اشار الاطباء الى ان القولون العصبي اصبح مرض العصر لدى المصريين، حيث أوضحت الاحصاءات ان نسبة الاصابة بهذا المرض اصبحت تتراوح بين 30 و %40 وذلك في غالبية المراحل السنية بسبب التوتر الذي بات سمة من سمات عصرنا الحديث.
ويشير د. حمدي حجاج اختصاصي الجهاز الهضمي والمناظير بمستشفى ام المصريين الى ان مرضى القولون العصبي يطلق عليهم مرضى العذاب، لكون نمط حياتهم تعتريه الفوضى في النوم والراحة والعمل، اضافة الى التوتر النفسي الذي يسيطر عليهم والتغذية غير المنتظمة سواء من ناحية التوقيت من جهة أو من ناحية نوعية الاطعمة التي يتناولونها، موضحا ان مريض القولون العصبي يعاني من الاسهال او الامساك او يتناوب الاسهال مع الامساك ويرافق ذلك الألم، ويشعر بأن عملية التغوط لم تتم وانه بحاجة للتغوط مرة ثانية، اضافة الى معاناته من الآلام البطنية والشعور بالنفخة، وفي كثير من الاحيان تسبب هذه الاعراض الازعاج للمريض وقد تمنعه من ممارسة اعماله اليومية بشكلها المعتاد.
وتؤكد د. نرمين الفوال، استشاري الباطنة بطب عين شمس على ان القولون العصبي لا يعتبر مرضا عضويا، إلا ان الطبيب يعتمد في تشخيصه على القصة المرضية المفصلة والفحص السريري الدقيق، اضافة الى بعض الاختبارات المخبرية للدم والبراز والتصوير الشعاعي للقولون بعد حقن الباريوم، ويساعد التنظير الطبيب على ازالة الشك باليقين، موضحة انه بسبب الاهمية القصوى للقصة المرضية في التشخيص لذا ينبغي على المريض ان يدون كل كبيرة وصغيرة من اعراضه دون ان يغفل ذكرها، وتحذر د. الفوال مرضى القولون من تناول الادوية الشائعة لدى الكثيرين دون استشارة الطبيب المعالج لانها قد تؤدي الى مضاعفات خطيرة على الصحة، مشيرة الى ان الادوية قد لا تحل مشاكل القولون العصبي بصورة كبيرة ان لم يتم الالتزام بارشادات الاطباء اضافة الى تغيير نمط الحياة اليومية الى الافضل.
ويبين د. علي الصاوي، استاذ الادوية بصيدلة عين شمس ان الاعتماد على الطب البديل قد يفيد كثيرا في حالات مرضى القولون العصبي فهو يوفر لهم العلاج من الطبيعة بدلا من الاستخدام المتزايد للأدوية الكيماوية، موضحا ان نبات الخس على سبيل المثال يساعد على ازالة الاضطرابات العصبية ومعالجة حالات الأرق المزمن، وتنشيط الامعاء والحماية من التخمر المعوي وهذا في حالة تناوله طازجا، ويؤكد د. الصاوي على ان هناك بعض الاعشاب المفيدة ويأتي النعناع على رأس هذه القائمة كنبات عطري يحتوي على العديد من العناصر التي تجعله علاجا فعالا لتهدئة الاعصاب، مضيفا ان نباتات الشمر والينسون بما تحتويه من مركبات مضادة للتقلص تعتبر روشتة متكاملة لعلاج تقلصات الجهاز الهضمي والمغص المعوي والحموضة وكلها من اعراض القولون العصبي.
وتنصح د. عفت مأمون طبيب الباطنة بالمستشفى الجامعي باتباع الارشادات التالية للحد من الاضطرابات الناجمة عن مرض القولون العصبي والواقية منها واهمها الابتعاد عن مصادر التوتر والانفعال، وتجنب الاجهاد الجسدي والنفسي، مع ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وتجنب الضجيج بمصادره كافة، موضحة ان هناك العديد من الاطعمة التي يجب تجنبها وهي الاطعمة الدسمة والآيس كريم والشوكولاته اضافة الى المشروبات الغازية، اما الاطعمة التي تخفف من الاضطرابات فهي تضم القمح الاسمر والعدس، وكذلك الخضار والفواكه المتنوعة الغنية بالألياف الغذائية. وتطالب د. مأمون بتناول حوالي خمس وجبات صغيرة في اليوم ضمن مواعيد محددة، مع مضغ الطعام جيدا وتجنب الاحاديث المزعجة والنقاشات اثناء تناول الطعام، وكذا الامتناع عن اضافة البهارات وتناول الاطعمة الحادة.