زراعة خلايا الكبد بدلا من زراعته كاملا في مصر

TT

صرح أطباء مصريون متخصصون في أمراض الكبد، أن هناك اتجاها حديثا في مصر لزراعة الخلايا الكبدية بدلا من زراعة الكبد نفسه، وأشاروا إلى أن وظائف الكبد من الممكن أن تقوم بها الخلية الكبدية وهي عملية بسيطة وغير مكلفة.

وأكدوا أن هذه الطريقة تقلل من تكلفة عمليات زراعة الكبد والإمكانيات الهائلة التي تتطلبها تجهيزات مراكز الكبد، حيث اصبحت مشكلة امراض الكبد على رأس المشكلات الصحية في مصر، ويقول الدكتور حسني سلامة، رئيس جمعية العلاج الحراري المصرية واستشاري امراض الكبد والبنكرياس بمستشفى قصر العيني الفرنسي بمصر: عملية زرع الخلايا الكبدية تقوم على أساس عزل الخلايا الكبدية، إما من حيوانات التجارب أو من الإنسان نفسه بعد أن يتم إكثارها عن طريق عمليات معينة، وهناك طريقتان للزراعة، اما ان توضع الخلايا على ألواح معينة وتثبت عليها ويمر عليها دم المصاب ليتم تنقيته وهو ما يسمى بالكبد الصناعي، وذلك يكون خارج الجسم.

اما الطريقة الثانية فتقوم على أساس زرع الخلايا داخل الجسم، اما بحقنها داخل الكبد او الطحال أو في التجويف البريتوني «الغشاء الخارجي المغلف للأمعاء»، حيث تنمو هذه الخلايا وتتكاثر وبعد حوالي أسبوع يبدأ الكبد في أداء وظائفه.

واضاف دكتور سلامة، أن هذه العمليات كلها تتم في المراحل المتقدمة من المرض، بمعنى أنه إذا دمّر %85 من الكبد، يمكن زراعة خلايا جديدة ويستطيع الكبد أن يعمل بصورة جيدة.

وعن كيفية اكتشاف أمراض الكبد، قال الدكتور سلامة: يتم اكتشافها بفحوص دورية لأن أعراضه غير معروفة، وبصفة عامة عندما يشعر الإنسان بالإجهاد السريع والزيادة في النوم، تكون هناك مشكلة في الكبد، لكن ليس شرطاً أن تكون فيروسا، فمن الممكن أن يكون هناك فشل كبدي. وعن أنواع فيروسات الكبد، أوضح الدكتور سلامة، أن هناك خمسة أنواع لفيروسات الكبد، وهي: A. B. C. E. D والفيروس GF.

الفيروس C هو الأشهر، خاصة في مصر، لأنه يصاب به معظم المرضى بالكبد، وذلك نتيجة التلوث، ويوجد في أميركا عدد كبير من المصابين بهذا الفيروس يصل إلى حوالي 4 ملايين أميركي. والفيروسان B وD غالبا ما يصاب بهما المريض.

ويقول الدكتور نادر عبد الدايم أبو العطا، اختصاصي أمراض الكبد والبنكرياس، إن عمليات زرع خلايا الكبد بدأت في البلاد الأوروبية أولا، حيث تؤخذ خلايا الكبد التي يتم زرعها في الكبد ذاته من منطقة سليمة لا يوجد بها تليف، بهدف تحسين حالة وظائف الكبد وتمهيدا لزرع الكبد كاملا.

واضاف الدكتور عبد الدايم، ان من وظائف خلايا الكبد تصنيع مادة «البروثرومبين»، وهو المسؤول عن جودة تخثر الدم، وكذلك تصنيع الالبومين أو «الزلال» وهو المسؤول عن سلامة الدورة الدموية في شعيرات الجسم كلها، بالتالي إذا استطعنا ادخال خلايا جيدة النوع قادرة على تصنيع هاتين المادتين، سيؤدي ذلك لحماية المريض من المضاعفات التي تنشأ عن نقص مادتي البروثرومبين والألبومين.

وبسؤال الدكتور نادر عن الشروط المتوفرة لنقل خلايا الكبد من تبرع شخص مريض، أجاب: هناك حالة تحمل واستعداد لقبول خلايا ليست من الشخص نفسه، لا سيما إذا كانت هذه الخلايا مأخوذة من كبد جنين حديث الوفاة أو من دم الحبل السري التي تسمى بالخلايا الأصلية.

ويذكر أنه يجرى حاليا مشروع إنشاء مراكز لزراعة الكبد في مصر لتجاوز المعاناة التي يتعرض لها المصريون، حيث تبلغ تكلفة العلاج بالخارج للمريض حوالي 300 ألف جنيه، اضافة إلى 20 ألف جنيه تكاليف الأدوية والتحاليل، بينما تصل تكلفة العلاج في مصر إلى نصف هذا المبلغ.