فكرة علاجية جديدة لمرض الحثل العضلي

TT

تمكن العالم بيتر لوي عام 1990 من وضع الاسس الفيزيولوجية والتشريعية لفكرة علاجية جديدة لمرض الحثل العضلي من خلال ابحاث مطولة في جامعة تينيسي، لكن بعدها لم يحصل على الدعم الكافي لمتابعتها، حيث أوقفت لفترة قصيرة من الزمن، وتبنت هذا المشروع شركة خاصة تدعى «سيل ثيرابي». واستطاع لوي بفضل هذه الشركة القيام بالمعالجة التجريبية الاولى لتقنيته الجديدة التي تدعى نقل الألياف العضلية او MTT، وذلك بعد موافقة ادارة الغذاء والدواء الاميركية FDA التي تشرف على هذه الابحاث حاليا لحين انتهائها في العام المقبل.

ويقوم مبدأ المعالجة الحديثة التي تكلف ما يقارب 150 ألف دولار للمريض الواحد على حقن خلايا عضلية مأخوذة من متبرع ومجرى عليها عمليات اكثار بكميات كبيرة (بلايين) في المخابر، في عضلات المريض المصابة، حيث ترتبط مع العضلات الاصلية.

وقد صرحت ادارة الغذاء والدواء الاميركية بأن هذا الاجراء سليم وآمن بالنسبة الى المريض، لكنها لم تصرح بفائدتها الطبية حتى الآن، حيث ترك هذا القرار حتى انتهاء التجارب في العام المقبل.

وانقسم الاطباء في الرأي حول فائدة هذا النوع من العلاج الى قسمين، فاعتبر البعض ان تحسن حالة المريض المذكور يعود الى عامل مناعي ذاتي، اما القسم الآخر فيقول ان استطاعة المريض في انجاز بعض الحركات يعود الى نشاط العضلات الجديدة التي زرعت حديثا.

ويقول العالم لوي انه هو نفسه كان من اكثر المندهشين بتحسن حالة المرضى. وعلق فريد ايلان المعالج الفيزيائي المشرف بقوله ان هناك تحسنا واضحا في بنية العضلات، حيث انها تتضخم وتزداد قوة، ولاحظ اثناء المعالجة الفيزيائية تحسنا واضحا في قدرة السيطرة على الجذع بشكل عام.

وهاجم بعض الاطباء المعارضين لهذا النوع العلاجي ادارة الغذاء والدواء الاميركية لسماحها بإجراء التجارب المبكرة على هذا المرض.

واعتبروا ان هذه النتائج ايجابية كاذبة، حيث يمكن ان يكون هناك اكثر من تفسير لتحسن حالة المرضى منها:

1 ـ ان تشخيص المرض عند المريض اعتمد على الخزعة فقط ولم يكن في ذلك الوقت يتوفر التشخيص المورثي الجزئي.

2 ـ ان هذا النوع من المرضى يفضل التنقل على الكرسي، رغم انهم قد يكون باستطاعتهم استخدام العضلات بدرجة معينة.

3 ـ قد تكون النتائج الايجابية عائدة الى عامل نفسي.

حاول الفريق الطبي المشرف على حالة بعض المرضى حل نقاط الخلاف بالبحث عن ملفاتهم القديمة، وجميعها كانت تشير الى عدم قدرتهم على المشي، او تحريك العضلات منذ خمس سنوات على الاقل.

الحثل العضلي مرض وراثي ينتقل عن طريق الصبغي الجنسي (X). ويصيب الاطفال من عمر 3 الى 7 سنوات. يبدأ المرض بإصابة عضلات الزنار الحوضي، ثم الزنار الكتفي، ويزداد الوهن العضلي الى ان يصاب المريض بعدم القدرة على المشي والحركة في عمر 10 الى 12 سنة، ويموت معظم المرضى في العشرين من عمرهم.

وهناك انواع متعددة لهذا المرض مثل حثل بيكر، وديجرين، وحثل ايرب... الخ. ويعتمد تشخيص المرض على الخزعة او الخزعة العضلية ومعايرة الديستروفين والكرياتينين كينار في الجسم، وكذلك بالتخطيط العصبي.... الخ.