نظرا لتفاقم مشكلة البلهارسيا في مصر وصعوبة وضع نهاية لها، تمكن فريق علمي من إجراء تجارب لعلاجات بديلة وأثبت الفريق أن العلاج المناعي لهذا المرض يحظى بنسبة نجاح بلغت 65%. ويقول رئيس شعبة الهندسة الوراثية والبيوتكنولوجي بالمركز القومي للبحوث الدكتور يحيى شاكر لـ«الشرق الأوسط» إنه برغم الجهود المبذولة في مجال مكافحة البلهارسيا في مصر فقد ظهرت في الآونة الأخيرة أنواع من البلهارسيا تدعى مانسوني لا تستجيب للعلاج الكيميائي وأن هذه الأنواع ظهرت بنسب كبيرة في السنغال وبنسب أقل في مصر وهو الأمر الذي دعا إلى ضرورة البحث عن أدوية بديلة أو استكمال البحث في استراتيجيات أخرى لعلاج هذا المرض مؤكدا أن إبراز هذه الاستراتيجيا التي لجأت إليها مصر هو العلاج المناعي حيث توصل فريق علمي مصري إلى فصل بعض المضادات من الأطوار المختلفة لطفيل البلهارسيا سواء من الديدان الصغيرة أو الديدان البالغة أو البيضه وأمكن دراسة تأثيرها المناعي وتم تطبيق ذلك على حيوانات التجارب وأعطت نسبة نجاح تتراوح بين 30 و65% مشيرا إلى أن هذه الأبحاث تتبناها شعبة الهندسة الوراثية والبيوتكنولوجيا في المركز.
ويذكر د. شارك أن الفريق العلمي يتبنى فكرة أخرى لعلاج مرضى البلهارسيا في مصر تعتمد على البيئة التي تعيش فيها الديدان داخل جسم المريض، ولماذا تتجه ديدان البلهارسيا مانسوني لتعيش وتضع البيض في الوريد البابي الكبدي، ولا تضعه في أماكن أخرى من الجسم، مؤكدا أن البحث في هذه النقطة فتح المجال لنتائج كبيرة ومثيرة ولم تنته الدراسة بعد، وستحمل النتائج خلال الشهور المقبلة مفاجآت علمية يمكن من خلال تطبيق نتائجها من شل حركة البلهارسيا في مصر وبدء التخلص منها، وهي التي تعد المرض المستوطن الأول في مصر، ويلقى صعوبة بالغة في عمليات وتكاليف وجدوى مكافحته.