الأوكسجين العالي الضغط طفرة جديدة في مستقبل الطب الحديث

TT

الأوكسجين العالي الضغط يشكل طفرة في مستقبل الطب، خاصة بعد أن أثبت كفاءته عالمياً بنتائج مذهلة، حيث يدخل المريض غرفة خاصة تشبه الغواصة على مقعد مريح أو سرير يكون الطبيب بجواره للمساعدة أثناء فترة العلاج داخل الغرفة ويتنفس المريض الأوكسجين النقي من خلال كمامات، وذلك تحت ضغط جوي يصل إلى 3 ضغط جوي. ويتم زيادته بالتدريج وبصورة آمنة جداً، تتناسب مع أي عمر من الأعمار وأي حالة مرضية، مما يساعد الجسم على زيادة قدرته على علاج نفسه طبيعياً من دون الاستعانة بعقاقير، وذلك بزيادة نسبة الأوكسجين داخل الدورة الدموية.

وحسب ما يؤكد دكتور أشرف مدحت صبري، استشاري طب الأعماق وحوادث الغوص وعضو جمعية طب الأعماق بفلوريدا بأميركا، أنه توجد في مصر أكبر غرفة لطب الأعماق في الشرق الأوسط ومجهزة بجهاز التحكم بالكومبيوتر. ويوضح لنا فاعلية العلاج في عدة أمراض وفائدة علاجها بالأوكسجين العالي الضغط، فهو يساعد على إفراز الانزيمات المهمة للجسم ويساعد على نمو الخلايا البطيئة النمو والمصابة بمرض أو التهاب أو ميكروب، وبذلك يقضي الجسم بسهولة على هذه المشكلة، حيث ان البلازما وسوائل الجسم المختلفة التي أصبحت غنية جدا بالأوكسجين بفضل غرف الضغط، تستطيع بكفاءة حمل الأوكسجين إلى جميع خلايا الجسم، خاصة إلى الخلايا التي تفتقر إلى الأوكسجين بسبب العلة المرضية، ومن هنا يكون الشفاء، حيث أثبتت فاعلية العلاج بسهولة المرور داخل خلايا المخ من دون أن يتأثر بخطوط دفاع المخ الطبيعية. ويتم تغذية المخ لإحياء الخلايا المريضة أو المصابة، كذلك أثبتت غرف الضغط تأثيرها في مرضى القدم السكري، الناتج عن مرض السكر، حيث يتم غالبا بتر الطرف المصاب بعد حدوث غرغرينا.

ويوضح الدكتور صبري، أنه باستخدام الأوكسجين العالي الضغط، بجانب ضبط السكر، ترتفع نسبة الشفاء وعدم بتر القدم من %30 إلى %95، مما يوفر مبالغ طائلة كانت تستخدم في جراحات البتر وما يعقبها من معاناة المريض بعد أن يفقد أحد أطرافه ولا يستطيع أن يمارس حياته وعمله بصورة طبيعية، كذلك يستخدم في نطاق واسع من الأمراض مثل القروح السريرية وقصور الأوعية الدموية التي تؤدي إلى تقرحات بالجلد والأمعاء وقرحة المعدة والتهابات العظام غير المستجيبة للعلاج والحروق، حيث يقلل الأوكسجين العالي الضغط التورم المصاحب للحرق، وبذلك لا يختنق المريض إذا كان الورم بالوجه، ويساعد على تغذية الخلايا وسرعة الالتئام، ويستخدم في القضاء على الميكروبات البكتيرية مما يؤدي إلى أحسن النتائج في الحروق والتشوهات، كذلك يساعد على نجاح عمليات التجميل، وذلك بإنعاش وتغذية المناطق المنقول إليها الجلد وتوصيل التغذية الدموية السريعة إلى هذه المنطقة وعدم حدوث أي تورم بها، وبذلك نحصل على أفضل النتائج في عمليات التجميل.