المدارس تصيب المعلمين بالكآبة والطنين

TT

قدر الدكتور اندرياس هيللرت، من عيادة روزينيك للطب النفسي البدني، ان %90 من معلمي المانيا يتقاعدون من العمل قبل بلوغ السن المطلوبة بسبب الامراض التي يصابون بها جراء عملهم في المدارس. وأكد هيللرت ان المعلمين يتقاعدون مبكرا، حسب احصائياته، بسبب معاناتهم الصحية ويمكن احتساب 38 الى %50 من هذه الحالات على قائمة الامراض النفسية البدنية. وسجلت دائرة الاحصاء المركزية ان عام 2000 شهد التقاعد المبكر لحوالي 18600 معلم وان ثلثي هذا العدد كان غير قادر على مواصلة العمل لاسباب مرضية.

وحذر هيللرت وزميله اوفة شارشميدت من اعتبار هذه الاحصائية سببا لنبذ العمل في مجال التعليم مؤكدين ان التعليم ينطوي على عوامل وقاية بقدر ما ينطوي على عوامل مجازفة. ويزور 200 معلم سنويا عيادة الطب النفسي البدني في شيمسي وهم يعانون من الكآبة والآلام الجسدية المختلفة ومشاعر الخوف والطنين في الاذن دون وجود اسباب واضحة تبرر ظهور هذه الاعراض.

وكتب هيللرت في مجلة «نقابة التربية والعلوم» ان المعلمين انفسهم اعادوا اسباب ظهور هذه الاعراض الى متاعبهم المهنية. ولكن من الممكن اضافة اسباب أخرى مثل «كبر حجم التوقعات» ومشاعر الاحباط تجاه «نموذجية» اخلاق العمل.

وحسب شارشميدت فإن الفحوص العلمية اثبتت صحة مسؤولية «كبر حجم التوقعات» عند البدء بمهنة التعليم عن متلازمة «الاحتراق»، التي تعني السقوط في احضان الخيبة. ويعتقد زميله كريستوف هانكل، من اتحاد اطباء علم النفس الالماني، ان بعض المعلمين لا يدركون سرعة تحولهم من تلاميذ جامعة الى معلمين. والعديد منهم غير مهيأ لتقبل ثقافة واخلاق تلاميذهم فيتصرف اما بعجرفة او بليونة زائدة مع التلاميذ.

ولاحظ هيللرت ايضا وجود ميل شديد لدى المعلمين «للاستسلام» مع قليل من النباهة المهنية والرغبة في اتخاذ الاستراتيجيات الدفاعية ضد مخاطر المهنة، فهم يميلون الى القاء اللائمة على الدروس والمناهج والتلاميذ ونظام التعليم بدلا من مواجهة المصاعب بجدية. ثم انهم لا يميلون لمعالجة مشاكلهم المدرسية مع المختصين وغالبا ما تتركهم ادارات المدارس بمفردهم في مواجهة المشاكل.