الأسنان المريضة تتلف الرئتين

TT

اشار الباحثون الى ان اصابة الاسنان واللثة بأمراض التهابية ربما يزيد من معاناة المرضى بالرئة. واستخلص علماء جامعة بافالو الاميركية من نتائج ابحاث اجروها انه من الاهمية ان يواظب المصابون بأمراض الرئة المزمنة، على غسل الاسنان والعناية بالفم. واعتمد الفريق على معطيات جمعها عن 13.792 شخصا من مختلف ارجاء الولايات المتحدة لدراسة احوالهم الصحية وكيفية تغذيتهم.

وقد لاحظ الباحثون في دراسة نشرت نتائجها مجلة «جاما» وجود علاقة وثيقة بين امراض اللثة والاصابات المزمنة في الجهاز التنفسي. وكان بحث سابق قد اشار الى ان هناك صلة ما بين امراض الفم والعديد من الامراض المزمنة ايضا.

وقال الدكتور فرانك سكانا بيكو، رئيس فريق الباحثين من جامعة بافالو انه لم تتضح بعد الآلية الرابطة بين الحالة الصحية للفم ومرض الرئة، غير انه رجح في الوقت ذاته ان يعود السبب الى بكتيريا تعيش في الفم. وقال انه من الممكن ان تتسرب البكتيريا الملتصقة عادة بالاسنان، الى اللعاب ثم تدخل الى اعلى القصبات الهوائية، فتحدث تغييرا في تلك المنطقة ثم تمهد السبيل لميكروبات أخرى تصيب الشعب الهوائية بالعدوى. ومضى قائلا: «يبدو ان حالة الفم الصحية تتضافر مع عوامل أخرى كالتدخين وملوثات الهواء والحساسية، لتزداد وطأة مشاكل الرئة وامراضها».

ويشار الى ان اعمار الاشخاص الذين شملهم البحث لا تقل عن عشرين عاما. كما يمتلك كل منهم ست اسنان طبيعية على الاقل. وملأ هؤلاء استمارات فيها اسئلة حول تاريخ الامراض التنفسية لديهم، كما جرى قياس قدرات رئاتهم، اضافة الى فحص شامل لاسنانهم. واظهرت الدراسة ان مرض الرئتين يزداد كلما كانت الاسنان سيئة ومتدهورة.

وقال الدكتور سكانا بيكو: «اننا لا نقول ان رئتيك ستصابان ان لم تغسل اسنانك، وانما اذا كان جهازك التنفسي مصابا، فإن العناية بالاسنان واللثة امر في غاية الاهمية». واعرب عن اعتقاده أن العناية بالاسنان قد تساهم في منع تفاقم مرض الرئتين الذي يودي سنويا بحياة 2.2 مليون شخص في العام.

وعلقت الجمعية البريطانية لصحة الاسنان على هذه النتائج بالقول: «انها نتائج مثيرة للاهتمام». وقال متحدث باسم الجمعية: «انها تشكل استمرارا لبحث سابق اظهرت نتائجه وجود علاقة وثيقة بين مرض اللثة وامراض أخرى، من بينها اصابة الدسام التاجي في القلب والتعرض للسكتات الدماغية».