منظمة الصحة العالمية تتوقع القضاء على الحصبة عام 2005

TT

أعلن خبراء الصحة في الأمم المتحدة عن خطط طموحة لتقليص عدد الوفيات الناجمة عن داء الحصبة إلى النصف، فقد أعلنت كل من منظمة الصحة العالمية وصندوق رعاية الطفولة التابعين للأمم المتحدة، عن خطة لمكافحة الوباء سميت بالخطة الاستراتيجية العالمية لمكافحة الحصبة بحلول عام 2005. وهناك على الأقل مليون وستمائة ألف وفاة بين الأطفال سنويا نتيجة لأوبئة يمكن منعها عن طريق التلقيح، وتتميز البلدان الافريقية بتخلف أنظمة التلقيح فيها، إذ بلغت نسبة التلقيح في بلدان مثل بورندي والكاميرون والصومال أقل من خمسين في المائة.

وتقول كل من اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية، إن السبب الرئيسي لارتفاع حالات الوفاة والإصابة بالحصبة، هو أن الأطفال لا يحصلون على اللقاحات اللازمة للوقاية من المرض، ولا حتى على جرعة واحدة من لقاح الحصبة.

لكن المنظمتين لم تستكشفا في ما إذا كان لقاح واحد ضد الحصبة يكفي للوقاية، أم انه يجب استخدام اللقاح المثير للجدل MMR، الذي يجمع امراض الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف في لقاح واحد.

وهناك مخاوف بين الآباء في بريطانيا حول وجود علاقة بين هذا اللقاح الثلاثي وحالة التأثيرات النفسية في الأطفال، منها على سبيل المثال الانعزال عن المجتمع أو النشاط المفرط الذي يؤدي بهم إلى مضايقة الآخرين.

وتطالب كل من اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية دول العالم بتقييم الجهود الرامية إلى السيطرة على الحصبة. وتقول المنظمتان إن على البلدان التي تتميز بنسب لقاح منخفضة أن تدرس الأسباب ومن ثم العمل على تعزيزها، كما دعت المنظمتان البلدان إلى وضع خطط ثلاثية أو خمسية لتقليص عدد الوفيات الناتجة عن الحصبة.

ويذكر أن الحصبة، التي تصيب الأطفال بالدرجة الأولى، تنتقل عن طريق فيروس ينتشر من خلال الرذاذ المنطلق أثناء العطاس أو السعال، وفي الحالات الخطيرة يعاني المصابون بالحصبة من الحمى والطفح الجلدي. ومن اختلاطات المرض التهاب الاذان وذات الرئة والتهاب الدماغ الذي يقود إلى التشنج والصمم وإلحاق اضرار بالدماغ، وفي بعض الحالات يؤدي إلى الوفاة.

ويقول الدكتور بيرن ملجارد، مدير التلقيح في منظمة الصحة العالمية، إن الحصبة لا تزال تشكل أكبر سبب للوفاة بين الأطفال في العالم، إذ يوجد على الأقل ثلاثون مليون إصابة في جميع أنحاء العالم وحوالي تسعمائة حالة وفاة. إن هذه الأرقام مثيرة فعلا ويزداد الاستغراب عندما ترى أن كلفة التلقيح الذي يمنع الإصابة بالحصبة والذي يتضمن اللقاح ومعدات التلقيح لا تتجاوز ستة وعشرين سنتا للطفل الواحد، وهو متوفر منذ أكثر من ثلاثين عاما.

وقد عملت منظمة الصحة العالمية واليونيسيف مع خبراء من جميع أنحاء العالم لتطوير الخطة بمساعدة البلدان الأخرى، على تلقيح كل الأطفال مرة واحدة على الأقل وتقديم فرصة ثانية للقاح لتشجيع أكبر عدد ممكن من الناس لتلقيح أطفالهم، كما ستقوم المنظمتان بمساعدة البلدان الفقيرة على إنشاء نظام فعال للتلقيح والمراقبة وتقديم العناية اللازمة للأطفال المصابين بالحصبة الذين يعانون من تأثيرات جانبية خطيرة.

ويقول الدكتور سومي ساكاي، إن هناك حاجة لعملية تلقيح شاملة بهدف الحد من انتشار الوباء، ولأن الحصبة مرض معد، ولأن عددا قليلا من الأطفال الملقحين معرضون للإصابة مرة أخرى بالمرض، فإن نسبة التلقيح يجب أن تفوق تسعين في المائة من الأطفال بهدف السيطرة على الوباء ومنع حصول الوفيات. إن هذا المستوى من التلقيح لم يتحقق بعد في كل البلدان التي تعاني من الحصبة، لكننا نعرف أن بالإمكان بلوغ هذا المستوى.

ويقول الخبراء إن السيطرة على الحصبة لها منافع اقتصادية لأن كلفة علاجها بسيطة جدا بالنسبة إلى عدد الأطفال الذين ينقذهم اللقاح.

=