الاستشارات الصحية

التهاب في الأمعاء

TT

* أنا شاب أبلغ 34 عاما، وأعاني من التهاب في الأمعاء يدعى داء كرون، راجعت الطبيب على اثر هجمة حادة، حيث تناولت كميات كبيرة من الكورتيزون، وقال لي إن هذا العلاج ليس الحل النهائي لمشكلتي، فهل هناك علاج جديد لحالتي هذه؟

(سامي ـ السعودية) ـ داء كرون يصيب نصف مليون شخص في أميركا فقط، وهو آفة التهابية تصيب الجهاز الهضمي وتشمل كامل جدار الأمعاء، وعلى الرغم من أنه يتموضع غالبا في نهاية الأمعاء الدقيقة، وفي القولون، إلا أنه يمكن أن يصيب أي جزء من الجهاز الهضمي من الفم وحتى الشرج. ولا تزال أسباب هذا المرض مجهولة، لكن اتهمت فيه عوامل مناعية وجراثيم وعوامل غذائية. ومن اعراضه الإسهال وارتفاع الحرارة وألم بطني ونقص في الوزن. وتحدث نواسير عند حوالي %30 من المرضى، حيث تنفتح هذه النواسير على جدار الأمعاء لتتسرب بذلك محتوياتها إلى الأعضاء المجاورة، وقد تنفتح تلك النواسير على الجلد، ومن اختلاطاته ايضا، حدوث انسداد في الأمعاء. وحوالي %20 من مرضى داء كرون لا يستجيبون للمعالجات المعروفة، التي تتضمن الستيروئيدات ومثبطات المناعة والجراحة.

وقد أجريت دراسات على دواء جديد يدعى «الانفليكسيماب» في مجموعة كبيرة من المرضى بمن فيهم اولئك الذين يعانون من أعراض شديدة ومتابعتهم لفترة ثلاثة أشهر على الأقل لتحديد فائدة الدواء على المدى الطويل.

وقد سجلت استجابة عند %72 من المرضى المعالجين بسبب اعراضهم الالتهابية فقط، وعند %65 من المصابين بالنواسير، وعند %84.5 من المرضى الذين عولجوا من أجل الاعراض الالتهابية والنواسير معا. ومن بين الأربعين مريضا الذين كانوا يتناولون الستيروئيدات، تمكن حوالي %75 منهم من قطع المعالجة بالستيروئيدات، واستمرت الاستجابة السريرية لمدة عشرة أسابيع، وهذا يتوافق مع فائدة علاجية حقيقية.

وبشكل عام يمكن تحمل «الانفليكسيماب» جيدا، على الرغم من مشاهدة بعض التفاعلات المرتبطة بتسريب الدواء كالألم الصدري غير القلبي، وقصر في التنفس وارتفاع الحرارة، وأعراض مشابهة للانفلونزا وآلام عضلية لدى بعض المرضى.

ويعمل «الانفليكسيماب» على تثبيط فعالية وسيط التهابي يدعى العامل المنخر للورم الفا Tumor Necrosis Factor Alpha، وبذلك يثبط الحدثية الالتهابية لدى مرضى داء كرون باتحاده مع العامل المنخر للورم على الغشاء الخلوي وفي الدم.