويؤدي المرض الى اضطراب في الكيميائية الدماغية المسؤولة عن نقل المعلومات بين الخلايا العصبية. وتتأذى مناطق ارتباط النورونات بعضها مع بعض. إذ تموت الخلايا ويتقلص الدماغ وبالتالي تنخفض القدرة الدماغية بالتدريج الى ان يموت الانسان.

اسباب المرض غير معروفة حتى الآن، لكن العلماء يقولون ان المرض ينتج عن اسباب وراثية وعوامل خارجية تسرع حدوثه. يحدث المرض بعد الخمسين من العمر وغالبا ما يؤدي الى الموت خلال 5 سنوات من تشخيصه. ورغم وجود ادوية عديدة في الاسواق لمعالجته فجميعها فشلت في وقف تطور المرض الى نهايته المعروفة. يبدأ المرضى غالبا بنسيان اسماء الاقرباء وعدم تمييز وجوه اشخاص مقربين لهم ثم تتطور الاضطرابات الدماغية لدرجة كبيرة إذ يفقد المصاب شعوره بالمكان والزمان ويصل الى درجة الاقعاد الكامل حيث لا يستطيع المصاب التوجه وقضاء حاجاته الخاصة بنفسه والجدير بالذكر ان المراحل الاخيرة للمرض هي من اصعب المراحل على الاهل ويحتاج المريض الى عناية على مدار 24 ساعة في اليوم.