الأجهزة الكهربائية الحديثة واللصقات المخدرة تشجع الناس على زيارة طبيب الأسنان

TT

الأجهزة الكهربائية الحديثة واللصقات المخدرة لعبت دوراً في إبعاد شعور الخوف والهلع الذي يعتري العديد من الناس لدى زيارتهم لطبيب الاسنان، وأصبحت عملية إصلاح تنخر الأسنان أو تبديلها مسألة خالية من الألم.

وقد طورت تكنولوجيا اللصقات المخدرة في الولايات المتحدة، حيث بدأت تلقى رواجاً في العديد من المراكز المتطورة في جميع أنحاء العالم. تدعى اللصقات بـ «دانتل باتش» وهي مركبة من مادة كيميائية حيوية لاصقة تحتوي على نسبة عالية جداً من الأدوية المخدرة الشبيهة بتلك التي تحقن في اللثة قبل حفر الأسنان.

وهذه المادة شبيهة بالعلكة نوعاً ما. ويقوم الأطباء بلصقها على اللثة أو المنطقة المطلوبة، بعد أن تجفف تلك المنطقة بواسطة الهواء أو الغاز لمدة 30 ثانية. تقوم اللصقة بعملها عن طريق إطلاق المادة المخدرة بتماس مباشر مع النسج المحيطة، حيث تقوم الأغشية المخاطية بامتصاصها بشكل بطيء وذلك على غرار امتصاص الاسفنج للماء.

وبعد عشر دقائق من وضع اللصقة، يحدث خدر في اللثة، وتكون درجته كافية لإجراء الإصلاحات اللازمة للأسنان. وتستطيع اللصقات ان توفر مدة تخدير تزيد عن 45 دقيقة بعد نزعها من اللثة.

ومن محاسن هذه التقنية انها لا تؤدي إلى تخدير جميع مناطق توزع العصب، وإنما يحدث الخدر بشكل موضعي بدلاً من حدوث الخدر في نصف الوجه كاملاً، حيث يؤدي ذلك إلى رضوض في اللثة واللسان والأغشية المخاطية نتيجة المضغ الذاتي من دون الشعور بالألم. لكن لا ينصح الأطباء باستخدام هذه اللصقات للأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم الـ 12 سنة، أو لدى النساء الحوامل. وقد تؤدي اللصقات إلى احمرار موضع مكان التصاقها باللثة... إلخ.

وهذه التقنية لقيت طريقها إلى أوروبا حالياً، ويمكن ان تعوض عن البخاخات المخدرة للغشاء المخاطي والهلام اللذين يستخدمان كخطوة أولى لإجراء التخدير ولتخفيف ألم الحقن.

وقال جوناثان بورتنر من نقابة طب الأسنان البريطانية ان اللصقات يمكن أن تكون مفيدة جداً للذين يريدون تنظيف أسنانهم، أو يرغبون في اجراء إصلاحات بسيطة، لكن يمكن أن لا تكون فعالة بالشكل المطلوب إذا كان الأمر يتعلق بسحب عصب السن مثلاً. كذلك يمكن لهذه اللصقات أن تساعد بعض المرضى الذين يعانون من مرض رهاب (الخوف) الحقن. ويكادون يسقطون على الأرض فاقدين الوعي عندما يرون إبرة التخدير، خاصة الأطفال، والبعض الآخر تنتابهم نوبات من الخوف والاضطراب الفيزيولوجي مثل تسرع القلب وانتصاب الشعر والتعرق والشحوب... إلخ.

على أي حال فإن محاولات الأطباء جعلت زيارة طبيب الأسنان مريحة قدر الإمكان وطورت في الفترة الأخيرة مجموعة من التقنيات التي تساعد على السيطرة على الألم العصبي، منها الأجهزة الإلكترونية التي تلصق مساريها الكهربائية على الجدار الخارجي من الخد، كذلك البخاخات الفعالة، لكن تأثير الأخيرة يقتصر على الطبقة المخاطية المبطنة للفم.

وهناك تطورات أخرى في مجال طب الأسنان مثل استخدام اشعة الليزر في تنظيف الأسنان وتبييضها والبدائل الصناعية الحديثة والعظام الذكية... إلخ.

=